في يوم 22 مارس/آذار 2015، استضافت مدينة سانت بطرسبرغ الروسية منتدى عالميا جمع قيادات اليمين المتطرف القادمين من كل حدب وصوب. بدا الأمر غريبا ومثيرا للغاية، فروسيا، التي ما فتئت تُذكّر العالم بإمبراطوريتها الشيوعية المنهارة ذات المعتقد اليساري الشيوعي الراسخ، باتت موطنا لاجتماع سياسي لممثلي أقصى يمين الطيف السياسي.

مثلت هذه المناسبة نقطة بداية، انطلق من خلالها قيصر روسيا فلاديمير بوتين نحو تعزيز علاقات بلاده بقيادات الأحزاب والتيارات اليمينية في أوروبا، التي ترى في روسيا شريكا لا مناص من دعمه للحفاظ على الثقافة الأوروبية التي تعيش تهديدا حقيقيا بسبب التغول الإسلامي على حد وصفهم. والمثال الحي هنا، اليمين الفرنسي الذي يعتبر نموذجا في أوروبا والعالم الغربي للتطرف الأيديولوجي، إذ دشَّن هذا التيار علاقات وطيدة مع موسكو، وهو ما يضعه اليوم في موقف حرج بسبب الحرب الأوكرانية التي قد تعوقه عن تحقيق الحلم الذي راوده منذ عقود بالوصول لقصر الإليزيه بباريس، ونحن على بعد ساعات من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يوم 10 أبريل/نيسان المقبل.

أوروبا بيضاء وغير أميركية

رغم إدراك الجميع الأهداف الكامنة وراء تحرك روسيا عسكريا لغزو أوكرانيا، وعلى رأسها إبعاد حلف الناتو عن جارته الغربية، فإن بوتين لم يكتَفِ بهذه الأسباب، بل أضاف سببا آخر، وهو رغبته في إبعاد “النازيين الجدد” عن حدود بلاده الغربية كما صرَّح أكثر من مرة. وقد أشارت تقارير صحفية في هذا السياق إلى وجود تيارات نازية جديدة في أوكرانيا تتقدمها كتيبة “آزوف” التي شاركت الجيش الأوكراني عددا من العمليات العسكرية بداية من مايو/أيار 2014 قبل أن تنضم بطلب من كييف إلى الجيش النظامي بسبب تخوُّف الحكومة الأوكرانية من أن تتسبَّب هذه الكتيبة في مشكلات داخلية نتيجة خطها الأيديولوجي. ورغم بعض الصواب الذي جاء في كلام بوتين والمتعلِّق بوجود نازيين جدد على حدود بلاده الغربية، فإن الرئيس الروسي لا يكترث في الحقيقة لهذه التيارات اليمينية، خصوصا أنه يدعم معظمها فعليا بالمال رغم تبني بعضها مبادئ النازية.

 

تتشارك الأحزاب اليمينية في أوروبا التوجه السياسي والفكري نفسه، إذ تنظر إلى العالم انطلاقا من مبادئها المحتكمة إلى الأصول المسيحية، رافضة الليبرالية المفرطة والهجرة غير المسيحية اللتين ستغيران أوروبا سياسيا وديموغرافيا وثقافيا بسبب العولمة اللامحدودة. ويرى هذا التيار في بوتين القائد القوي القادر على الدفاع عن أوروبا البيضاء، وذلك لعدة أسباب: أولها أن الرئيس الروسي -في نظرهم- الشخص الأقوى حاليا في أوروبا، فهو رجل دولة صارم، لا يظهر للكاميرا إلا للحديث بوضوح وحزم في المواضيع المهمة، ولا يبالي بالأعراف الدبلوماسية الغربية الأميركية المنشأ. والسبب الثاني -وهو الأهم- قدرة بوتين على التدخل عسكريا عند الحاجة وتحمُّل عواقب هذا التدخل أيا كان الثمن، كما حدث في حرب الشيشان في التسعينيات، ثم الحرب السورية التي اشتعلت غداة الثورة على نظام الأسد، إذ لم يحتَجْ بوتين وقتا طويلا كما فعلت بعض الدول الغربية، بل بادر إلى الهجوم عندما أدرك ضرورة هذا التحرُّك للحفاظ على مصالح بلاده.

