قصف روسي للمدن الأوكرانية بعشرات الصواريخ وانقطاع الكهرباء عن 40% من كييف
ضربت الصواريخ الروسية العاصمة الأوكرانية كييف ومدنا عدة في أنحاء البلاد اليوم الخميس في موجة جديدة من الهجمات أدت إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن البلاد تتعرض لهجوم من جهات مختلفة بصواريخ كروز من الجو والبحر، من طائرات وسفن إستراتيجية.
وأوضحت أن هذا الهجوم جاء امتدادا لهجوم ليلي بطائرات مسيرة إيرانية من طراز “شاهد” على مقاطعات عدة، حسب قولها.
وأضافت أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في أغلب مناطق البلاد.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت اليوم 54 صاروخا روسيا من أصل 69 صاروخا استهدفت أراضي أوكرانيا.
وكان ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أعلن في وقت سابق أن أكثر من 120 صاروخا أطلقت على أوكرانيا اليوم.
وأعلن رؤساء بلديات كييف، ولفيف (غرب)، وخاركيف (شرق) أن صواريخ روسية ضربت المدن الثلاث وتسببت في سلسلة من الانفجارات.
انقطاع الكهرباء
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إن التيار الكهربائي انقطع عن 40% من العاصمة بسبب الضربات الروسية للبنية التحتية.
وكان كليتشكو حث السكان على الاستعداد لمثل هذا الانقطاع ودعاهم إلى شحن هواتفهم وتخزين المياه.
وذكر عمدة كييف أن المعلومات الأولية تفيد بأن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 16 صاروخا أطلقت على العاصمة، وقال إن شظايا أحد الصواريخ أصابت 3 مدنيين ومنزلين، داعيا السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وفي لفيف، قالت السلطات إن القصف الروسي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 90% من أراضي المقاطعة.
وفي أوديسا (جنوبا)، أعلنت قيادة عمليات الجنوب الأوكراني أن دفاعاتها الجوية أسقطت 21 صاروخا روسيا، وأكدت انقطاع الكهرباء عن المقاطعة الجنوبية.
وفي ميكولايف بالمنطقة الجنوبية أيضا، أعلنت السلطات إسقاط 6 صواريخ روسية.
في غضون ذلك، قالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت في العديد من الخطوط نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
وعلى مدى الأشهر الماضية، شنت روسيا موجات عديدة من الضربات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، تسببت في انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي.
قصف على دونيتسك
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) مقتل امرأة وإصابة 3 مدنيين آخرين بجروح جراء قصف أوكراني مستمر على الأحياء السكنية في مدينة ومقاطعة دونيتسك.
وذكرت السلطات أن القوات الأوكرانية قصفت المنطقة نحو 50 مرة خلال اليوم الماضي.
من جهتها، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في لوغانسك (شرقي أوكرانيا) أن قواتها شنت بدعم من القوات الروسية عمليات هجومية على مواقع القوات الأوكرانية في محور لوغانسك، تمكنت خلالها من القضاء على نحو 180 عسكريا أوكرانيا وتدمير دبابة و5 عربات مصفحة وإسقاط 5 طائرات مسيرة.
في المقابل، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح اليوم الخميس أن قواتها أصابت 230 جنديا روسيا في مناطق توكماك وتيتوف وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا (جنوبي البلاد)، وقالت إن العمل جار للوقوف على عدد القتلى الروس هناك.
وقالت الهيئة إن القصف الأوكراني دمّر مركز قيادة للقوات الروسية ومركزا آخر للاتصالات في زاباروجيا، إضافة إلى ضرب 3 وحدات من المعدات العسكرية المتنوعة.
روسيا ترفض “أوهام” زيلينسكي
سياسيا، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن رفض بلاده اعتماد ما وصفه “بصيغة السلام” التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أساسا للمفاوضات، ورأى أن كييف ما زالت غير مستعدة لمحادثات سلام حقيقية.
وقال لافروف -في تصريحات لوكالة الإعلام الروسية (ريا) اليوم الخميس- إن الأفكار التي طرحها زيلينسكي بشأن انسحاب القوات الروسية من دونباس وشبه جزيرة القرم وزاباروجيا وخيرسون ودفع تعويضات والاعتراف بالمحاكم الدولية هي “محض أوهام”، مؤكدا أن روسيا لن تتحدث مع أي طرف في ظل هذه الظروف.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن موسكو إذا عادت إلى العمل المشترك مع الغرب فسيكون ذلك على أساس جديد لأن الأساليب القديمة لم تعد فعالة، حسب تعبيره.
واتهم لافروف الغرب بتحويل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى “ساحة حرب إعلامية معادية لروسيا”، وقال إن بولندا التي تترأس المنظمة حاليا أسهمت في خفض نتائج عمل المنظمة إلى الصفر.
وفي ملف آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن الغرب لم يقدم دليلا على توريد إيران طائرات مسيرة إلى روسيا.
وأضاف أن الدول الغربية أثارت ضجة في مجلس الأمن الدولي بشأن عمليات توريد مزعومة لمسيرات إيرانية إلى روسيا، وكالعادة كل شيء قدم بأسلوب “احتمال كبير”، على حد تعبيره.