بعد استهدافها بمسيرات انتحارية.. كييف تعلن انقطاع الكهرباء عن مئات البلدات وموسكو تتعهد بمواصلة القصف
قال مسؤول في الرئاسة الأوكرانية إن 3 أشخاص قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة “انتحارية” روسية على العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم الاثنين، وفي حين دانت واشنطن الهجوم أكدت موسكو أنها ستواصل قصف المواقع العسكرية ومنشآت الطاقة في أوكرانيا.
وجددت سلطات كييف التحذير من استمرار الغارات على المدينة، وطالبت المدنيين بالبقاء في الملاجئ.
وأفاد مراسل الجزيرة في كييف حافظ مريبح بأن عدة غارات استهدفت مبنى شركة الكهرباء الذي كان خاليا من الموظفين وقت القصف.
وقال عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو إن انفجارين هزا وسط العاصمة كييف في منطقة شفشنكيفسكي، وأسفرا عن تدمير مبان رئاسية وسكنية.
واتهم عمدة المدينة روسيا بتعمد تدمير البنية التحتية في جميع أنحاء أوكرانيا، بهدف إحداث ما سماها كارثة إنسانية خلال فصل الشتاء.
انقطاع الكهرباء
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، إن القصف الروسي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات البلدات الأوكرانية.
وأضاف أن رد العالم على هذه الجرائم يجب أن يكون بمزيد من الدعم لنا ومزيد من العقوبات ضد روسيا.
وقالت شركة “أوكرينيرجو” المشغلة لشبكة الكهرباء الأوكرانية إن الهجمات الروسية دمرت البنية التحتية للطاقة في مناطق وسط وشمال أوكرانيا اليوم، لكن وضع نظام الطاقة تحت السيطرة وتقوم أطقم الصيانة بإصلاح الأضرار.
وحثت شركة أوكرينيرجو الأوكرانيين -في بيان على تليغرام- على الاقتصاد في استخدام للكهرباء، لا سيما في المساء، لتقليل الضغط على نظام الطاقة.
بدورها، نددت السفارة الأميركية في كييف بالهجمات التي تعرضت لها العاصمة الأوكرانية صباح اليوم الاثنين، وأشادت “بصمود الشعب الأوكراني”.
وقالت السفارة -في تغريدة على حسابها في تويتر- إن كييف تعرضت لـ”هجمات روسية يائسة ومستهجنة صباح اليوم ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، ونحن معجبون بقوة وصمود الشعب الأوكراني، وسنقف معكم مهما استغرق الأمر”.
دفاع جوي
من جانبه، أكد واندري يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أن كييف استُهدفت بمسيّرات انتحارية، داعيا الغرب إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي في أسرع وقت ممكن.
وفي تعليقه على الهجوم أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تهدف من وراء ذلك لبث الرعب في نفوس الشعب الأوكراني، مضيفا أنه يمكن للعدو استهداف مدننا ولكنه لن يكسرنا.
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن طائرات مسيّرة إيرانية الصنع هاجمت مدنا عدة؛ بينما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 26 طائرة مسيّرة في مناطق عدة خلال الساعة الماضية.
وأظهرت صور استهداف قوات أوكرانية طائرة مسيرة روسية تحلق في سماء كييف، قبل أن تسقطها، كما أظهرت صور أخرى عددا من الانفجارات التي استهدفت كييف اليوم، وحالة الفزع في شوارع المدينة.
قصف واسع
وأفاد وزير الداخلية الأوكراني بسقوط العديد من القتلى في أنحاء البلاد إثر هجمات روسية، لكنه لم يذكر حصيلة أكثر دقة للقتلى والجرحى.
بدوره، قال مسؤول أوكراني محلي إن حريقا هائلا اندلع اليوم الاثنين في منشأة للطاقة في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) بعد قصفها بصاروخ روسي.
وأضاف حاكم المنطقة فالنتين ريزنيشنكو -على تطبيق تليغرام- أن “قوات دفاعنا الجوي دمرت 3 صواريخ معادية”، وأصاب صاروخ واحد منشأة للطاقة وتسبب في اندلاع حريق كبير.
