دعم عسكري غربي جديد لأوكرانيا.. واشنطن تعلق على هدنة بوتين وأنقرة تحذر: القادم أسوأ
قللت واشنطن من أهمية دعوة موسكو للهدنة -التي دخلت حيز التنفيذ ظهر اليوم الجمعة- واعتبرتها مثيرة للسخرية، وفي حين اعتبر البيت الأبيض أن الحرب في أوكرانيا تمر بمرحلة حرجة، رجحت الرئاسة التركية أن تشتد هذه الحرب الأشهر القادمة.
وجدد الرئيس الأميركي جو بايدن عزم بلاده على عمل كل ما بوسعها لمساعدة الأوكرانيين، وقال إن الحرب “تمر بمرحلة حرجة”.
وفي تعليقه على الهدنة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بايدن إنه يعتقد أن الرئيس الروسي “يسعى للحصول على متنفس” من خلال قرار الهدنة، مضيفا أنه يجد نفسه “متثاقلا عن التعليق على أي شيء يقوله بوتين”.
كما وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس دعوة روسيا للهدنة في أوكرانيا بأنها مثيرة للسخرية، وقال -في مؤتمر صحفي- إن موسكو تستطيع إثبات جديتها في السعي للسلام عن طريق وقف الحرب من طرفها والانسحاب من الأراضي الأوكرانية.
حرب متواصلة
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن من الواضح أن الحرب الروسية الأوكرانية ستشتد الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك يعني المزيد من الموت والدمار وأزمة عميقة طويلة الأمد.
وأضاف قالن -في تغريدة على تويتر- أن تركيا ستواصل بذل جهود مكثفة لفتح الطريق أمام المفاوضات بدءا بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وصولا إلى نقل الحبوب والأمن النووي.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إن بلاده دخلت مرحلة حاسمة في الحرب مع روسيا، حيث تهدف إلى الفوز وضمان سلام دائم وعادل لأوروبا بأكملها.
وأضاف أن أوكرانيا تمكنت بالفعل من إقناع الحلفاء بتزويدها بأسلحة لم يكن من الممكن الحصول عليها العام الماضي.
رفض للهدنة
وكان الرئيس الروسي قد أمر جيشه بالتقيّد بوقف لإطلاق النار في كل جبهات المواجهة في أوكرانيا لمدة 36 ساعة، وأوعز بوتين لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بوقف إطلاق النار في أوكرانيا بدءا من الثانية عشرة من ظهر اليوم الجمعة حتى منتصف ليلة الأحد، بمناسبة عيد الميلاد وفق تقويم الكنيسة الشرقية.
ورفضت كييف الهدنة المؤقتة التي أعلنها الرئيس بوتين، واعتبرتها ضربا من “النفاق” متهمة موسكو بالسعي إلى “كسب الوقت”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تسعى إلى هدنة لاستخدامها غطاء لوقف تقدم أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية، وجلب المزيد من الرجال والمعدات.
من جهته، أكد حاكم دونيتسك الموالي لروسيا دينيس بوشيلين أن الهدنة لا تعني عدم الرد على ما وصفها بالاستفزازات الأوكرانية.
وأضاف بوشيلين أن الهدنة التي تصادف احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد، اليوم، تعني مبادرة لوقف إطلاق النار والأعمال الهجومية من الجانب الروسي، وليس إعطاء الجيش الاوكراني الفرصة لتحسين وضعه العسكري والقتالي على خطوط التماس.
دعم عسكري
وفي سياق آخر، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن عربات قتالية أميركية من طراز برادلي ومدرعات ألمانية من طراز ماردر.
وقال البلدان في بيان مشترك إن برلين ستنضم إلى واشنطن في توفير منظومة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت إلى كييف.
كما ذكر البيان أن الرئيس بايدن والمستشار أولاف شولتز أكدا في اتصال هاتفي ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا، والتجاوب العاجل مع طلبها بشأن تعزيز منظومات الدفاع الجوي لها في ضوء الهجمات الروسية المستمرة.
وفي تصريح للجزيرة، أفاد مسؤول أميركي رفيع بأن الولايات المتحدة تعتزم تسليم أوكرانيا 50 مدرعة من طراز برادلي مزودةً بصواريخ تاو المضادة للدبابات، مرجحا أن يجري تدريب القوات الأوكرانية عليها في ألمانيا.
كما نقل مراسل الجزيرة عن مسؤول في البنتاغون قوله إن الولايات المتحدة ستسلم أوكرانيا 500 صاروخ تاو مضاد للدبابات مخصصا لمدرعات برادلي، بالإضافة إلى 250 ألف طلقة من عيار25 ملليمترا للعربات نفسها.
على صعيد متصل، قال مسؤول في البنتاغون للجزيرة إن المساعدات الجديدة لأوكرانيا تتضمن 500 صاروخ مضاد للدبابات من طراز تاو وعربات مضادة للألغام ومدفعية ميدان وقذائف مدفعية وصواريخ هيمارس وصواريخ مضادة للطائرات والصواريخ.
تعهد فرنسي
وفي الأثناء، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون جدّد لنظيره الأوكراني، في اتصال هاتفي، التأكيد على دعم فرنسا الثابتِ لأوكرانيا من أجل استعادة سيادتها الكاملة.
من جهته ثمّن زيلينسكي دور فرنسا في تزويد بلاده بالأسلحة الدفاعية، وقال إنه من الضروري وضع حد لروسيا وعدم تأخر الشركاء في إرسال مزيد من المساعدات العسكرية.
في غضون ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ إنه من الخطورة التقليل من شأن روسيا “التي حشدت 200 ألف جندي جديد” مضيفا أن هناك حاجة لدى الحلف إلى مزيد من الجنود والذخائر والأسلحة.
وأكد ستولتنبرغ أن عدم وجود مؤشرات يؤدي إلى تغيير خطط الرئيس الروسي بشأن أوكرانيا، رغم أن القوات الأوكرانية تسببت في خسائر فادحة للقوات الروسية.