حظي الرئيس الروسي بدعم كبير من طرف هذه الأحزاب السياسية اليمينية داخل أوروبا في مواجهة العقوبات الأميركية. ولا يحب اليمينيون الأوروبيون الولايات المتحدة الأميركية كثيرا، ويعتبرونها بلدا متغطرسا يقود أوروبا نحو الهاوية. وقد زادت أهمية هذا الدعم بعد أن ساعدت الأزمة الاقتصادية عام 2008 ثم أزمة اللاجئين عام 2015 في صعود أسهم الأحزاب اليمينية، إذ تمكَّنت هذه الأحزاب من الوصول إلى الحكم في بعض الدول الأوروبية، فيما تنتظر دورها في دول أخرى مثل فرنسا.

بالعودة إلى التاريخ، ظهر الحضور الروسي في فرنسا مع بداية القرن العشرين، وكان حضورا محدودا، إذ لم يتجاوز عدد الروس نسبة 2% من مجموع المهاجرين الأجانب، فتشكَّلت جالية روسية من اليمينيين الروس الفارين من الثورة البلشفية. وقد طالب الشيوعيون حينها بطرد هؤلاء الروس، لكن اليمين الفرنسي دافع عنهم، وشكَّل معهم جبهة قومية أوروبية بيضاء. ثم بدأت التحرُّكات النشطة لهذه العُصبة من الروس بعد مرور عقد على قيام ثورة الشيوعيِّين، حين أسس اتحاد جمعيات الشباب الروسي عام 1927 فرعا فرنسيا ضمَّ حوالي 300 مناضل نشطوا بباريس والجنوب الفرنسي. وتلقَّى هذا التنظيم دعما كبيرا من عدة أحزاب فاشية أوروبية، كما شكَّلت فرنسا ملتقى لقيادات الحركات الروسية اليمينية مع بعض القيادات النازية التي رغبت في مواجهة الحضور المهم للاتحاد السوفييتي.

بوتين ومارين لوبان  (رويترز)

لم يقف انجذاب اليمين الفرنسي إلى روسيا عند التيارات التي تشاركه التوجهات الأيديولوجية ذاتها، بل تجاوزه إلى الاتحاد السوفييتي نفسه، الذي رأت فيه نسبة من اليمينيين الفرنسيين بعد نهاية الحرب العالمية الأولى القوة القادرة على حماية أوروبا من الإمبريالية الأميركية. وفُسِّر توجه اليمين الفرنسي نحو روسيا على أنه نوع من تسرُّب الأفكار اليسارية إلى هذا التيار، لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك على الإطلاق، بل إن الانجذاب تجاه الاتحاد السوفييتي الشيوعي ومناصبة أميركا العداء، يصب في قلب الفكرة اليمينية المتطرِّفة التي تهدف إلى تكوين أوروبا جديدة تحدد العرقية البيضاء معالمها الأساسية.

“بوتين”.. فارس أحلام يمين فرنسا

“إنني أحلم ببوتين فرنسي”

(إريك زمور، مرشح الانتخابات الفرنسية)

منذ تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي، لم يتمكَّن حزب الجبهة الوطنية اليميني (التجمُّع الوطني حاليا) من حكم فرنسا، وتتعدد الأسباب التي منعته حتى الآن من الوصول إلى الإليزيه، لكن هناك عاملان أساسيان، أولهما مادي، وثانيهما يتعلق بالعلاقات الخارجية. وقد دفع هذان العاملان المؤثران بعائلة لوبان إلى التوجُّه شرقا نحو روسيا، أملا في تعزيز حظوظ الحزب العائلي في الوصول إلى الرئاسة البعيدة المنال. فبعد وصولها إلى مركز قيادة حزب أبيها سنة 2011، اختارت مارين لوبان رسم خط سياسي يدعم روسيا تحت ذريعة رغبتها في تكوين فرنسا مستقلة وغير تابعة لا لواشنطن ولا لموسكو. وفي أكتوبر من السنة نفسها، قالت الزعيمة الجديدة لحزب الجبهة إن الأزمة الاقتصادية التي عاشتها أوروبا آنذاك أكدت إمكانية التخلي عن الولايات المتحدة، والتوجُّه بدلا من ذلك نحو روسيا التي تستحق تطوير العلاقات معها لأنها تشارك أوروبا الغربية الخلفية الحضارية نفسها.

خاضت لوبان انتخابات الرئاسة في فرنسا سنة 2012، ولم تنجح في المرور إلى الدور الثاني من أجل تمرير مشروعها الرامي لتشييد محور ثلاثي يتكوَّن من باريس وبرلين وموسكو. وفي يونيو/حزيران 2013، شدت لوبان الرحال إلى موسكو في أول زيارة رسمية لها منذ توليها قيادة الحزب. وقد زارت لوبان منطقة القرم، والتقت عددا من الشخصيات الروسية الرفيعة، مثل “سيرغي ناريشكين”، رئيس البرلمان الروسي ومدير خدمة المخابرات الخارجية الحالي، و”دميتري روغوزين”، نائب رئيس الوزراء الروسي السابق. واستغلت لوبان زيارتها للتعبير عن إعجابها الشديد بروسيا، مؤكدة أنها الشخصية السياسية الفرنسية الوحيدة التي تدافع عن موسكو ومواقفها، بدءا من رفض زواج المثليين، وانتهاء بتأييدها لنظام بشار الأسد. وقد التقت لوبان أثناء زيارتها بعض مواطني بلدها الذين يعيشون في روسيا، ومنهم رجل أعمال فرنسي جمعته معها صورة وهي ترتدي قبعة عسكرية سوفييتية، حيث قالت إن الصورة لا تتجاوز البعد الفلكلوري، وأنها أرادت التذكير بالنضال الطويل لقيادات الجبهة الوطنية الفرنسية ضد القوى السوفييتية فحسب.

لم تكن “مارين” الوحيدة التي شعرت بانجذاب شديد نحو روسيا، فقد أعلنت العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى محيطها السياسي دعمها الكبير لموسكو، وأبرزهم “ماريون ماريشال لوبان”، ابنة أختها التي زارت روسيا أكثر من مرة منذ سنة 2012، كما استقبلت في مناسبات متعددة شخصيات رسمية روسية، مشيدة هي الأخرى ببوتين. وقد بدأ هذا العشق السياسي بين الجبهة الوطنية وروسيا يتخذ شكلا أكثر جدية مع حلول سنة 2014، أي مع بداية الأزمة الروسية-الأوكرانية، إذ اصطف الحزب خلف موسكو، ودافع عن مصالحها عبر التصويت ضد القوانين والعقوبات التي استهدفتها، سواء في البرلمان الفرنسي أو البرلمان الأوروبي. ولم يكن هذا الأمر وليد التعاطف فقط، ففي السنة نفسها تمكَّن حزب لوبان من الحصول على قرضين روسيَّين، الأول بقيمة مليونَي يورو، والثاني بقيمة 9 ملايين يورو، وجاءت هذه الأموال لإنقاذ الجبهة الوطنية من السكتة القلبية، بعد أن رفضت عدة بنوك فرنسية الموافقة على تمويل الحزب.

بجانب الشق المادي المتعثِّر حتى الآن لهذا القرض، كان الحزب اليميني المتطرف مطالبا بتقديم دعم سياسي لخطوات روسيا الخارجية، وواتته الفرصة في الفترة نفسها حين أعلنت روسيا رغبتها في ضم جزيرة القرم. فقد أفادت معلومات كشف عنها موقع “ميديا بارت” للتحقيقات عن رغبة روسيا في مشاركة مارين لوبان باستفتاء القرم بوصفها “مُراقِبة انتخابية” قبل أن توكل المهمة في الأخير إلى “إميريك شوبراد”، مستشارها للسياسات الخارجية. وفي المقابل نقل “ميديا بارت” عن زعيمة اليمين المتطرف إنكارها كل المعطيات التي قالت إن خط حزبها السياسي تأثَّر بالإملاءات الروسية، مؤكدة أن اتجاهها لروسيا من أجل المال جاء بالأساس بعد امتناع البنوك الفرنسية عن تمويل حزبها.