وأكد الحاكم الأوكراني لمقاطعة زاباروجيا (جنوب) تجدد قصف القوات الروسية على وسط مدينة زاباروجيا.
وأفاد مراسل الجزيرة في مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق) بأن العمليات العسكرية تجددت في أطراف المدينة، وأن المدينة أُخليت بشكل شبه كامل من سكانها.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها تصدت للهجمات الروسية في هذا المحور وأفشلت محاولة التقدم.
الرواية الروسية
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها شنت هجوما “ضخما” على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة في أنحاء أوكرانيا باستخدام أسلحة عالية الدقة.
وشدد بيان للوزارة على أنها ستواصل استهداف مواقع القيادة العسكرية الأوكرانية وأنظمة الطاقة في البلاد.
وأكدت الوزارة إحباط محاولة القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات على محور “ميكولايف-كريفي ريه” بالقرب من بروسكينسكي بمقاطعة خيرسون (جنوب)، والقضاء على أكثر من 100عسكري أوكراني.
كما قالت إنها استهدفت بطارية أوكرانية مزودة بمدافع من طراز “هاوتزر” الأميركي في مقاطعة خاركيف (جنوب).
بدوره، أكد موقع “ريبار” العسكري أن القوات الروسية قصفت الليلة الماضية مواقع للقوات الأوكرانية وخزانات وقود قرب ميناء ميكولايف (جنوب).
وأعلنت سلطات الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك (شرق) مقتل 3 مدنيين، وإصابة 8 بجروح، في قصف أوكراني على أحياء سكنية بمدينة دونيتسك.
واتهمت السلطات القوات الأوكرانية بقصف أحياء سكنية 43 مرة، بأكثر من 170 قذيفة، خلال 24 ساعة الماضية؛ مما ألحق أضرارا في أبنية معظمها سكني.
قصف بيلغورود
وفي سياق متصل، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فيشيسلاف غلادكوف إن 3 أشخاص أصيبوا في قصف أوكراني أمس الأحد على المقاطعة الحدودية القريبة من مدينة خاركيف (شرقي أوكرانيا).
وأضاف غلادكوف أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت لهجوم صاروخي أوكراني كبير استهدف مطار المقاطعة، وأسقطت 10 صواريخ، وأن صاروخين سقطا في محيط المطار.
وقالت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية إن منظومات الدفاع الجوي الروسية تصدت للصواريخ الأوكرانية، وسُمعت أصوات 16 انفجارا على الأقل.
ويأتي القصف -الذي لا يعدّ الأول الذي تتعرض له بيلغورود- بعد ساعات من مقتل 11 شخصا وإصابة 15 آخرين في هجوم على ساحة للتدريب العسكري بالمقاطعة.
ونددت السلطات المحلية مرارا هذا الأسبوع بالضربات التي يشنها الجيش الأوكراني على مدينة بيلغورود والمناطق المجاورة التي شهدت عدة ضربات مماثلة في الأيام الأخيرة؛ في تصعيد عسكري أوكراني “لافت”.
وشكلت بيلغورود معبرا رئيسيا لإمداد القوات الروسية في بدايات حرب روسيا على أوكرانيا المستمرة منذ 8 أشهر، ويشير استهدافها الجديد تساؤلات بشأن حسابات كييف ورهانات موسكو في المقابل.
تحذير روسي لإسرائيل
من جانبه، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن اعتزام إسرائيل إمداد كييف بالسلاح خطوة متسرعة وغير مدروسة، من شأنها أن تؤدي إلى تدمير علاقاتها مع روسيا.
وقال ميدفيديف -الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء- في بيان على تليغرام إن “إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف بالأسلحة؛ إنها خطوة متهورة للغاية، ستدمّر جميع العلاقات الثنائية بين بلدينا”.
وأرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا تشمل خوذا، لكنها امتنعت عن إرسال أسلحة.
وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد -الذي يتولى أيضا حقيبة الشؤون الخارجية- لفرانس برس إن مكتبه لن يعلّق على تصريحات ميدفيديف.