روسيا تحبط خطط الاستخبارات الأوكرانية لمهاجمة القرم وكييف تفرض حظر التجول في خيرسون
أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي -اليوم الأربعاء- إحباط خطة للمخابرات العسكرية الأوكرانية لتنفيذ هجمات على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، بينما قالت السلطات الأوكرانية في خيرسون جنوبي البلاد إنها فرضت حظرا للتجول في المنطقة بدءا من مساء بعد غد الجمعة ويستمر 58 ساعة.
ونقلت وكالة تاس للأنباء الروسية عن جهاز الأمن الفدرالي أنه اعتقل 7 عملاء للمخابرات العسكرية الأوكرانية داخل أراضي شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا، كانوا يخططون لتنفيذ “هجمات إرهابية واغتيال قادة في القرم، ومنهم حاكم القرم سيرغي أكسبونوف”.
ومن بين المعتقلين مواطنون من روسيا وأوكرانيا وبلغاريا، وقد صادرت السلطات الروسية لدى المعتقلين متفجرات وأسلحة نارية وصواعق كهربائية وأجهزة تعقب وأخرى للتحكم عن بعد.
وحسب جهاز الأمن الفدرالي الروسي، فإن المسؤول الرئيسي عن خطة تنفيذ هجمات في القرم هو مسؤول الارتباط في الإدارة الرئيسة للمخابرات في وزارة الدفاع الأوكراني ويدعى كيريل بودانوف.
وذكرت وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء الروسية أن الاستخبارات الأوكرانية فتحت قناة لتهريب مكونات المتفجرات من بلغاريا مرورا بتركيا وجورجيا وصولا إلى شبه القرم.
وفي الأيام الأخيرة تعرضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها رغم أن القوات الأوكرانية تكثف استعداداتها لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وغير بعيد عن شبه جزيرة القرم، قال حاكم إقليم كراسنودار الروسية فينيامين كوندراتييف اليوم الأربعاء إن حريقا كبيرا نشب في منشأة لتخزين الوقود في قرية فولنا، مضيفا أن المعلومات الأولية تشير إلى عدم سقوط ضحايا.
وتقع كراسنودار في جنوب غربي روسيا ويفصلها عن أوكرانيا بحر آزوف، وتوجد القرية في نهاية الجسر الذي بنته موسكو فوق مضيق كيرتش لربط أراضيها بشبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وأضاف حاكم الإقليم أن الحريق صُنّف أنه عند أعلى درجات الخطورة.
ولم تتهم السلطات الروسية أي جهة بالمسؤولية عن الحريق، وقالت إنها تحقق في ما وقع.
حظر التجول
وقال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون أولكسندر بروكودين اليوم الأربعاء إن سلطات بلاده قررت فرض حظر التجول في مدينة خيرسون القريبة من خط المواجهة مع القوات الروسية بدءا من الساعة الثامنة ليلا بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش) في الخامس من الشهر الحالي حتى السادسة صباحا (الثالثة صباحا) في الثامن من مايو/أيار الحالي.
وأوضح المسؤول العسكري أنه خلال ساعات حظر التجول سيمنع التنقل في شوارع المدينة والخروج والدخول منها وإليها، مشددا على أن هذه القيود المؤقتة تبقى ضرورية لكي تتمكن القوات الأوكرانية من القيام بدورها، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وكانت خيرسون سيطرت عليها القوات الروسية طوال أشهر في عام 2022، قبل أن تستعيدها كييف في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إثر هجوم مضاد.
ومنذ ذلك الحين تتعرض مدينة خيرسون لقصف منتظم من الجيش الروسي الموجود على الجانب الآخر من النهر المحاذي للمدينة.
واليوم الأربعاء أدت ضربة روسية على محل تجاري في خيرسون إلى وقوع 3 قتلى في صفوف المدنيين و5 جرحى، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية.
8 ألوية
وصرح وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو -في حديث لوكالة إنترفاكس الأوكرانية- بأن بلاده أعادت تسليح 8 ألوية صاعقة (قوات خاصة) تضم 40 ألف عنصر، استعدادا لتنفيذ الهجوم المضاد على القوات الروسية في عدد من المقاطعات الأوكرانية.
وأوضح الوزير الأوكراني أنه تم الانتهاء من تشكيل الألوية وتسليحها ولكنها تحتاج إلى أسبوعين أو 3 لتلقي التعليمات الخاصة بخطط العمليات الهجومية المقررة.
وتقول كييف إن الهجوم المضاد سيبدأ عندما تكتمل جاهزية قواتها.
في المقابل، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن روسيا عززت تحصيناتها الدفاعية استعدادا للهجوم الأوكراني، وتمتد هذه التحصينات من غرب روسيا عبر شرق أوكرانيا حتى شبه جزيرة القرم.
وتوجد أشد هذه التحصينات -حسب صور الأقمار الصناعية- في مقاطعة زاباروجيا وعند مدخل شبه جزيرة القرم، وكلاهما في الجنوب الأوكراني.
إسقاط مسيرات
وقال الجيش الأوكراني إن دفاعاته أحبطت فجر اليوم الأربعاء هجوما روسيا بطائرات مسيرة إيرانية الصنع استهدف العاصمة كييف ومقاطعات ميكولايف وزاباروجيا (جنوب) ودنيبرو (وسط).
وأوضح أن الهجوم أسفر عن أضرار في مبنيين اثنين في ميكولايف ودنيبرو.
في المقابل، قال مصدر روسي إن الهجوم استهدف تدمير بقايا أنظمة صواريخ مضادة للطائرات ومواقع القيادة والرادارات وغيرها من المعدات.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها تصدّت لأكثر من 30 هجومًا روسيا على مدينة باخموت (شرق) في الساعات الماضية، وأضافت الهيئة أن القوات الروسية تحاول التقدم باتجاهات مارينكا وأفدييفكا وليمان، مشيرة إلى أن معارك وصفتها بالمحتدمة تجري حاليا في باخموت ومارينكا.
وقالت هيئة الأركان إن ما وصفته بإخفاق الروس على الأرض دفعهم إلى تكثيف ضرباتهم الجوية على أكثر من محور في باخموت.
وفي سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن اجتماع نواب وزراء دفاع تركيا وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول بعد غد الجمعة بهدف تمديد العمل باتفاق نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وكان اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية تم توقيعه في إسطنبول في يوليو/تموز الماضي من روسيا وأوكرانيا وتركيا بإشراف الأمم المتحدة.
وعبر الوزير التركي عن أمله في استمرار اتفاق شحن الحبوب من دون عوائق، باعتباره يمثل أهمية كبيرة للبلدان المحتاجة، وتنتهي صلاحية الاتفاق في 18 من الشهر الحالي.