أعلن الانفصاليون في شرق أوكرانيا الخميس “اغتنام” سلاح أميركي ثقيل من القوات الأوكرانية، في حين نددت أوروبا بما سمتها “مخيمات الفرز” التي أنشأتها موسكو في أوكرانيا، كما طالبت كييف بإنشاء محكمة دولية لمحاسبة روسيا.

ونقلت وكالة “نوفوتسي” الروسية عن قيادة قوات ما يعرف بجمهورية لوغانسك الشعبية الموالية لموسكو، أن أول مدفع “هاوتزر” (Howitzer) من طراز “إم 777” (M777) وعيار 155 مم وقع “غنيمة” بيد عناصرها أخيرا.

مقالات ذات صلة

 

وعرض الانفصاليون مقطع فيديو يتضمن أنواعا مختلفة من الأسلحة من بينها مدفع هاوتزر، من دون إشارة إلى مكان وزمان تصويره، ولم يتسنّ التأكد من صحة الفيديو من مصدر مستقل.

 

وتتميز مدافع هاوتزر الذاتية الحركة التي أعلنت واشنطن تقديم عشرات القطع منها لكييف بأنها من النوع الأخف وزنا مع عدم التضحية بمداه أو دقته، وهو ما يُسهل نشره ونقله في مواقع مختلفة ومتغيرة.

وقد جهزت واشنطن هذا المدفع بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وذلك يسمح له بتحديد مواقع الأهداف بسهولة ودقة.

قصف روسي

وفي وقت مبكر من فجر الجمعة، قال مراسل الجزيرة إن دوي ٤ انفجارات سُمع في مدينة خاركيف (شمال شرق) جراء قصف صاروخي.

وللمرة الأولى منذ أسابيع، استهدفت غارات روسية صباح الخميس مدينة فينيتسا التي تقع على بعد مئات الكيلومترات من الخطوط الأمامية للمعارك في شرق البلاد، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة نحو 92، وفقا للسلطات الأوكرانية، في حين دعت كييف إلى إنشاء محكمة دولية لمحاسبة روسيا.

وقال الجيش الأوكراني إن “3 صواريخ” استهدفت موقفا للسيارات والمبنى التجاري وسط المدينة الذي يحتوي على مكاتب وشركات صغيرة، وأوضح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات أن غواصات في البحر الأسود أطلقت هذه الصواريخ.

وتعليقا على قصف فينيتسا، توعد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -في تغريدة على تويتر- بمحاكمة من وصفهم بمجرمي الحرب الروس عن كل قطرة دم ودمعة أوكرانية، واصفا ما وقع في المدينة بأنه جريمة حرب روسية أخرى، وفق تعبيره.

 

 
 

من جهته، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقصف الذي ضرب المدينة ومدنا أوكرانية أخرى، معتبرا استهداف المدنيين اليومي وقتل الأطفال الأوكرانيين عملا إرهابيا وغير إنساني، وفق تعبيره.

ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف وسط مدينة فينيتسا في وسط البلاد، في حين تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر حجم الدمار الذي أصاب المباني والسيارات جراء القصف الصاروخي بـ3 صواريخ أصابت المدينة عند العاشرة من صباح الخميس.

وقال زيلينسكي إنه “لم يعد هناك أدنى شك في الحاجة إلى محكمة خاصة بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا”.

كما قال ممثل أوكرانيا لدى محكمة العدل الدولية للجزيرة إن بلاده دعت الشركاء الدوليين لتأسيس محكمة جنايات خاصة بجرائم روسيا، حسب تعبيره.

وكانت الضربات الروسية البعيدة عن الخطوط الأمامية للجبهة نادرة نسبيا على مدى أسابيع عدّة، ولكن رقعة الحرب اتسعت حول مناطق مثل ميناء ميكولايف الإستراتيجي في الجنوب والقريب من البحر الأسود.

مخيمات فرز

في الشأن ذاته، أبدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا “قلقها البالغ” بسبب معاملة موسكو للمدنيين الأوكرانيين في ما سمتها “مخيمات الفرز” التي أنشأتها في أوكرانيا والمخصصة لتحديد الأشخاص الذين يُشتبه بأن لديهم علاقات مع سلطات كييف، وفق تقرير نُشر الخميس.

وجاء في التقرير المؤلف منذ 115 صفحة أنه “وفقا لشهود”، فإن هذه الآلية “تتضمن استجوابات وحشية وتفتيشا جسديا مهينا”.

 

 

وأضاف التقرير أن “الأوكرانيين الذين تم إجلاؤهم من مدن محاصرة على غرار ميناء ماريوبول الإستراتيجي أو أولئك الذين يغادرون الأراضي التي ضمتها القوات الروسية مرغمون على العبور من هذه المراكز، وتُسجّل بياناتهم الشخصية، وتؤخذ بصماتهم، وتُنسخ أوراقهم الثبوتية”.

وحسب مراقبين، فإن الهدف على ما يبدو هو تحديد إذا كان هؤلاء الأشخاص قاتلوا إلى جانب القوات الأوكرانية أو لديهم صلات بكتيبة “آزوف” أو السلطات الأوكرانية، وفي هذه الحالة “يُفصل هؤلاء الأشخاص عن الآخرين وغالبًا ما يختفون بكل بساطة”.

اتهامات روسية

وفي المعسكر المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية لأوكرانيا لقصف دونباس باستخدام منظومات “هيمارس” الصاروخية.

وأضافت المتحدثة أن بحر البلطيق لن يصبح بحرا داخليا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، ووجهت تحذيرا لمولدوفا من الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا.

وتعليقا على الاتهامات بقصف مدينة فينيتسا، قالت مارغريتا سيمونيان رئيسة تحرير مجموعة “سيغودنيا” الإعلامية التابعة للحكومة الروسية -عبر تطبيق تليغرام- إن الجيش الروسي أبلغها بأنه استهدف “بيت الضبّاط حيث كان ينتشر القوميون”.

بدوره، قال رئيس مجلس الدوما الروسي إن رفض كييف التفاوض على السلام يزيد الشكوك بشأن إمكانية الحفاظ على الدولة الأوكرانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *