نجحت فرق الإنقاذ التركية اليوم الثلاثاء من إنقاذ شقيقين في ولاية كهرمان مرعش جنوبي البلاد في اليوم التاسع بعد وقوع الزلزال المدمر، في حين يستمر نقل الجرحى من المناطق المنكوبة إلى باقي مدن تركيا من أجل العلاج، بينما يستمر توافد المساعدات الإغاثية الأجنبية على البلاد.

وذكرت وكالة الأناضول أن فرق الإنقاذ في كهرمان مرعش -التي كانت مركز الزلزال- نجحت في إخراج شخصين على قيد الحياة، هما شاب (18 سنة) وشقيقه (20 سنة).

 

وبثت شبكة “سي إن إن ترك” (CNN turk) لقطات لعمال الإنقاذ في كهرمان مرعش وهم يحملون شخصين على محفتين في انتظار وصول سيارات الإسعاف.

وفي ولاية أديامان، جرى انتشال ناج من تحت الركام بعد نحو 200 ساعة من وقوع الزلزال. وفي ولاية هاتاي (أنطاكيا)، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال طفل (13 سنة)، بعد أن قضى 182 ساعة تحت الأنقاض.

كما انتشلت فرق الإنقاذ في مدينة غازي عنتاب المنكوبة امرأة بعد 170 ساعة من وقوع الزلزال.

ونجح فريق الإنقاذ القطري أمس الاثنين في إخراج رجل في العقد السادس من العمر حيا من تحت الأنقاض في ولاية هاتاي، بعد 8 أيام من الزلزال.

 

الإنقاذ والجرحى

وتستمر جهود البحث والإنقاذ تحت أنقاض المباني المدمرة جراء الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي تركيا، أملا في العثور على ناجين، وتستخدم الفرق التركية والأجنبية أجهزة خاصة لرصد أي أصوات لناجين بين الأنقاض، فضلا عن الكلاب المدربة، في حين ترفع أخرى الركام.

وما تزال الفرق تكثف جهودها في أنقاض بناء معدن أوغلو بحي الجمهورية في مدينة هاتاي، بعد سماعهم ليلا صوتا قادما من بين الركام.

 

كما تواصل السلطات التركية نقل المصابين من المناطق المنكوبة إلى ولايات أخرى، لتلقي العلاج، فقد وصلت مطار أتاتورك في إسطنبول، فجر اليوم الثلاثاء، طائرة نقل عسكرية قادمة من ولاية أضنة وعلى متنها 49 مصابا برفقة ذويهم، وفق مراسل الأناضول.

كما يجري نقل المصابين إلى مناطق تركية غير متضررة بالزلزال مثل العاصمة أنقرة.

وكان فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي صرح لوسائل إعلام تركية أن 34 ألفا و717 شخصا يبحثون حاليا عن ناجين، مضيفا أنه تم إيواء قرابة 1.2 مليون متضرر من الزلزال في مساكن الطلاب، وأجلي 400 ألف من المناطق المنكوبة.

 

المباني المتضررة

وصرح وزير البيئة والتطور العمراني التركي مراد قوروم، اليوم الثلاثاء، أن 41 ألفا و791 بناء انهار أو تضرر في الولايات الـ 10 المتأثرة بالزلزال.

والولايات المتضررة هي: كهرمان مرعش وهاتاي وأديامان وغازي عنتاب وملاطية وديار بكر وعثمانية وشانلي أورفا وأضنة وكليس.

وأضاف قوروم في تصريح أدلى به من مركز التنسيق التابع لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) في ولاية غازي عنتاب، أنه تم فحص مقاومة 307 آلاف و763 مبنى للزلزال في الولايات العشر.

وأضاف أنه تم تحديد 41 ألفا و791 بناء بين منهار، وهدم عاجل، أو به أضرار بليغة بين المباني التي تم فحصها.

ووفق الوزير التركي فإن فرقا مختصة مكونة من 6 آلاف و500 شخص تستمر في أعمال تحديد الأضرار في الولايات العشر المتضررة من الزلزال.

 

ولفت إلى أن العمل جار على الأرض فيما يتعلق بإعادة بناء المساكن في المناطق المتضررة في الولايات العشر، معربا عن أمله في البدء في إعادة البناء في جميع الولايات العشر بشكل متزامن بحلول نهاية فبراير/شباط الحالي.

 

مساعدات أجنبية

وقالت وزارة الخارجية الكولومبية إن البلاد أرسلت فريقا إغاثيا يضم 20 شخصا لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من زلزال تركيا، وسيظل الفريق في البلاد لمدة 11 يوما، كما تخطط كولومبيا لإرسال فريق طبي للحالات الطارئة في الأيام المقبلة.

وفي سياق متصل، قال ماجد الأنصاري مستشار وزير الخارجية القطري والمتحدث باسم الوزارة إن بلاده وضعت كل إمكانياتها تحت تصرف الأتراك لدعمهم في ظل كارثة الزلزال المدمر، مشددا على أن العالم أمام كارثة إنسانية كبرى في تركيا وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أوضح الأنصاري أن قطر بدأت عن طريق البحر شحن 10 آلاف منزل متنقل لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، على أن تليها دفعات متتابعة.

يذكر أن زلزالا ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الجاري، بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author