تعهدت الفصائل الفلسطينية بالرد على العملية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين بشمال الضفة الغربية وأوقعت 3 شهداء، في حين رفعت إسرائيل حالة التأهب في صفوف قواتها تحسبا لرد فلسطيني.
وأسفرت العملية التي نفذتها أمس الخميس وحدة إسرائيلية متخفية في لباس مدني عن استشهاد القيادي في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادي في “كتيبة جنين” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي نضال خازم، بالإضافة إلى لؤي صغير والفتى عمر عوادين.
وتحدثت الشرطة الإسرائيلية في حسابها على تويتر عن “تحييد” مسلحَيْن في جنين خططا لتنفيذ عمليات، وقالت إن أحدهما متورط في صناعة عبوات وتنفيذ عمليات إطلاق نار.
وفي ردود الفعل الفلسطينية، قالت حركة حماس في بيان إن جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمر دون رد، وأضافت أن الشعب الفلسطيني ومقاومته قادران على ضرب الاحتلال وإجباره على دفع الثمن عن جرائمه.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال المقاومين الفلسطينيين في جنين، وسيدفع ثمن هذه الجرائم.
وفي رده على العملية الإسرائيلية بجنين، قال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني (فتح) منذر الحايك إن الاحتلال لا يزال يعتقد أنه يستطيع حسم الصراع بارتكاب المجازر، وفرض الحلول الأمنية.
وفي الإطار ذاته، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن جرائم العدو لن تردع الشعب الفلسطيني ومقاومته، مؤكدة أن الشعب سيأخذ زمام المبادرة ويواجه الاحتلال بكل ما أوتي من قوة وإمكانات.
أما السلطة الفلسطينية فوصفت ما جرى في جنين بالمجزرة، وقال الناطق الرسمي باسمها إنها تهدف لتفجير الأوضاع.
وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم رفع حالة التأهب الأمني في صفوف القوات الإسرائيلية استعدادا لاحتمال إطلاق صواريخ من غزة عقب اقتحام جنين.
وبعد عمليات إسرائيلية مماثلة سابقة، أطلقت صواريخ من غزة ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع للمقاومة.
وشيع أهالي جنين أمس جثامين الشهداء الأربعة، وشارك في التشييع مسلحون من فصائل المقاومة المختلفة.
وكانت وحدة إسرائيلية خاصة قد تسللت إلى شارع أبو بكر وسط مدينة جنين واغتالت القياديين نضال خازم ويوسف شريم وهما على دراجة نارية بالإضافة إلى مدنيين اثنين.
وفي ردود الفعل الدولية على عملية الاحتلال الأخيرة، قال قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا إن ظروف تفاقم الصراع في الضفة الغربية موجودة.
وردا على سؤال عن تصريحات سابقة لملك الأردن عبد الله الثاني، رأى فيها أن هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة هي الأخطر، أجاب كوريلا بأنه لا يعلم ما الذي يتطلبه الأمر حتى تؤدي الشرارة إلى صراع كبير في الضفة.
من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التطورات في جنين تشكل “مثالا جديدا على دوامة العنف المثيرة للقلق”، داعيا المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده من أجل وضع حد لها.
ومنذ عدة أشهر، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.
ومنذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة وأسفرت عن استشهاد 87 فلسطينيا، ومقتل 14 إسرائيليا في عمليات متفرقة.