قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن “الهجوم الروسي الكبير على أوكرانيا” -كما وصفه- يتقدم بأمتار وليس كيلومترات، في حين دعا الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ لضرورة “إعطاء أوكرانيا ما تحتاجه لتتمكن من الانتصار”.

وفي تصريح لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، كشف وزير الدفاع البريطاني عن أن تزويد أوكرانيا بالمقاتلات بعيد المنال، وأن تدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات تدبير طويل الأمد لما بعد الحرب عندما تحتاج أوكرانيا الدفاع عن نفسها.

 

كما قال بن والاس إن موقف الحلفاء من الدعم العسكري لأوكرانيا تغير بشكل كبير، مشيرا إلى أنهم ناقشوا العام الماضي ما إذا كانوا سيرسلون صواريخ مضادة للدبابات والآن يقومون بإرسال دبابات غربية لها، حسب قوله.

وأكد أنه ليس لدى داعمي كييف الغربيين مشكلة إستراتيجية في الاستمرار بإمداد الجهد الحربي لأوكرانيا.

 

دورة تدريبية

وأعلن البنتاغون أن القوات الأميركية أنهت دورة تدريبية موسعة لمجموعة أولى تضم أكثر من 600 جندي أوكراني، وفق بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال البنتاغون إن أول كتيبة أوكرانية أنهت تدريبا عسكريا مشتركا على مدرعات برادلي الأميركية في منطقة غرافين فوير بألمانيا.

 

وكانت الولايات المتحدة وافقت على تزويد أوكرانيا بأكثر من 100 مدرعة برادلي مسلحة بمدافع أوتوماتيكية، وقادرة أيضا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول فرنسي تأكيده أن بلاده لن ترسل دبابات قتالية رئيسية إلى أوكرانيا، أو أي أسلحة يمكن استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية.

كما نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين فرنسيين وألمان قولهم إن باريس وبرلين تدعمان منظومات الأسلحة الحالية المرسلة إلى أوكرانيا، ولن يكون هناك دعم إضافي في نوعية الأسلحة، وذلك في إشارة إلى المقاتلات، حسب الصحيفة.

تطورات ميدانية

ميدانيا، قال مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إنه تمت السيطرة على بلدة باراسكافييفكا الواقعة شمال مدينة باخموت. وأضاف أنه رغم قطع إمدادات الذخائر والخسائر الفادحة، فإن قواته تمكنت من السيطرة بشكل كامل على البلدة.

وتأتي هذ التطورات في وقت تواصل فيه روسيا حشد قواتها بهدف السيطرة على مدينة باخموت (شمالي مقاطعة دونيتسك).

 

وفي أول رد فعل أميركي على ذلك، وصف البيت الأبيض التقدم الروسي حول باخموت بأنه ضئيل.

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن مجموعة فاغنر الروسية تكبدت خسائر تصل لأكثر من 30 ألف عنصر، بينهم 9 آلاف قتيل خلال المعارك في أوكرانيا.

باخموت

من جانبها، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي يركز هجماته في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) على محاور القتال في باخموت وليمان وأفديفكا.

وأضافت أن 20 بلدة في محيط باخموت تعرضت لقصف روسي شديد بمختلف أنواع القذائف الصاروخية، كما أكدت أنه تم صد 18 محاولة تقدم على طول خطوط المواجهة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

كما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية قولها إن المحور الشمالي لمدينة باخموت يشهد معارك عنيفة جدا، وإن القوات الروسية سيطرت على قرية باراسكوفييفكا وتحاول التقدم نحو القرى المجاورة، كما تستمر معارك شرسة في المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة، وفقا للمصادر نفسها.

 

وأكد حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني أن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 5 آخرون في قصف روسي طال العديد من المدن والبلدات الأوكرانية في الساعات الأخيرة.

عقوبات اقتصادية

وفي مجال العقوبات، قال والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة ستحذر الشركات بشكل مباشر من التهرب من العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأشار أدييمو -في حديث لرويترز قبل الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية على جارتها في 24 فبراير/شباط- إلى مخاوف محددة بشأن تهرب دولة الإمارات وإيران وتركيا ودول قريبة من روسيا من العقوبات، على حد قوله.

وقال أدييمو “سنتوجه مباشرة إلى شركاتها ونوضح لها أن لديها خيارا”، مضيفا “يمكنكم مواصلة القيام بأشياء تفيد روسيا وتزويدها بالدعم المادي، ولكنكم بعد ذلك تتحملون خطر فقدان الوصول إلى الاقتصاد الأوروبي والاقتصاد الأميركي والبريطاني.. هذا هو خياركم”.

وقال أدييمو إن الحملة على التهرب من العقوبات باستخدام العقوبات وقيود التصدير وأدوات أخرى ستركز بشكل كبير على السلع المصنعة والبناء والمواد ذات الاستخدام المزدوج التي لها تطبيقات تجارية وعسكرية. وأضاف “أنه خيار سهل للغاية بالنسبة لمعظم هذه الشركات وبالنسبة لمعظم هؤلاء الأفراد”.

 

وقال أدييمو إن واشنطن ستتواصل أيضا مع البنوك في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا واليابان لتطلب منها تحذير عملائها من أنهم قد يفقدون إمكانية الوصول إلى المؤسسات المالية إذا تبين أنهم يتهربون من العقوبات الأميركية.

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها -بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وبريطانيا- عقوبات على روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا، واستمرت في زيادة الضغط منذ ذلك الحين، وكان من بين أهداف عقوبات واشنطن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقطاع المالي ورجال الأعمال الداعمين للنظام بموسكو.

وتأتي هذه التصريحات وسط مؤشرات على أن الاقتصاد الروسي لم يتضرر بشدة كما كان متوقعا في البداية من العقوبات الغربية.

وتوقع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي أن يتوسع الاقتصاد الروسي 0.3% عام 2023، وذلك بعد انكماشه 2.2% عام 2022.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author