تعهدت مجموعة السبع بتقديم دعم متواصل لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، في حين اقتحمت القوات الروسية ليسيتشانسك آخر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في مقاطعة لوغانسك، وكشفت موسكو عن أول جولة خارجية سيجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وقالت المجموعة في بيان صادر عن اجتماعها في قصر إلماو في ألمانيا اليوم الاثنين “سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا والوقوف بجانبها طالما لزم الأمر”.

 

وقد حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة دول مجموعة السبع الاثنين على “بذل أقصى الجهود” لإنهاء الحرب في بلاده قبل نهاية العام، كما أفادت مصادر داخل قمة المجموعة المقامة في قصر إلماو في ألمانيا.

وذكرت المصادر أن زيلينسكي الذي تحدث عبر الفيديو خلال اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع “كانت لديه رسالة قوية جدا قائلا إنه يتعين علينا بذل قصارى جهدنا لمحاولة إنهاء هذه الحرب قبل نهاية العام”، مشيرا أن القتال سيصبح أصعب حينما يأتي “الشتاء القارس” في أوكرانيا.

وأوضحت المصادر نفسها أنه “أصر أيضا على ضرورة تشديد العقوبات ضد روسيا” مشيرا إلى أهمية “عدم تخفيف الضغط، ومواصلة فرض عقوبات مكثفة على روسيا”.

وفي مؤتمر صحفي، قال الأمين العام لحلف شمال االأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف سيضع مزيدا من قواته في حالة تأهب قصوى ليصل قوامها إلى أكثر من 300 ألف.

وأبلغ الصحفيين قبل قمة الحلف في مدريد والتي تعقد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي “سنغير قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، وسنضع مزيدا من الجنود في حالة تأهب قصوى ليصل عددهم إلى أكثر من 300 ألف”، في حين يبلغ قوام قوة الرد السريع التابعة للحلف حتى الآن نحو 40 ألف جندي.

جولة بوتين

من ناحية أخرى، كشف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الثلاثاء طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة وحليفة موسكو في آسيا الوسطى، في أول رحلة خارجية له منذ بدء الحرب في أوكرانيا مع نهاية فبراير/شباط.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف “من المقرر أن يقوم الرئيس بوتين بزيارة عمل لطاجيكستان غدا”، في حين ينتظر أن يزور الرئيس الروسي تركمانستان الأربعاء للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين.

وتعود آخر رحلة لبوتين للخارج إلى يومَي 4 و5 فبراير/شباط، عندما زار الصين للقاء نظيره شي جين بينغ بمناسبة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وبعد أكثر من أسبوعين بقليل، أطلق هجومه على أوكرانيا بعد أشهر من التوترات المتصاعدة ورغم الجهود الدبلوماسية لثني موسكو عن ذلك. ومنذ ذلك الحين، لم يقم بوتين بأي رحلة خارجية ولا حتى إلى بيلاروس التي يعتبر رئيسها أقرب حليف له.

اقتحام مدينة ليسيتشانس

نقلت وكالة “تاس” عن مصدر عسكري روسي قوله إن القوات الروسية اقتحمت مدينة ليسيتشانسك آخر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في مقاطعة لوغانسك، في حين يواصل قادة مجموعة السبع مناقشة مسار الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها.

ووفق المصدر العسكري الروسي، فإن اقتحام مدينة ليسيتشانسك يُنفّذ من 5 محاور، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تقوم بتصفية من سماهم المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في صفوفها تجنبا لوقوعهم في الأسر.

وقال حاكم لوغانسك إن عمليات الإجلاء من ليسيتشانسك تزداد صعوبة كل يوم، وإنهم يحاولون إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بأن مدينة ليسيتشانسك تتعرض لقصف مدفعي شديد لليوم الثالث على التوالي، وأن القتال بين القوات الأوكرانية والروسية يتركز الآن على أكثر من محور في بلدات عدة بجنوب المدينة.

وفي تطور آخر، قال الجيش الأوكراني إن قواته تتقدم في ضواحي خيرسون الشمالية والغربية وتسيطر على مساحات جديدة كانت تحت سيطرة القوات الروسية.

وأكد رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في مدينة كريفي ريه أن القوات الروسية تراجعت إلى بلدة أولجينو في مقاطعة خيرسون، لكنه أقرّ بأن القوات الروسية كثفت قصفها على البلدات الواقعة على خط التماس في خيرسون على نحو أدى إلى محو قرى بأكملها.

 

قصف على أوديسا

وعلى صعيد آخر، قالت القيادة الجنوبية العسكرية الأوكرانية -اليوم الاثنين- إن مقاطعة أوديسا في جنوب أوكرانيا تعرضت لقصف صاروخي تسبّب في سقوط 6 ضحايا، بينهم طفل، في حين لا يزال الصراع في أوكرانيا يهيمن على جدول أعمال اليوم الثاني لقمة مجموعة السبع التي تستمر 3 أيام.

وذكرت القيادة الجنوبية العسكرية الأوكرانية أن الصواريخ أطلقت من قاذفات روسية من طراز “تي-22” (T-22) الإستراتيجية، واستهدفت مناطق سكنية للمدنيين، وتسببت في تدمير العديد من المباني السكنية ومزارع في مساحة تبلغ 500 متر مربع، في حين يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.

