روسيا تحذّر الناتو من أسلحة “غير تقليدية” لدى أوكرانيا وإيطاليا تدرس تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي

كشفت أوكرانيا عن بعض الأضرار التي لحقت بقاعدة إنغلز الإستراتيجية في روسيا بعد هجوم استهدفها الأسبوع الجاري، بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أن إيطاليا تدرس تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي، الأمر الذي يعدّ مستفزا لموسكو.

وقد أعلنت روسيا أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوزع من خلال أوكرانيا ما وصفتها بالأسلحة الإلكترونية بشكل “محفوف بالمخاطر” على المجتمع الدولي.

وحذر أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي، في تصريح صحفي نقلته قناة “روسيا اليوم”، من أن “تصرف الناتو محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها تقع على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وأنه إذا كانت روسيا اليوم هي الهدف ففي الغد ستكون أي دولة أخرى معارضة لواشنطن مكاننا”.

وفي وقت سابق ذكر الدبلوماسي الروسي أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد المراكز المعلوماتية الروسية زاد بعد بدء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه الهجمات مصدرها بشكل رئيسي بلدان أميركا الشمالية والاتحاد الأوروبي.

وفي مايو/أيار الماضي كشفت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا ساعدت المخابرات الأميركية بتعبئة “جيش إلكتروني” بهدف إلحاق ضرر بالبنية التحتية لروسيا وحلفائها، كما اتهمت واشنطن بالعمل على زيادة التطوير العسكري للفضاء المعلوماتي لأوكرانيا.

بالمقابل، أصاب شلل مواقع حكومية مهمة في العاصمة كييف، وكذلك مقار الحكومة والبرلمان ووزارة الخارجية ومؤسسات الدولة الأخرى قبل يوم من اندلاع الحرب في أوكرانيا في 20 فبراير/شباط الماضي، وقد حمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو مسؤولية ذلك الهجوم السيبراني.

إيطاليا تبدي استعدادها لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوية

في سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن إيطاليا أبدت استعدادها لتزويد بلاده بأنظمة دفاع جوية، مؤكدا أن ذلك من شأنه حماية المجال الجوي الأوكراني.

وأشار زيلينسكي، في كلمته المصورة اليومية، إلى أنه أجرى محادثات مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، لافتا إلى أن روما تدرس حاليا تسليم أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا.

وبينما ترى كييف أن إمدادها بأنظمة دفاع جوي يحدّ من تهديد الطيران والصواريخ الروسية، ترفض موسكو تلك الخطوة بشدة وتعدّها تدخلا مباشرا في الحرب من قبل حلفاء أوكرانيا، وأكدت ذلك بعد إعلان واشنطن تزويد كييف بمنظومات باتريوت للدفاع الجوي الأسبوع الماضي.

من ناحية أخرى، أعلن زيلينسكي أنه سيدلي بخطابه السنوي عن “حالة الأمة” أمام البرلمان الأوكراني، مضيفا “أريد ألا تكون هذه الرسالة تقريرا، ولكن حوارنا معكم حول العام المقبل”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بصياغة المهام للمستقبل.

ومن المتوقع أن يصدر الخطاب بحلول نهاية الأسبوع، لكن زيلينسكي لم يذكر موعدا محددا. كما أشار إلى اجتماعه مع هيئة الأركان العامة.

تصريحات جديدة للافروف

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو مستعدة لبحث القضايا الأمنية في أوكرانيا وغيرها من القضايا الإستراتيجية الكبرى.

وشدد لافروف على أنه لا يمكن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلا إذا أدركت واشنطن سلبية سلوكها الحالي، وأنه لا بدائل لبناء علاقات الاحترام المتبادل مع روسيا في أوكرانيا.

وردا على اقتراح كييف إجراء محادثات سلام مع موسكو برعاية الأمم المتحدة، قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية إنه لا يمكن للأمين العام أنطونيو غوتيريش التوسط بشأن أوكرانيا إلا إذا وافقت جميع الأطراف على ذلك.

مطار إنغلز الروسي بعد القصف بالمسيرات

ميدانيا، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إن طائرات حربية روسية عدة نُقِلت من مطار إنغلز الروسي إلى مطارات أخرى، بعد ساعات من استهدافه قبل يومين.

وأضاف إغنات أنه سُجّل في الساعات الماضية انخفاض ملحوظ في نشاط المقاتلات الروسية داخل الأجواء الأوكرانية، مرجعا ذلك إلى الأضرار المحتملة التي قد يكون تعرض لها المطار.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت هجوما بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة إنغلز العسكرية في مقاطعة ساراتوف، وهي القاعدة الرئيسة للقاذفات الإستراتيجية الروسية.

وبينما لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم الذي تسبّب بمقتل 3 جنود روس، دعا مسؤول عسكري أوكراني وقتئذ للانتظار بضعة أيام حتى تظهر صور الأقمار الصناعية حجم الانفجارات في قاعدة إنغلز، حسب قوله.

من جهته، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني بافلو كورلينكو إن الجيش الروسي استهدف فجر أمس الثلاثاء في ساعات الليل عددا من المدن والبلدات في عموم المقاطعة وعلى محاور سيفرسك وليمان وأفديفكا.

كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الأوكراني صدّ الهجمات الروسية التي شُنّت على المدن والبلدات القريبة من مدينة دونيتسك.

أما في باخموت وأفدييفكا فقالت الهيئة إن الجيش الروسي استهدف أكثر من 25 حيًّا وتجمعًا سكنيا في المدينتين وكثف قصفه على مدينة مارينكا في محاولة للتقدم إليها.

كما أكدت الهيئة أنها ما زالت تحافظ على مواقعها في محور كريمينا وسفاتوفا في مقاطعة لوغانسك.

تطورات ميدانية متفرقة

من جانبها، أفادت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا بإصابة 4 مدنيين بجروح في قصف أوكراني على أحياء سكنية في المدينة التي تقع في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وقالت إن القوات الأوكرانية قصفت منذ الأمس حتى صباح اليوم المدينة بأكثر من 100 قذيفة.

وفي لوغانسك، قالت السلطات الموالية لروسيا إن الجيش الأوكراني يدفع بتعزيزات إلى خطوط التماس في محور كريمينايا شرقي الإقليم لتعويض خسائره البشرية على الجبهة، حسب تعبيرها.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 70 عسكريا أوكرانيا في هجمات للقوات الروسية على محور جنوب دونيتسك بإقليم دونباس.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات المدفعية والصواريخ الروسية دمرت مقر قيادة لقوات الاحتياط الأوكرانية في مدينة كراماتورسك، مشيرا إلى تنفيذ هجمات على مواقع أوكرانية في زاباروجيا وكوباينسك بمقاطعة خاركيف.