لا يقتصر دعم بوتين على لوبان وحزبها، بل يتجاوزه إلى الضلع الثاني لليمين المتطرف الفرنسي الذي يمثله الصحفي السابق، والمرشح الرئاسي الفرنسي الحالي، “إريك زمور”، الذي لا يقل حماسه لمشروع بوتين في أوروبا عن رفيقته اليمينية. ففي عام 2004، اعتبر زمور أن الثورة البرتقالية التي عرفتها أوكرانيا للإطاحة بالنظام الموالي لموسكو لم تكن سوى مؤامرة غربية. ومع اندلاع الأزمة الروسية-الأوكرانية سنة 2014، عبَّر زمور عن مواقف أكثر راديكالية حينما قال إنه لا وجود لبلد يدعى أوكرانيا، مُقسِّما أوروبا إلى شطرين، أول كاثوليكي ينشط في الفلاحة غربا، ثم ثان أرثوذكسي تغلب عليه الصناعة شرقا، معربا عن تفهمه لرفض روسيا وجود أسلحة أميركية على حدودها الغربية، ومعتبرا موسكو العاصمة الأوروبية الأخيرة التي تحاول تحدي توسُّع الإمبريالية الأميركية.

“نيكولا باي” الرجل الثاني في حزب زمور والمنشق عن مارين لوبان. (الأوروبية)

يتشارك زمور هذا الدعم لروسيا مع عدد من المقربين منه أيضا، بداية من “نيكولا باي” الرجل الثاني في حزب زمور والمنشق عن مارين لوبان قبل أسابيع، الذي كان مُقرَّبا من روسيا وقيادات برلمانها المحلي أثناء نشاطه في حزب الجبهة الوطنية. وعلاوة على ذلك، هناك “فيليب دي فيليي”، سكرتير الدولة الفرنسي السابق المُقرَّب كثيرا من زمور، الذي قال وهو يشيد ببوتين في لقاء صحفي سابق له: “لدينا بلد اسمه روسيا يملك قائدا حقيقيا يضع بلده في قلب اهتماماته، لقد قال لي في يوم ما إن أوروبا تسير ضائعة بعد أن فقدت شكلها وجذورها ومعنى وجودها”.

الغزو الروسي.. امتحان الانتخابات الصعب

مع اقتراب موعد الانتخابات، يبدأ المرشحون الرئاسيون الدخول في مرحلة التركيز الأكبر، فلا مجال للخطأ، إذ إن كل خطوة غير محسوبة قد تلقي بصاحبها بعيدا عن سباق الكرسي الرئاسي. ولأن السياسة حقل ألغام قابل للانفجار في أي لحظة، لا يمكن توقُّع مفاجآتها دوما، فقد استيقظ اليمين الفرنسي على وقع حرب أوكرانيا التي بعثرت جميع أوراقه داخليا وخارجيا. وقد ظهر المأزِق الكبير لمرشحي اليمين المتطرف بمجرد عبور أولى دبابات الجيش الروسي الحدود مع أوكرانيا، ففي وسط موجة التعاطف الكبيرة مع الأوكرانيين التي اكتسحت فرنسا وشعبها، لم يكن دعم روسيا ليمر دون تقليص فرص هؤلاء المرشحين في الوصول إلى كرسي الرئاسة، ومن ثَم ظهرت هنا المعادلة الصعبة.

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خرج إريك زمور بعد وصلة من المديح في “وطنية” بوتين للرهان على أن موسكو لن تغزو كييف أبدا، لكن بعد أن خذلته قوات الكرملين، عاد الرجل للإعلان عن تضامنه الإنساني مع ضحايا الحرب ومصابيها، مشددا في الوقت نفسه على أن توسع حلف “الناتو” شرقا هو الذي تسبَّب في تأزُّم الوضع، ومضيفا أنه ليس من مصلحة فرنسا أن يدخل العالم حربا باردة جديدة، لأن ذلك يعني التوسُّع في عقوبات اقتصادية ستؤثر سلبا على المواطن الفرنسي.