وسجلت أوكرانيا زيادة في الهجمات الصاروخية الروسية بأنحاء البلاد أمس الأحد، مع استهداف عدد من المناطق البعيدة عن خط المواجهة، من منطقة لفيف بغرب أوكرانيا إلى خميلنيتسكي وجيتومير وتشيرنيهيف وكييف.

في هذه الأثناء، أطلقت روسيا مشروعا لبناء أكثر من 100 شقة لإعادة إعمار مدينة ماريوبول بعد الدمار الذي لحق بها جراء الحرب.

وتسببت الحرب في ماريوبول بنزوح أكثر من نصف سكانها، كما ألحقت أضرارا كبيرة ببنيتها التحتية.

وكانت استخبارات الجيش البريطاني قد قالت إن الجيش الروسي يسعى لاستعادة الزخم بمحور إيزيوم مع تركيز القصف على مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك شرقي أوكرانيا.

وأشارت الاستخبارات البريطانية في تقريرها اليوم الاثنين إلى أن روسيا قد تعتمد في الأسابيع المقبلة على قوات احتياط اعتمادا متزايدا.

ولفتت إلى أن قوات الاحتياط هذه تتألف من مجموعة من المتطوعين يعملون بدوام جزئي وينتشرون كوحدات كاملة مخصصة للمهام الأمنية في المناطق الخلفية.

ورأت الاستخبارات البريطانية أنه على الرغم من النقص المستمر في عدد جنود الاحتياط، فإن القيادة الروسية لا تزال مترددة في اللجوء إلى التعبئة العامة.

نظام للدفاع الصاروخي لأوكرانيا

من ناحية أخرى، قال مصدر مطلع لرويترز أمس الأحد إنه من المرجح أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع شراء نظام دفاع صاروخي أرض-جو متقدم، متوسط إلى طويل المدى، لأوكرانيا.

وأضاف المصدر أن من المتوقع أن تعلن واشنطن أيضا تقديم مساعدات أمنية أخرى لأوكرانيا، بما في ذلك ذخيرة مدفعية إضافية وأجهزة رادار لرصد قذائف المدفعية، لتلبية الاحتياجات التي قال الجيش الأوكراني إنه يريدها.

ووافق الرئيس جو بايدن في يونيو/حزيران الجاري على تقديم 700 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، من بينها أنظمة صواريخ متطورة يمكنها إصابة أهداف بعيدة المدى بدقة.

وقال يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني -للجزيرة- إن أوكرانيا تحتاج في أقرب وقت ممكن إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مضادة للصواريخ فعالة وحديثة بالنظر لكثافة الهجمات الصاروخية الروسية عليها.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن واشنطن تعتزم كذلك فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف سلاسل التوريد الدفاعي.

وأضاف أن العقوبات الجديدة ستشمل شركات عسكرية روسية وهيئات البحوث وعشرات الأفراد والكيانات الروسية الدفاعية، مشيرا إلى أن نحو 500 مسؤول “يهددون سيادة أوكرانيا” سيتعرضون لهذه العقوبات.

 

كندا تنشر سفينتين حربيتين في بحر البلطيق

من جهتها، أعلنت كندا -اليوم الاثنين- نشر سفينتين حربيتين في بحر البلطيق وشمال الأطلسي لتنضمّا إلى فرقاطتين سبق إرسالهما إلى المنطقة لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقالت البحرية الكندية -في بيان- إن السفينتين الكنديتين “كينغستون” و”سمرسايد” التابعتين لجلالة الملكة أبحرتا في مهمة استمرت 4 أشهر في إطار “إجراءات الردع في وسط أوروبا وشرقها” التي بدأت عام 2014 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم.

ومن المقرر أن تعود سفينتا “هاليفاكس” و”مونتريال” إلى الميناء في يوليو/تموز المقبل بعد مشاركتهما في عملية “ري أشورنس” التي تعدّ حاليا أكبر انتشار عسكري لكندا في الخارج.

وتشمل المهمة أيضا نحو 700 جندي كندي في لاتفيا يتمتعون بقدرات الحرب الإلكترونية والمدفعية، بالإضافة إلى العديد من الطائرات العسكرية.

قمة مجموعة السبع في ألمانيا

سياسيا، لا يزال الصراع في أوكرانيا يهيمن على جدول أعمال اليوم الثاني لقمة مجموعة السبع التي تستمر 3 أيام في جنوب ألمانيا اليوم الاثنين، حيث من المقرر أن ينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المحادثات عبر رابط فيديو.

وتوافد زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة أمس الأحد إلى فندق قصر إلماو البافاري بهدف زيادة الضغط بشكل مشترك على روسيا ودفعها إلى سحب قواتها من أوكرانيا وتخفيف التأثير السلبي للحرب.

واستغل قادة دول مجموعة السبع بالفعل القمة كمنبر لإعلان فرض حظر على واردات الذهب الروسية، ولإطلاق مبادرة بنية تحتية مشتركة لمواجهة التأثير الصيني في الدول ذات الدخل المتوسط، كما تُعقد محادثات بشأن وضع سقف محتمل لأسعار النفط.

وشاركت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في مناقشات أمس الأحد.

ومن المقرر أن ينضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المجموعة عبر رابط فيديو، لمناقشة أزمة الغذاء التي نتجت عن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دخلت شهرها الخامس.

كما من المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة في اجتماع زعماء دول مجموعة السبع عبر رابط فيديو في وقت لاحق اليوم الاثنين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *