أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة مشاورات مع القوى السياسية الرئيسية في البلاد من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي أجريت في السابع من يوليو/تموز الماضي.

أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة مشاورات مع القوى السياسية الرئيسية في البلاد من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي أجريت في السابع من يوليو/تموز الماضي.

أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة مشاورات مع القوى السياسية الرئيسية في البلاد من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي أجريت في السابع من يوليو/تموز الماضي.

ويبدو هذا اليوم طويلا وضاغطا على الرئيس الذي يواجه اعتراضات داخل معسكره منذ اتخاذه قرارا بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وهي الخطوة التي أسفرت عن هزيمة مدوية للمعسكر السياسي للرئيس.

وتدير حكومة غابريال أتال المستقيلة (مكلفة بتصريف الأعمال) البلاد منذ 38 يوما، وهي مدة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مع اقتراب استحقاقات كبيرة تتعلق بالميزانية.

وفي محاولة للخروج من الأزمة، أطلق ماكرون هذه الجلسات صباح اليوم باستقباله في قصر الإليزيه “الجبهة الشعبية الجديدة”، وهي تحالف يساري يضم اليسار الراديكالي واشتراكيين والمدافعين عن البيئة والشيوعيين.

وكان هذا التحالف حقّق مفاجأة في الانتخابات بحصوله على 193 نائبا، ولكن هذا العدد بعيد عن الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا.

ولدى وصولها إلى قصر الإليزيه، أكدت مرشحة الجبهة لمنصب رئاسة الوزراء لوسي كاستيه، أنها تحمل “حلا للاستقرار” في البلاد.

وأضافت “جئنا لنذكر الرئيس بأهمية احترام نتائج الانتخابات وإخراج البلاد من حالة الشلل التي تعيشها”.

ولاحقا استقبل ماكرون المسؤولين في معسكره ومن ثم اليمين الجمهوري، وقد حصل معسكر ماكرون على 166 مقعدا.

وسينهي يومه مع تيارين أقل حجما قبل إجراء مباحثات جديدة الاثنين المقبل مع اليمين المتطرف المؤلف من التجمع الوطني وحلفائه (142 نائبا)، وهم الوحيدون الذين يستبعدون المشاركة في ائتلاف حكومي ويستعدون للاستحقاقات المقبلة، لا سيما الانتخابات الرئاسية في 2027.

وأوضح الإليزيه أمس الخميس أن هذه المشاورات تهدف إلى “الوقوف على الشروط” لقبول هذه القوى السياسية تشكيل “أغلبية واسعة”، مؤكدا أن الرئيس “ضامن المؤسسات”.

 

وأضاف المصدر نفسه أن “الاستقرار” يعني “قدرة الحكومة على عدم السقوط أمام أول مذكرة لحجب الثقة ضدها”.

وفي صفوف اليسار، تصر الجبهة الشعبية الجديدة بشراسة على مرشحتها وتتهم ماكرون بالمماطلة لتجنب التعامل مع اليسار.

 

 
 

 

 

سلوك استبدادي

وندد حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) الجمعة، الذي يهيمن على الجبهة، بـ”السلوك الاستبدادي” للرئيس.

وقال منسق الحزب مانويل بومبار “يجب أن يتقبل هزيمته، لقد أضعنا الكثير من الوقت”. ورأت زعيمة الخضر مارين تونديلييه أن ماكرون يمارس “التقاعس” و”العرقلة”.

غير أن المأزق لا يزال مستمرا إذ يستبعد ماكرون تعيين لوسي كاستيه، في حين يهدد المعسكر الرئاسي واليمين واليمين المتطرف بمذكرة حجب ثقة عن أي حكومة تضم وزراء من حزب “فرنسا الأبية”.

ويُتهم الحزب بمعاداة السامية و”بمراعاة” حركة حماس الفلسطينية التي تخوض مقاومة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأثار زعيم الحزب جان-لوك ميلانشون امتعاضا في صفوف تكتل اليسار حين هدد بالمطالبة بإقالة رئيس الجمهورية.

الخيارات المتاحة

وبينما يستمر الرئيس برفض تولي الجبهة الشعبية الحكومة الجديدة برئاسة كاستيه تضم وزراء من فرنسا الأبية، ما الخيارات المتاحة لتولي رئاسة الحكومة؟

  • في صفوف الوسط لا يجرؤ المعسكر الرئاسي على المبادرة.
  • أما في صفوف اليمين، يتحفظ الجمهوريون على احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة.
  • وتبدي أطراف أخرى قدرا أكبر من الانفتاح ويتم تداول أسماء رؤساء وزراء سابقين وصولا إلى اليسار الوسط.

وعادت المشادات الكلامية التي كانت مسيطرة قبل الألعاب الأولمبية لتسيطر مجددا، بينما البلاد أمام استحقاق إعداد ميزانية العام 2025 بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويعد اليسار بسياسة بعيدة كل البعد عن تلك الراهنة مع زيادة الحد الأدنى للأجور وإلغاء إصلاح نظام التقاعد الذي لا يحظى بقبول.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

About Post Author