روسيا توقع غدا قرار ضم مناطق أوكرانية والقتال يتصاعد في دونيتسك
أعلنت روسيا أن قرار انضمام المناطق الأربع في أوكرانيا إليها سيتم غدا الجمعة عقب استفتاءات نددت بها كييف وحلفاؤها، في حين يتصاعد القتال في منطقة دونيتسك وسط قصف متبادل أوقع ضحايا من المدنيين.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم إن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في مراسم توقيع اتفاقيات انضمام مناطق جديدة غدا، وسيلقي خطابا مهما، مشيرا إلى أن المراسم ستبدأ في الساعة الثالثة بعد الزوال بالتوقيت المحلي (الساعة 12 ظهرا بتوقيت غرينيتش).
وأضاف بيسكوف إن الاتفاقيات ستوقع مع جميع المناطق الأربع التي أجرت استفتاءات وتقدمت بمطالب بهذا الشأن إلى الجانب الروسي، مشيرا إلى أن بوتين سيلقي عقب مراسم التوقيع كلمة ويلتقي بالمسؤولين الذين عينتهم موسكو في المناطق الأوكرانية.
من جهتها، نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن أحد النواب أن مجلس الدوما سيعقد جلسة غدا بحضور بوتين.
ويأتي ذلك بعد إعلان موسكو أن أغلبية ساحقة من السكان بالمناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس (شرق) وخيرسون (جنوب) وزاباروجيا (جنوب شرق) أيدت الانضمام إلى روسيا عقب استفتاءات وصفتها أوكرانيا والقوى الغربية بغير الشرعية.
ومن جانب آخر، وصل الليلة الماضية إلى موسكو رؤساء الإدارات الأربع الموالية لموسكو في أوكرانيا بعد أن طلبوا رسميا من الرئيس بوتين أمس ضم مناطقهم إلى الاتحاد الروسي، على أساس نتائج الاستفتاءات.
وأوضح كيريل ستريموسوف نائب رئيس إدارة مقاطعة خيرسون -عبر تطبيق تليغرام- أن قادة المناطق التي شهدت الاستفتاءات وصلوا إلى موسكو “لاتخاذ قرار تاريخي”.
تهديد بالعقوبات
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاستفتاءات التي نظمتها روسيا بالمهزلة، وأكد أن قواته ستواصل عملياتها لاستعادة المناطق المحتلة، في حين وصفتها القوى الغربية الحليفة لكييف بغير الشرعية، مؤكدة أنها لن تعترف بها.
ومن جانبها لوحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ردا على هذه الاستفتاءات.
كما أعلنت واشنطن أنها ستقدم دعما عسكريا إضافيا لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار، يشمل 18 راجمة صواريخ ومئات الآليات الأخرى وطائرات مسيرة.
وفي المقابل، قالت موسكو إن المناطق الأوكرانية الأربع اتخذت “خيارا واعيا وحرا” لصالح الانضمام إلى روسيا.
وكانت القيادة الروسية حذرت من أنها ستعتبر الهجوم على هذه المناطق بعد انفصالها عن أوكرانيا هجوما على موسكو، ولوحت باللجوء للأسلحة النووية.
معارك وضحايا
ميدانيا، تدور معارك في محيط مدن عدة في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) على غرار كراماتورسك وليمان وباخموت وسط قصف متبادل أوقع قتلى من المدنيين.
وأفادت مصادر ميدانية للجزيرة بأن الجيش الأوكراني لا يزال مستمرا في تقدمه في محور ليمان شمالي مقاطعة دونيتسك، وذلك في إطار هجوم مضاد بدأه مؤخرا لاستعادة المدينة.
وحسب المصادر، فقد تمكن الجيش الأوكراني من إحكام السيطرة على بلدة كولوديازي شمال ليمان بعد أن تقدم أكثر في محيط بلدة دولينا التي كان قد سيطر عليها في وقت سابق، واستخدم تعزيزات عسكرية كبيرة لهذا المحور.
في المقابل، أعلنت قوات دونيتسك الموالية لروسيا عن مقتل 40 عسكرياً أوكرانيا وتدمير دبابة و3 عربات مصفحة خلال يوم من المعارك.
وفي منطقة لوغانسك المجاورة، قالت السلطات الموالية لروسيا ان ما لا يقل عن 30 مدنيا قتلوا في قصف أوكراني على قوافل للنازحين من مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركيف باتجاه الأراضي الروسية.
وفي سياق المعارك الجارية في دونباس، أفاد مراسل الجزيرة بتعرض مدن كراماتورسك وباخموت وسوليدار وكوراخوفا في دونيتسك لقصف روسي، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في قصف متزامن على تجمع سكني في مقاطعة دنيبرو شرقي أوكرانيا.
كما أعلن حاكم دونيتسك الأوكراني عن مقتل 6 مدنيين خلال القصف الذي استهدف مناطق متفرقة بالمنطقة أمس.
وفي الجانب الآخر، أفاد عمدة دونيتسك الموالي لروسيا بأن مدنيا قتل في قصف مدفعي أوكراني على مدينة دونيتسك، في حين ذكرت قوات دونيتسك الموالية لروسيا أن الجيش الأوكراني قصف 9 مناطق سكنية خاضعة لسيطرتها بـ 165 قذيفة خلال الـ 24 الاخيرة.
وفي مقاطعة خاركيف (شمال شرق) -التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا- نقل مراسل الجزيرة عن حاكم المقاطعة أن القوات الروسية واصلت قصف الأراضي المتاخمة لخط التماس والمناطق الحدودية، مشيرا إلى إصابة 7 أشخاص بجروح في منطقة كوبيانسك ورجل في انفجار لغم في منطقة إيزيوم.
وفي الجنوب، أفاد مراسل الجزيرة أن قصفا صاروخيا استهدف مدينة ميكولايف خلف أضرارا في متحف التاريخ في المدينة.
كما أفاد مراسل الجزيرة في أوكرانيا بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف صاروخي روسي استهدف مناطق عدة في مقاطعة دنيبرو (شرقي أوكرانيا).