أعلنت مجموعة غازبروم الروسية -اليوم السبت- أنها أوقفت شحنات الغاز إلى لاتفيا، في أوج التوتر بين روسيا والغرب بسبب النزاع في أوكرانيا والعقوبات الأوروبية غير المسبوقة على موسكو، متهمة إياها بانتهاك شروط سحب الغاز.
وقالت الشركة الروسية -في بيان على تلغرام- “اليوم علقت غازبروم شحنات الغاز إلى لاتفيا.. بسبب انتهاك شروط تسلم الغاز”، من دون مزيد من التوضيح.
وقطعت روسيا بالفعل إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا والدانمارك، وهي دول رفضت دفع ثمن الغاز بما يتماشى مع أمر أصدره الرئيس فلاديمير بوتين يتطلب فتح حسابات بالروبل في أحد البنوك الروسية في إطار خطة جديدة.
كما أوقفت روسيا مبيعات الغاز لشركة شل إنرجي أوروبا في ألمانيا.
وفي بيان صدر اليوم السبت، لم تحدد غازبروم شروط سحب الغاز التي تزعم أن لاتفيا انتهكتها.
ويأتي تحرك غازبروم بعد يوم من إعلان شركة لاتفيا غاز للطاقة أنها تشتري الغاز من روسيا وتدفع المقابل باليورو، وليس بالروبل كما تطلب غازبروم من المتعاملين معها.
لكن متحدثا باسم شركة لاتفيا غاز قال -أمس الجمعة- إن الشركة تشتري الغاز من روسيا، وليس من غازبروم. ولم تذكر الشركة اسم الجهة التي تزودها بالغاز لاعتبارات تتعلق بالسرية، كما نبهت إلى أن هناك شركات أخرى تتلقى الغاز من روسيا بشكل مباشر.
يشار إلى أن روسيا تمد لاتفيا بنحو 1.6 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ومن المقرر أن تحظر لاتفيا واردات الغاز الروسي بدءا من يناير/كانون الثاني المقبل.
وفي مارس/آذار، قال بوتين إن روسيا -أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم- ستطلب من الدول التي تصنفها “غير صديقة” فيما يتعلق بموقفها من الصراع في أوكرانيا، أن تدفع ثمن الغاز المنقول عبر الأنابيب بالروبل.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن روسيا خفضت إمدادات الغاز بشكل جزئي، أو أوقفتها تماما، عن 12 دولة في الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
ودعت فون دير لاين -في حوار مع صحيفة برتغالية- الدول الأوروبية إلى الاستعداد للسيناريو الأسوأ الذي قد يتمثل في خفض أكبر، أو وقف كامل، لإمدادات الوقود الروسي.
وفي وقت سابق حذرت المفوضة الأوروبية من أن الامتثال لأمر بوتين قد يشكل انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على موسكو، وحثت شركات الاتحاد الأوروبي على مواصلة الدفع بالعملة المتفق عل في عقودها مع غازبروم، وهي اليورو أو الدولار في الأغلب.
ويتهم الغربيون موسكو باستخدام الطاقة سلاحا للرد على سلسلة من العقوبات التي فرضت عليها بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
ويؤكد الكرملين من جانبه أن العقوبات هي سبب المشاكل التقنية التي تواجهها منشآت الغاز، وأن أوروبا تعاني بالتالي من الإجراءات التي تفرضها على روسيا.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذا الأسبوع إن “عملية صيانة الأجهزة التقنية أصبحت صعبة للغاية بسبب العقوبات التي اعتمدتها أوروبا”، مؤكدًا مع ذلك أن غازبروم “تظل ضامنًا موثوقًا به لالتزاماتها” و”ستسلم بقدر ما هو ضروري وبقدر المستطاع”.
ووفقا للبيانات الرسمية حول تدفقات الغاز التي نشرتها شركة كونيكسوس (Conexus)، فقد زادت شحنات الغاز إلى خط أنابيب الغاز في لاتفيا بشكل كبير منذ 21 يوليو/تموز، قبل أن تتوقف فجأة الجمعة.
وفي محاولة لمنع نقص الغاز في الشتاء المقبل، وافق أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون -الثلاثاء- على خطة تنص على قيام كل دولة “بكل ما هو ممكن”، لتقليل استهلاكها من الغاز بحلول مارس/آذار 2023 بنسبة 15% على الأقل، مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية خلال الفترة نفسها.