أصدرت روسيا الاثنين توضيحا لموقفها من إمكانية تغيير عقيدتها النووية في ظل الصراع الدائر بأوكرانيا والتوترات مع الغرب، في حين وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلبات عاجلة لمجموعة الدول السبع التي تعهدت خلال قمة افتراضية بتقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن بلاده لا تنوي أن تغير سريعا عقيدتها النووية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله إن هناك عملية مستمرة من التفكير والتحليل على مستوى الخبراء بشأن الوضع في العالم.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الكرملين بعد أيام من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيها إن بلاده قد تفكر بشكل رسمي في أن تضيف إلى عقيدتها العسكرية إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع سلاح خصم.
كما حذر بوتين من أن خطر الحرب النووية آخذ في التصاعد رغم تأكيده أن الإستراتيجية النووية الروسية تعمل على مبدأ الرد والدفاع.
ووصفت واشنطن تلميحات بوتين ومسؤولين روس آخرين إلى استخدام أسلحة نووية في إطار النزاع المستمر في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي بغير المسؤولة، وحذرت من عواقب أي عمل من هذا القبيل.
وطبقا للعقيدة النووية الروسية لعام 2020، فإن استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا فقط إذا استخدم العدو أولا هذه الأسلحة أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها.
ووفقا لهذه العقيدة أيضا، فإن استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا أيضا إذا تعرض وجود روسيا لتهديد بأسلحة تقليدية.
على صعيد آخر، تعهد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان) الاثنين في اجتماع عبر تقنية الفيديو بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويد أوكرانيا بأنظمة وقدرات للدفاع الجوي.
واتفق القادة على العناصر الرئيسية لإنشاء منصة لتنسيق المساعدات المالية لأوكرانيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز عقب الاجتماع إن هدف المنصة هو سرعة تقديم الدعم أوكرانيا بمشاركة كييف والمؤسسات المالية الدولية والشركاء الآخرين.
وفي مداخلة بالفيديو خلال الاجتماع طلب زيلينسكي من قادة مجموعة السبع تزويد بلاده بنحو ملياري متر مكعب إضافي من الغاز خلال الشتاء الحالي بعدما دمرت سلسلة من الضربات الروسية العديد من منشآت الطاقة الأوكرانية، مما تسبب في قطع الكهرباء ووسائل التدفئة عن ملايين الأوكرانيين.
كما طالب الرئيس الأوكراني الدول الصناعية الكبرى بمد بلاده بالمزيد من الأسلحة، بما في ذلك دبابات حديثة ومدفعية صاروخية ومزيد من الصواريخ البعيدة المدى.
واقترح زيلينسكي عقد قمة خاصة أطلق عليها “قمة صيغة السلام العالمي” من أجل “تحديد كيفية وتوقيت تنفيذ نقاط صيغة السلام الأوكرانية” التي تضمن أمن أوكرانيا ووحدة أراضيها، داعيا موسكو إلى اتخاذ خطوة ملموسة نحو تسوية دبلوماسية للصراع.
كما طالب الرئيس الأوكراني روسيا بسحب قواتها من بلاده بحلول عيد الميلاد أواخر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وفي بروكسل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أن وزراء خارجية دول الاتحاد اتفقوا على تخصيص أكثر من ملياري يورو لدعم أوكرانيا عسكريا.
وقال بوريل في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد إن خلافات حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأن فرض حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا.
ومع ذلك، قرر الوزراء الأوروبيون وضع نحو 200 شخص وكيان روسي على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.