روسيا والصين تعرقلان مشروع قرار أميركي بمجلس الأمن لمعاقبة كوريا الشمالية
استخدمت روسيا والصين أمس الخميس حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد استئنافها إطلاق صواريخ باليستية، وقالت موسكو وبكين إن تشديد العقوبات عديم الجدوى، بل ويفاقم الوضع الإنساني في كوريا الشمالية.
ويطالب مشروع القرار الأميركي -الذي أيده باقي أعضاء مجلس الأمن- بيونغ يانغ بأن تعلق فورا جميع الأنشطة المتعلقة ببرنامجها للصواريخ الباليستية، وبالتخلي عن جميع الأسلحة النووية والبرامج النووية القائمة، على أن يكون ذلك التراجع كاملا وقابلا للتحقق ولا رجعة فيه.
وينص مشروع القرار على خفض واردات بيونغ يانغ من النفط الخام والمكرر، كما يحظر أي بيع أو نقل للتبغ إليها، كما يسعى مشروع القرار أيضا لإدراج مجموعة لازاروس للقرصنة الإلكترونية على القائمة السوداء، وهي مجموعة تقول الولايات المتحدة إنها مرتبطة بكوريا الشمالية.
عديمة الجدوى
وانتقد المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إصرار الولايات المتحدة على التصويت على مشروع القرار رغم أن موسكو أكدت مرارا أنها لن تساند مثل هذا الإجراء، وقال إن تشديد العقوبات على بيونغ يانغ ليس عديم الجدوى فحسب، بل إنه خطير للغاية نظرا للعواقب الإنسانية لمثل هذه الإجراءات.
وقال المندوب الصيني في مجلس الأمن الدولي تشانغ جون إن الاعتماد على العقوبات لن يساعد في حل قضية شبه الجزيرة الكورية، مؤكدا أن أي عقوبات إضافية سيكون لها أثر إنساني كبير، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا في كوريا الشمالية.
في المقابل، اتهمت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد روسيا والصين بتفكيك وحدة المجلس في ما يخص قضية الأسلحة النووية الكورية الشمالية، وأضافت غرينفيلد أن بلادها ستواصل النظر في الإجراءات التي يمكن استعمالها ضد بيونغ يانغ، بما في ذلك العقوبات، وذلك على شكل إجراءات أحادية، أو بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها.
انقسام المجلس
ويخشى دبلوماسيون أنه بعد رفض المشروع أمس الخميس والانقسام الواضح لمجلس الأمن الدولي بشأن ملف كوريا الشمالية، قد تجد الهيئة الأممية صعوبة في الإبقاء على الضغط لتطبيق العقوبات الأخيرة التي فرضتها على بيونغ يانغ عام 2017.
وأظهر مجلس الأمن وحدة حينها في الرد على تجارب نووية وصاروخية أجرتها كوريا الشمالية، وذلك من خلال إقرار 3 حزم عقوبات اقتصادية عليها في مجالات النفط، والفحم والحديد وصيد الأسماك والمنسوجات.
وسرعت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة اختباراتها الصاروخية، ووصفت موقف واشنطن منها بأنه “عدائي”، واختبرت بيونغ يانغ في مارس/آذار الماضي صاروخا باليستيا عابرا للقارات لأول مرة منذ عام 2017.
وعلى مدى السنوات الـ16 الماضية، صعّد مجلس الأمن بشكل مطرد وبالإجماع العقوبات على كوريا الشمالية لقطع التمويل عن برامجها الخاصة بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، وكانت آخر مرة شدد فيها مجلس الأمن العقوبات عليها عام 2017.
ومنذ ذلك الحين، تضغط الصين وروسيا من أجل تخفيف العقوبات لأسباب إنسانية، وأرجأتا بعض الإجراءات خلف الأبواب المغلقة في لجنة عقوبات كوريا الشمالية في مجلس الأمن، لكن تصويت الخميس يمثل المرة الأولى التي تخالفان فيها الإجماع علانية.