الممثل الأسترالي كريس هيمسورث (غيتي)

الممثل الأسترالي كريس هيمسورث (غيتي)

أن يتحوّل عمل تلفزيوني إلى لحظة تاريخية في حياة البطل الشخصية، هو تماما ما جرى مع نجم هوليود الممثل الأسترالي، كريس هيمسورث، خلال تصويره السلسلة الوثائقية “بلا حدود” (Limitless) التابعة لـ”ناشيونال جيوغرافيك” (National Geographic) والتي تُعرض على منصة “ديزني بلس” (+Disney)، لكن هذا “التحول التاريخي” كان بطعم المرارة.

فالنجم الأسترالي اكتشف احتمال إصابته بألزهايمر، وهو ما قلب حياته رأسا على عقب، وبسبب هذا الاكتشاف المأساوي قرر التوقف عن التمثيل خلال الفترة المقبلة، وإن كان ذلك لا يعني سعيه للتوقف نهائيا عن التمثيل.

 

 

ينوي هيمسورث الحصول على إجازة طويلة والاستمتاع بوقته مع أسرته وأطفاله، على أن يبدأ عطلته الكبيرة بمجرد الانتهاء من جولته الإعلامية لسلسلة “بلا حدود”، وفق تصريحه خلال حوار أجراه مع مجلة “فانيتي فير” (Vanity fair) الأميركية.

 

اكتشاف بالصدفة

“لقد كان الأمر صادما للغاية” هكذا صرّح هيمسورث، وبالطبع لم يكن هذا ما توقعه حين قرر المشاركة بالسلسلة، فالعمل بالأساس كان يهدف إلى إخضاعه لعدد من الفحوصات الدقيقة، ومن ثمّ إلقاء نظرة على ما ورثه من جينات وإخباره عن وضعه الصحي، في سبيل معرفة الطرق المثلى لتحسين حياته ومن ثمّ مساعدته على الصمود ومكافحة الشيخوخة.

ورغم أنه كان من المُفترض إخباره بنتائج الفحوصات مباشرة أثناء التصوير، إلا أن ما جاءت به التحاليل، استدعى من الطبيب إخباره بالحقيقة بعيدا عن الكاميرا، وسؤاله إذا ما كان يرغب بمشاركة تلك المعلومات عبر المسلسل مع الجمهور أم لا.

وهكذا اكتشف هيمسورث أن لديه نسختين من جين “إيه بي أو إي 4” (APOE4) المُصاحب لداء ألزهايمر والذي يُدمر الوظائف العقلية والذاكرة بالتدريج، نسخة من الأم وأخرى من الأب، ما يعني أنه مُعرّض للإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة عالية ما بين 8 إلى 10 مرات مقارنة بأي شخص طبيعي.

 

فوفقا لدراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة في 2021، يحمل واحد من كل 4 أشخاص نسخة واحدة من الجين ومن 2% إلى 3% فقط هم من لديهم كلا الجينين. وأمام حقيقة أن جده كان مصابا بألزهايمر، يبدو أن كافة الظروف تكاتفت لجعله مهيأ وراثيا للإصابة بالمرض.

ليست نهاية العالم

“أخشى ألا أتذكر تجربة حياتي، وزوجتي وأولادي” هذه هي أكبر مخاوف هيمسورث وفق ما ذكر في مقابلة أجراها مع فريق عمل برنامج “صباح الخير أميركا”.

لكن، لحسن الحظ فإن اكتشافه تلك الجينات مبكرا من شأنه أن يمنحه فرصة لتجنّب خطر الإصابة بالمرض من خلال تحسين نمط حياته والعيش بأسلوب صحّي، وممارسة الرياضة بانتظام والنوم بقسط كاف وإجراء بعض الفحوصات المحددة بصفة دورية.

 

تجربة إيجابية رغم كل شيء

ومع أن الكثيرين قد يجدون الأمر خطيرا أو مُثيرا للتعاطف أو على الأقل سوف يُضفون عليه طابعا دراميا، إلا أن هيمسورث قرر النظر للأمر بطريقة إيجابية بل واعتباره نعمة، ولحسن حظه ما زال بإمكانه وضع خطة لإدارة المخاطر المحتملة ومنع تطور الأزمة صحيا.

وهو ما صرح به هيمسورث لمجلة “فانيتي فير” (vanity fair) مؤكدا تطلعه للمستقبل وخوفه من خسارته، خاصة بعد اشتراكه بسلسلة “بلا حدود” التي قال إنها “جعلته يعرف قيمة الحياة أكثر، ولا يخشى مواجهة الموت وإنما يسعى أكثر لاغتنام الفرص والعيش بسعادة بعيدا عن ضغوط الحياة ومشاغلها وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي والحياة من خلف الشاشات”.

 

وهو ينوي أيضا مستقبلا -إذا ما عاد للتمثيل- ألا يختار سوى التجارب التي سوف يستمتع بالعمل مع صانعيها، خاصة أن الفنان يقضي من 4 إلى 5 أشهر مع هؤلاء المخرجين، وبالتالي لم يعد هناك من داع لقضاء وقته في ضغط مستمر، عوضا عن الشعور بالراحة والسكينة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

About Post Author