قمة الناتو.. تعهدات أميركية جديدة لمجابهة روسيا وبحث اعتراضات أردوغان على انضمام السويد وفنلندا
تبحث قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، التي تعقد في العاصمة الإسبانية مدريد على مدى 3 أيام بدءا من اليوم الثلاثاء، رؤية الحلف لعام 2030 وتحديات الحرب الروسية على أوكرانيا، وملف انضمام السويد وفنلندا، في وقت أعلن فيه مسؤول أميركي رفيع أن بلاده ستقدم خلال القمة تعهدات محددة بشأن وجودها العسكري في أوروبا.
ودعا الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الدول الأعضاء -قبل ساعات من افتتاح القمة- إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، إذ رأى أن كييف تواجه “وحشية لم تعرفها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية” جراء الحرب الروسية.
وتابع قائلا “سنتفق على برنامج دعم كامل لأوكرانيا لمساعدتها في ضمان احترام حقها في الدفاع المشروع عن النفس”.
وأرسل أعضاء الناتو أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف لمساعدتها في مواجهة القوات الروسية، ويفترض أن يوافق الحلف على حزمة مشتركة إضافية خلال قمة مدريد، تشمل معدات اتصالات آمنة وأنظمة مضادة للطائرات المسيرة وتدريبات لمساعدة أوكرانيا على استخدام أسلحة غربية أكثر تطورا على المدى الطويل.
وقبل بدء القمة، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وتعهد في مؤتمر صحفي مشترك بتعزيز تدفق المعدات إلى أوكرانيا وتقديم مزيد من المساعدات، وقال “نحن في تكتل واحد، دفاعا عن أوكرانيا”.
تعهدات عسكرية أميركية
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسباني إنه ناقش مع بايدن تكثيف الوجود الأميركي بالقواعد البحرية الإسبانية. وتنوي واشنطن زيادة عدد المدمرات الأميركية في قاعدة روتا البحرية جنوبي إسبانيا، من 4 إلى 6.
في السياق نفسه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -في تصريحات أدلى بها على متن طائرة الرئاسة الأميركية- إن بلاده ستدلي خلال القمة بـ”إعلانات محددة” بشأن “تعهدات عسكرية جديدة طويلة الأمد على الأرض وفي البحر والجو” في أوروبا، خصوصا شرقي القارة.
وأضاف سوليفان أن عددا من دول الحلف ستتعهد أيضا بزيادة مساهماتها في المجال الدفاعي للجناح الشرقي مع تأكيد خاص على منطقة بحر البلطيق.
وفي وقت سابق، قال البيت الأبيض إن القمة ستبحث عواقب الحرب الروسية على أوكرانيا، وستتخذ قرارات “تاريخية” لتعزيز الدفاع والأمن المشترك لدول الحلف.
وخلال اليوم الأول، ينعقد منتدى الناتو للدبلوماسية بمشاركة رؤساء عدد من الدول في جلسات نقاشية، كما تشارك دول من خارج الحلف، مثل اليابان وأستراليا وأوكرانيا.
توسيع الناتو
وقبل افتتاح القمة، عقد اجتماع رباعي بين رئيسي تركيا وفنلندا ورئيسة وزراء السويد والأمين العام لحلف الناتو، لبحث الملفات العالقة بشأن اعتراض أنقرة على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.
وكانت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي صرحت -في وقت سابق- بأن مفاوضات بلادها مع تركيا شهدت تقدما، وتبشر بانفراجة.
من جهة أخرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن من المتوقع أن يجري الرئيس جو بايدن محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان غدا الأربعاء على هامش القمة.
ومن بين الملفات التي تبحثها القمة أيضا العلاقة مع الصين، إذ قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف لا يعد الصين خصما، وإنها ستصبح قريبا أكبر اقتصاد في العالم، وهناك حاجة إلى التواصل معها بشأن عدة قضايا، مثل تغير المناخ.
لكنه استدرك قائلا “نشعر بخيبة أمل لواقع عدم إدانة الصين الغزو الروسي لأوكرانيا وقيامها بنشر العديد من الروايات الكاذبة عن حلف شمال الأطلسي والغرب، ومن تقارب الصين وروسيا الآن بشكل أكبر من أي وقت مضى”.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تصنيف الناتو بلاده على أنها تهديد للحلف لن يشكل أي جديد بالنسبة لأنشطة الحلف والولايات المتحدة.
وأضاف أن أعضاء الناتو صنفوا روسيا عدوا لهم منذ زمن طويل قبل قمة مدريد، مؤكدا أن تعزيز الحلف قدراته على الجانب الشرقي هو استمرار “للخط غير المقبول في اقتراب حدود الحلف من روسيا”.