يرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن لولاية ثانية ينذر بنهاية العالم، إذ يمكن أن يتسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة، في حين يحذّر مراقبون من أن الشرخ العميق المتزايد بين المحافظين والليبراليين ينذر باندلاع حرب أهلية ثانية في الولايات المتحدة.
هذا ما يراه الكاتب ديمتري بافيرين -في تقرير له بصحيفة “فزغلياد” الروسية- موضحا أن إعلان بايدن ترشحه لولاية رئاسية ثانية يجعل من المرجح أنه سينافس الرئيس السابق دونالد ترامب مرة أخرى على رئاسة البيت الأبيض، فهل ينجح بايدن ويتسبب في حرب عالمية ثانية أم هل ينجح ترامب ويتسبب لأميركا في حرب أهلية ثانية؟
في تقريره، يقول بافيرين إن الاختيار بين هذين المرشحين يثير القلق لدى 38% من المواطنين الأميركيين، والخوف لدى 29%، والحزن لدى 23%، وذلك حسب استطلاع رأي حديث.
من جهته، يرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن ترشحه أيضًا للانتخابات الرئاسية القادمة، أن انتخاب بايدن لولاية ثانية ينذر بنهاية العالم، وذلك بتسبب الأخير في اندلاع حرب عالمية ثالثة.
ومثّل انضمام بايدن إلى السباق الرئاسي مفاجأة لعديد من المراقبين بعد تكتمه في الآونة الأخيرة على نية الترشح، وذلك بسبب غياب الإنجازات التي تزيد من حظوظه في الفوز بالسباق الانتخابي وانخفاض نسبة الرضا عن أدائه.
وعن طريق المباغتة في إعلان ترشحه، جنّب بايدن نفسه عبء الدخول في محادثات غير مريحة، وأخمد أصوات الأعضاء الرافضين لترشحه في الحزب رغم تمسكهم بمبدأ وحدة الحزب. وخلال الانتخابات التمهيدية، قد يواجه بايدن عديدا من المنافسين، وهو ما يرى الكاتب أنه يصبّ في صالح بايدن نوعا ما.
وأشار الكاتب إلى أن مثول ترامب أمام المحاكمة الجنائية فتح نافذة من الفرص أمام بايدن التي نجح فريقه في استغلالها. وفي الوقت نفسه، ضاعفت هذه المحاكمة نسبة المؤيدين لترامب مما مكّنه من تخطي جميع المنافسين الجمهوريين المحتملين في الانتخابات التمهيدية.
من أجل ضمان ترشحه لولاية ثانية، يحتاج بايدن إلى ترامب دون سواه ليكون منافسه، لأن أخطاء ترامب وعيوبه عامل ضامن للانتصار عليه، ولأن الثقافة السياسية للولايات المتحدة مبنية على مبدأ “الهزيمة الأولى تتبعها هزيمة ثانية”. في المقابل، رغم سن ترامب وتورطه في بعض القضايا، فإن فرصة فوزه بولاية رئاسية ثانية ليست ضئيلة، إذ يعتمد مستقبل الحملة إلى حد كبير على تفاصيل المحاكمة الجنائية.
كما يدعي ترامب، حسب الكاتب، كفاحه من أجل منع نشوب حرب عالمية ثالثة، بعد أن وصفه خصومه -مثل بايدن وكلينتون- بـ”التهديد الفاشي” و”المتعصب الخطير” و”الرجل الأبله”.
ويوضح الكاتب أن بايدن يسير حاليًا على طريق المواجهة مع قوتين نوويتين، وهما روسيا والصين، وفي حين أن المواجهة مع الصين لم تكتسب طابعًا حادًا بعد ويمكن إخمادها، إلا أن الوضع مع روسيا مختلف، ولا يستطيع بايدن في ظله تغيير سياسته والنأي بالولايات المتحدة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لأن ذلك بمنزلة اعتراف بعدم الكفاءة وإثبات لحقيقة موت عشرات الآلاف من الأوكرانيين عبثًا، وهدر عشرات المليارات من الدولارات.
وفي ختام التقرير، يقول الكاتب إن سيناريو تطور الأحداث الذي يخدم مصالح روسيا يتمثل في ضعف موقف بايدن في أثناء منافسته مع ترامب واكتساب المواجهة طابعا استفزازيا يخير فيه المرشحان المواطنين بين الحياة والموت، وزيادة الفوضى وخلق شرخ بين الشقين المحافظ والليبرالي، وهو العامل الكفيل باندلاع حرب أهلية ثانية في الولايات المتحدة، وفقا للكاتب.