اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تتعرض مرة أخرى للتحدي، وأكدت قواته إسقاط طائرات وقتل مئات الجنود الأوكرانيين في محور دونيتسك (شرق)، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقتل قرابة 100 ألف عسكري روسي خلال الحرب، وأنه يستعد لزيارة واشنطن اليوم الأربعاء.

وخلال فعالية لمنح أوسمة للضباط والجنود وعائلاتهم أمس الثلاثاء قال بوتين “واجه بلدنا الاختبارات مرارا وتكرارا ودافع عن سيادته، اليوم تواجه روسيا نفس التحدي مرة أخرى، وعلى خط المواجهة في العملية العسكرية الخاصة يُظهر الجنود والضباط والمتطوعون أمثلة استثنائية عن الشجاعة والتضحية بالنفس”.

 

وأضاف أنه منح أعلى جائزة -وهي لقب بطل روسيا- للجنود الذين أظهروا الشجاعة في سياق تحمل المهام العسكرية.

ووجّه الرئيس الروسي حديثه للمكرمين قائلا “نحن فخورون بكل واحد منكم، ونعجب بصمود وشجاعة الأشخاص الذين وفي لحظة صعبة للوطن الأم نهضوا للدفاع عنه، وأدوا واجبهم العسكري في منطقة العمليات العسكرية، وساعدوا على تأسيس الحياة في أراضينا الجديدة”.

ومن المقرر أن يعقد بوتين اجتماعا موسعا لوزارة الدفاع اليوم الأربعاء لتحديد مهمات الجيش للعام المقبل ولعرض نتائج أنشطته في عام 2022، وفقا للكرملين.

زيلينسكي يزور واشنطن

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور واشنطن اليوم الأربعاء في أول جولة خارجية له منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا، ومن المتوقع أن يلقي زيلينسكي خطابا في الكونغرس.

وذكرت شبكة “سي إن إن” (CNN) أن الزيارة تتزامن مع نية الإدارة الأميركية إرسال مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا تشمل أنظمة صواريخ باتريوت.

 

وفي سياق آخر، قالت الرئاسة الأوكرانية إن زيلينسكي زار الثلاثاء مدينة باخموت على خط الجبهة في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس.

وقال زيلينسكي خلال الزيارة “مهمتنا الرئيسية الآن هي أن يكون الدعم العالمي لأوكرانيا في العام المقبل على أعلى مستوى، لا تزال باخموت المكان الأكثر سخونة على خط المواجهة بأكمله، والمعارك تجري على خط بطول 1300 كيلومتر”.

وأضاف أن القوات الروسية تحاول منذ مايو/أيار الماضي دخول باخموت، لكن الوقت يمر وقوات أوكرانيا تلحق الخسائر بالجيش الروسي، حسب وصفه.

وأكد زيلينسكي أن روسيا فقدت نحو 99 ألفا من جنودها في أوكرانيا، وأن العدد سيصل قريبا إلى 100 ألف، معتبرا أنه لا أحد في موسكو لديه إجابة عن سؤال “لماذا؟”.

ألمانيا وفرنسا

وعلى الصعيد الدبلوماسي، طلب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من نظيره الصيني شي جين بينغ -في مكالمة هاتفية- استخدام نفوذه على روسيا للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك وفقا لبيان رسمي من برلين.

من جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في مقابلة تلفزيونية بثت مساء أمس الثلاثاء- إن بلاده سلمت مؤخرا راجمات صواريخ وبطاريات صواريخ “كروتال” إلى أوكرانيا، موضحا أن الحكومة تستعد لتسليم أسلحة وذخائر تساعد الأوكرانيين على التصدي للقصف في الربع الأول من العام المقبل.

 

ومن بين الأسلحة المزمع تسليمها مدافع “سيزار” جديدة، كما لم يقدم ماكرون أرقاما عن كمية الأسلحة في الدفعات التالية مكتفيا بالقول إن “الأمر يعتمد على المناقشات” الجارية مع الدانمارك.

ومنذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط الماضي قدمت فرنسا لأوكرانيا 18 مدفعا من طراز “سيزار” عيار 155 مليمترا ومدى 40 كيلومترا، فضلا عن صواريخ مضادة للدبابات وللطائرات وناقلات جند مدرعة.

وخلال المقابلة نفسها، جدد الرئيس الفرنسي التمسك بموقفه بشأن منح روسيا “ضمانات” أمنية إذا أجريت مفاوضات سلام في نهاية الحرب، لكنه أوضح أن السلام يتطلب أولا ضمانات لسلامة أراضي أوكرانيا وأمنها على المدى الطويل.

وحذر ماكرون من أن “ما يقترحه أولئك الذين يرفضون الإعداد لهذا الأمر والعمل عليه هو الحرب الشاملة التي ستشمل القارة بأكملها”، مؤكدا رفضه هذا الخيار.

وواجه ماكرون في ديسمبر/كانون الأول الجاري انتقادات من أوكرانيا وبعض دول أوروبا الشرقية، إذ اتهمته بعض الأصوات بالانفتاح المبالغ فيه على روسيا.

التطورات الميدانية

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 3 طائرات ومروحيتين أوكرانيتين خلال المواجهات في محور دونيتسك في شرقي أوكرانيا.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف “خلال اليوم الأخير تمكنت القوات الروسية من القضاء على 30 عسكريا أوكرانيا في محور كوبيانسك، ونحو 50 أوكرانيا في محور ليمان، كما يستمر تقدم القوات الروسية على محور دونيتسك، حيث تم القضاء على 170 عسكريا أوكرانيا خلال اليوم الأخير وتدمير مركز قيادة ومستودع للذخيرة وعشرات الآليات والمدرعات”.

وأعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا أن القوات الأوكرانية قصفت بلدة سوزيمكي الحدودية، مما تسبب في انقطاع جزئي للتيار الكهربائي.

وأضاف حاكم بريانسك أن خطوط السكك الحديدية في المنطقة قد تضررت نتيجة القصف الأوكراني، لكن دون تسجيل إصابات.

وفي الطرف المقابل، قال المتحدث باسم القوات الجوية في الجيش الأوكراني يوري إغنات إن قوات بلاده أسقطت في ديسمبر/كانون الأول الجاري 67 طائرة مسيرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز شاهد، مضيفا “نعتقد أن المسيّرات تعد من الدفعة الجديدة التي تلقتها روسيا من إيران”.

وأشار المسؤول الأوكراني إلى أنه تم إطلاق 127 طائرة مسيرة من طراز شاهد و300 صاروخ كروز لمهاجمة أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وديسمبر/كانون الأول الجاري.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author