حذر رئيس الوزراء الأيرلندي السابق جون بروتون من أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد تقود لاندلاع حرب مباشرة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا.
وقال بروتون في مقال له بموقع “فير أوبزرفر” (Fair Observer) الإلكتروني الأميركي، إن أوروبا ليست جاهزة للدخول في حرب مع روسيا نظرا للتحديات العديدة التي تواجه معظم دولها.
وأشار إلى أن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، قد حذر الأسبوع الماضي من أن الحرب الروسية الأوكرانية “قد تسوء بشكل مرعب”؛ بل ربما تؤدي إلى حرب شاملة بين الحلف وروسيا. ووصف بروتون تصريح ستولتنبرغ الأخير بأنه “تصريح مقلق من رجل ليس من عادته الإدلاء بتصريحات مقلقة”.
وقال بروتون -الذي شغل في السابق منصب سفير الاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة- إن الخوف كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت لاندلاع الحرب الحالية في أوكرانيا، حيث تخشى روسيا من أن يطوقها الناتو ودول الاتحاد الأوروبي المعادية لها، كما أن دولا أوروبية عديدة طالبت بالانضمام إلى الناتو مدفوعة بالخوف من روسيا.
وأعرب عن اعتقاده بأن رقعة الحرب مرشحة للتوسع، وأن القوات الروسية قد تستخدم أراضي بيلاروسيا نقطة انطلاق لفتح جبهة جديدة في غرب أوكرانيا، الأمر الذي سيجعل المعارك تدور على مقربة من حدود كل من بولندا وليتوانيا العضوين في الناتو، وينذر باحتمال انجرار إحداهما أو كليهما إلى الصراع، الأمر الذي من شأن أن يقود لمواجهة مباشرة مع الناتو.
ووفق المقال فإن دول الاتحاد الأوروبي ليست مستعدة لخوض حرب أوسع نطاقا من الحرب التي تدور رحاها حاليا في أوكرانيا. ورغم الجيوش الجرارة جيدة التجهيز التي تمتلكها الدول الأوروبية، فإن إرسالها إلى جبهات القتال، عندما تقتضي الحاجة، مرهون بأمر الولايات المتحدة.
وتطرق بروتون في مقاله لجملة من الإشكالات التي تواجه الجيوش الأوروبية، مشيرا إلى ضعف قدرتها على نقل المعدات العسكرية الثقيلة، حيث لم يتم تصميم أنظمة طرق وسكك حديدية في أوروبا لنقل المعدات العسكرية الثقيلة بشكل سريع منذ الحرب العالمية الثانية.
كما أن الجيوش الأوروبية تعاني من الازدواجية وهدر الموارد، حيث تمتلك مجتمعة 170 منظومة أسلحة مختلفة، وهو عدد كبير مقارنة بالولايات المتحدة، التي تمتلك جيشا أكبر لكن عدد منظومات الأسلحة التي يمتلكها جيشها لا يتجاوز 30 منظومة.
وقال إن مخازن الأسلحة في الدول الأوروبية لم تعوض بعد كمية الأسلحة التي خرجت منها على شكل إمدادات لأوكرانيا، وإن أوروبا ستؤخذ على حين غرة في حال اندلاع حرب شاملة مع روسيا.
واشار بروتون للمشاكل الاقتصادية الجمة التي تعاني منها أوروبا بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، ومنها التضخم وارتفاع أسعار الطاقة وأسعار المواد الغذائية على سبيل المثال لا الحصر.
وقال إن على أوروبا أن تبذل جهودا حثيثة لتحديد المخاوف التي تغذي أجواء الحرب المشحونة الآن، وأن تبحث عن حلول تأخذ بعين الاعتبار مخاوف جميع أطراف الصراع، وأن على الغرب ألا ينسى أنه بالرغم من صعوبة التعامل مع النظام الروسي الحالي، فإن روسيا باقية بعد انتهاء الحرب.
وختم رئيس الوزراء الأيرلندي السابق مقاله بحثّ الغرب على التفكير مليا في علاقته بروسيا بعد انتهاء الحرب وتغير الموقف الروسي في وقت السّلم، حيث ستكون موسكو برأيه مستعدة لاحترام أراضي جيرانها كافة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز فرص السلام.