فزغلياد: أوكرانيا تدفع إسرائيل إلى مستنقع الحرب مع روسيا
تناولت صحيفة فزغلياد الروسية قضية طلب أوكرانيا من إسرائيل تزويدها بالأسلحة واستعرضت التداعيات التي يمكن أن تترتب على العلاقات بين إسرائيل وروسيا، ووضع سوريا وإيران، وما الذي سيفعله الفائز في الانتخابات الإسرائيلية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى اعتزام أوكرانيا تقديم طلب رسمي إلى إسرائيل لتزويدها بالأسلحة.
وقالت إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي يدعوان إلى ضرورة توقف إسرائيل عن اتباع سياسة الحياد تجاه الصراع الروسي الأوكراني.
وقال نحمان شاي إنه بات من المعروف أن إيران تزود روسيا بالصواريخ الباليستية، لذلك من الواضح إلى أي جانب يتعين على إسرائيل الوقوف في هذا الصراع.
أوكرانيا ترغب في القبة الحديدية
وذكر التقرير أن أوكرانيا تتلقى بالفعل العديد من أنظمة الدفاع إسرائيلية الصنع، غير أن المسألة الراهنة تتعلق بزيادة حجم ونطاق هذه الإمدادات. فعلى سبيل المثال، تطلب أوكرانيا من إسرائيل تزويدها بنظام القبة الحديدية للدفاع الجوي.
وكان زيلينسكي قد تساءل في وقت سابق عن سبب امتناع إسرائيل عن تقديم وسائل الدفاع الجوي لبلاده. ولتبرير رفضها تقديم نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، ذكرت إسرائيل أن هذه القبة يمكنها فقط التصدي “للصواريخ البدائية” المشابهة لتلك التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. لكن معظم الخبراء يرون أن إسرائيل تحاول تجنّب التورط في الصراع وهو ما يعكسه رفضها محاولة أوكرانيا استخدام بيان نحمان شاي لتنظيم مفاوضات حول هذا الموضوع بين وزيري دفاع البلدين.
لوبي يهودي أوكراني قوي في إسرائيل
ونقل التقرير عن إلينا سوبونينا مستشارة مدير معهد الدراسات الإستراتيجية الحكومي في روسيا قولها إن بيان نحمان شاي لا يعبّر فقط عن وجهة نظره، بل عن وجهة نظر معظم الوزراء الإسرائيليين، مضيفة أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تزداد سوءا، مشيرة إلى وجود “لوبي يهودي أوكراني له نفوذ قوي في إسرائيل”. وفي الوقت الراهن، يسهم الأثرياء الذين غادروا أوكرانيا وروسيا تأزيم العلاقات ويقفون موقفا سلبيا من روسيا.
ويشير التقرير إلى الصراع القائم بين روسيا وإسرائيل بشأن مصير أحد فروع وكالة الهجرة اليهودية في روسيا، التي تخضع لضغوط من وزارة العدل الروسية، الأمر الذي يفسره نحمان شاي بأنه محاولة من طرف موسكو لأخذ اليهود الروس رهائن.
ويقول الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب سيمون تسيبيس إن كييف تحاول في الوقت الراهن استغلال “الورقة اليهودية” بالضغط على إسرائيل باستخدام اليهود الذين يعيشون في أوكرانيا. وقد استطاع قادة الجالية إقناع نحمان شاي بالخطر المحيط بهم وبقدرة الأسلحة الإسرائيلية على حماية الشتات اليهودي الأوكراني من روسيا.
الخطوط الحمراء الروسية
وكانت روسيا قد أوضحت أن توريد الأسلحة الإسرائيلية إلى أوكرانيا بمثابة تجاوز للخطوط الحمراء التي حددتها.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مفاعل بوشهر النووي الإيراني يعود بالأساس إلى روسيا، إذ يتراكم البلوتونيوم على جهاز الوقود في المفاعلات النووية أثناء تشغيله، وهو مادة انشطارية يمكن استخدامها لصنع قنبلة نووية. وفي الوقت الراهن، يتولى الموظفون الروس إزالة قضبان الوقود المستهلك من المفاعل وترفض روسيا تزويد الإيرانيين بالتكنولوجيا اللازمة لفصل البلوتونيوم عن القضبان.
وحسب الخبراء فإن الإمدادات الإيرانية إلى روسيا لا تدعو للقلق بقدر إمكانية سماح روسيا لإيران بالتحكم في المفاعل. بالإضافة إلى ذلك، تجمع بين كل من موسكو وتل أبيب اتفاقات بشأن سوريا.
التهديد بمزيد من الدعم العسكري لسوريا
وقالت سوبونينا إن موسكو تغاضت في السنوات الأخيرة عن تصرفات الإسرائيليين في سوريا، وهو ما أثار تساؤل العديد من العرب فضلا عن الإيرانيين، الذين تتعرض منشآتهم بشكل منتظم للهجوم من قبل الإسرائيليين. وقد يترتب على تسليم أسلحة إسرائيلية إلى أوكرانيا، تزويد موسكو السوريين بأنظمة دفاع جوي إضافية، والحرص على مراقبة مدى احترام إسرائيل للحدود الجوية لسوريا.
نتنياهو صديق لبوتين
وتضيف سوبونينا أن التصريحات الحالية في إسرائيل حول الحاجة إلى مساعدة أوكرانيا تمثل جزءا من الحملة الانتخابية. وبشكل عام، فإن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد ومن يتبعون نفس توجّهاته ليست قوية، لكن بنيامين نتنياهو، وهو صديق فلاديمير بوتين، تبدو حظوظه في العودة إلى السلطة مرتفعة. وقد سبق أن تعاون القياديان في القضايا الحساسة.
وفي نهاية التقرير، تنبّه سوبونينا إلى أن العلاقات الجيدة التي تجمع نتنياهو مع الجهات الأميركية الفاعلة، قد تدفعه إلى لعب دور الوساطة. وعليه، فإن مستقبل إمدادات الأسلحة الإسرائيلية إلى أوكرانيا يعتمد بشكل كبير على الجهة الفائزة في الانتخابات ونوع الائتلاف الذي سيتم تشكيله.