إيريك زمور

حاول زمور الحفاظ على التوازن في تصريحاته، فهو تارة يدين روسيا، وتارة يهاجم حلف الشمال الأطلسي، ويعلن تعاطفه الإنساني في مرات، ويرفض رفضا قاطعا استقبال اللاجئين الأوكران في مرات، في موقف يتعارض مع التوجُّه العام السياسي والشعبي في بلاده. لكن مع مرور الأيام، أضحى الحفاظ على هذا الموقع المتوازن صعبا للغاية مع تزايد وحشية القوات الروسية تجاه المدنيين الأوكرانيين، وتضامن الأوروبيين معهم. على سبيل المثال، وصف المرشح اليميني ما حدث ببلدة “بوتشا” الأوكرانية من مذابح بالجريمة البشعة والمشينة التي تخدش صورة روسيا وتدين رئيسها الذي اعتبره مثالا للمسؤول الوطني. بيد أن زمور سخر في السياق نفسه من دعاوى تقديم بوتين للمحاكمة، متسائلا عن هُوية الشخص أو الجهة التي تستطيع إلقاء القبض عليه وهو يجلس على عرش بلد نووي.

من جهتها، حاولت مارين لوبان تجنُّب أخطاء منافسها على كتلة التصويت اليمينية حينما سارعت إلى الترحيب باللاجئين الأوكرانيين، معتبرة استقبالهم أمرا طبيعيا لكونهم مواطنين أوروبيين يتشاركون الثقافة نفسها مع باقي الدول الأوروبية الأخرى. وقالت المرشحة اليمينية إن الرئيس الروسي تجاوز خطا أحمر، واصفة الغزو الروسي بالخطأ الذي لا يمكن تبريره.

وترى لوبان في دعم أوكرانيا واجبا إنسانيا على فرنسا التي رفضت في وقت سابق غزو أميركا للعراق، لكنها في الوقت نفسه أبدت ترددا كبيرا في الحديث عن مجزرة “بوتشا”، واصفة ما حدث بجريمة الحرب التي يجب التحقيق فيها للتأكد من حيثياتها والمسؤول عنها. ورغم تحفُّظها على التحرُّك الروسي داخل أوكرانيا، فإنها لم تتردَّد في التأكيد على أن لروسيا مكانتها الكاملة داخل أوروبا إذا عادت إلى رشدها. وقالت لوبان إن الخلاف مع روسيا لا يجب أن يدفع العواصم الأوروبية إلى عزل موسكو؛ لأهميتها الاقتصادية والسياسية، فأي خطوة في هذا الاتجاه تعني توجه روسيا نحو الصين؛ وهو ما قد يشكِّل جبهة خطيرة تهدِّد أوروبا سياسيا واقتصاديا في هذا الوقت الصعب.

بينما يتخبَّط إريك زمور وزميلته في الصف الفاشي مارين لوبان في مواقفهما تجاه الوضع في روسيا، يبدو إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي والمرشح الرئاسي، أكثر استفادة من التحولات الأخيرة. (الأوروبية)

بينما يتخبَّط إريك زمور وزميلته في الصف الفاشي مارين لوبان في مواقفهما تجاه الوضع في روسيا، إذ يعجزان حتى الآن عن تقديم تصوُّر حقيقي للطريقة المناسبة لعلاج الوضع الخارجي بعد وصول الحرب إلى داخل أوروبا، يبدو إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي والمرشح الرئاسي، أكثر استفادة من التحولات الأخيرة، إذ يحاول التسويق لنفسه بوصفه الرئيس القادر على الدفاع عن مصالح فرنسا خارجيا وفق منظور براغماتي لا يخلو من نزعة إنسانية يمثلها الدعم الكبير للشعب الأوكراني؛ وهو ما قد يقرِّبه أكثر فأكثر من الإبقاء على كرسيه لولاية ثانية كما تشير غالبية استطلاعات الرأي.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *