أبرزت صحيفتا لوفيغارو (Le Figaro) ولاكروا (La Croix) الفرنسيتان أن الناخبين الأتراك في كل من ألمانيا وفرنسا صوتوا بكثافة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية الحالية، ورأتا في ذلك علامة على عدم اندماج الشتات التركي في البلدين، خلافا للناخبين في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية التي يختلف التصويت فيها بشكل كبير.
وأوضحت لاكروا أن التصويت في تركيا لو نحا نحو تصويت الأتراك في فرنسا، حيث حصل أردوغان على 64% من الأصوات، لكان أعيد انتخابه في الجولة الأولى، وكذلك كان الأمر في ألمانيا، كما تقول الصحفية كلير كوتش التي ترى أن أصوات المغتربين الذين لا يمثلون سوى 5 أو 6% من الناخبين، يكون لها تأثير كبير عندما تكون الانتخابات متقاربة النتائج.
وفي تحليلها بلوفيغارو، عزت كلير كوتش ميل الجاليات في فرنسا وألمانيا للتصويت لصالح أردوغان إلى كونهم يعيشون في بلد أجنبي تكلفة المعيشة فيه ليست مرتفعة كما هي الحال في تركيا، ولذلك يميلون إلى التصويت لرئيس يميز هويتهم الدينية والوطنية، خاصة أن جزءا من الشتات التركي يشعر بأنه أقرب إلى موطنه الأصلي منه إلى البلدان التي هاجر إليها، وبعضهم يحشد للانتخابات التركية أكثر من الانتخابات الألمانية.
وبعد مقارنة الدور الذي يصنعه أردوغان لبلاده على المستوى الدولي بالدور الذي صنعه الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول لبلاده، رأت الصحفية أن أردوغان يبدو مثيرا لإعجاب الجاليات.
وذكرت أن الجاليات -وهم في الخارج بعيدا عن بلدهم الأصلي- تتزايد لديهم النزعة القومية، وبالتالي يصوتون للفخر والأمل ولا يصوتون لنهاية الشهر والقوة الشرائية، أما الأتراك الذين لم يصوتوا في الخارج لأردوغان فهم -بحسب تحليل الكاتبة- يخشون التجاوزات الدينية والسلطوية ويخافون أن تتحول البلاد إلى إيران من حيث إقامة الشريعة.
أما في فرنسا، فيفسر أستاذ الدراسات التركية في جامعة ستراسبورغ صميم أكغونو، بحسبما نقلت عنه لاكروا، هذه الشعبية الكبيرة التي يحظى بها أردوغان بين أجيال متلاحقة من المهاجرين المولودين في فرنسا، بالأصول الاجتماعية للأتراك الذين جاؤوا للعمل في فرنسا منذ الستينيات، حيث يأتي جزء كبير منهم من المناطق الأكثر محافظة في وسط وشمال الأناضول، وهم مرتبطون جدا بالهوية الإسلامية والهوية التركية.
ونبهت لاكروا إلى أن هذا الارتباط يوجد في دول أوروبية أخرى، مثل النمسا وهولندا وبلجيكا، غير أن التصويت فيها كان بأغلبية ساحقة لصالح كمال كليجدار أوغلو، كما هي الحال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث حصل أردوغان على 16 و18% فقط من الأصوات، مقابل 80 و79% لخصمه، بينما كانت الفجوة في أستراليا أقل.