أكد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، اليوم الخميس، أن أي هدنة مؤقتة مع الروس ستكون عبارة عن “حرب مؤجلة” وأن بلاده ليست بحاجة لها، بينما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مفاوضات بلاده مع أوكرانيا بأنها “تسير بصعوبة”.

يأتي ذلك فيما يتوجه كل من أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وجوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى كييف، وبعد أن أعلنت الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية انسحبت بالكامل من شمال أوكرانيا في اتجاه بيلاروسيا وروسيا.

من ناحية أخرى، قُتل أكثر من 30 شخصا وجرح أكثر من 100 آخرين في هجوم صاروخي روسي اليوم على محطة قطارات كراماتورسك شرق البلاد، وقد وصفت كييف الحادث بـ”الجريمة الدموية”، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية مسؤوليتها عن القصف.

وفي إطار تصعيد الغرب لضغوطه الاقتصادية على موسكو، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على شركة “أل روسا” (Alrosa) الروسية المملوكة للدولة، وهي أكبر شركة تعدين للألماس في العالم ومسؤولة عن 90% من عمليات تعدين الألماس بروسيا.

 

كما أعادت الخزانة الأميركية إدراج شركة “يو إس سي” (USC) لبناء السفن المملوكة للحكومة الروسية، وشركات تابعة لها على قائمة العقوبات. وذكر بيان للوزارة أن الشركة تطور وتنشئ أغلب السفن الحربية الروسية.

وقال ميخايلو بودولياك، في تصريح له، إن المفاوضات مع الطرف الروسي مستمرة لكنها تأثرت بالأحداث الأخيرة في بلدة بوتشا، مشيرا إلى سلطات بلاده تبحث الآن إمكانية إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة عبر البحر.

كما أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أن الحرب تكلف حكومة بلاده يوميا أكثر من 68 مليون دولار، منوها إلى أنه سيتم تأميم كل ممتلكات الدولة الروسية الموجودة على الأراضي الأوكرانية للتعويض عن خسائر الحرب وأنه يتطلع لتسلم بلاده أموالا روسية جمدت في الخارج.

 

زيارة لكييف

على صعيد آخر، توجهت في وقت مبكر من صباح اليوم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالقطار إلى العاصمة الأوكرانية حيث ستلتقي الرئيس زيلينسكي. ويرافق المسؤولة الأوروبية جوزيب بوريل المفوض السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

 

وفي الجانب الإنساني، قال الرئيس الأوكراني مساء أمس إن الوضع في بوروديانكا، وهي بلدة صغيرة أخرى تقع شمال غرب كييف استعادها الأوكرانيون مؤخرا من الروس، “أشدّ فظاعة بكثير” من الوضع في بوتشا حيث تؤكد السلطات أن القوات الروسية ارتكبت مذابح بحق مدنيين.

وأكد زيلينسكي -في خطابه اليومي- أن “هناك ضحايا أكثر للمحتلين الروس” في هذه البلدة الصغيرة من عدد الضحايا في بوتشا، لافتا إلى أنه “ستُكشف كل جريمة وسيتم العثور على كل جلاد”.

وقد نقلت وسائل إعلام أوكرانية عن أناتولي فيدوروك عمدة بوتشا قوله إنه تم العثور على 320 جثة لأشخاص قتلهم الجنود الروس وتم التعرف على هوية 163 منهم، وأن عدد الجثث في ازدياد.

 

يأتي ذلك فيما أعلنت كييف أنها تسعى اليوم لفتح ما يصل إلى 10 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين المحاصرين، لكن أولئك الذين يحاولون الفرار من مدينة ماريوبول سيضطرون إلى استخدام سيارات خاصة بهم.

وذكرت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك، أن الممرات الـ10 المزمع فتحها تتمركز في جنوب وشرقي البلاد.

 

انسحاب كامل

ميدانيا، أكدت الاستخبارات البريطانية اليوم الجمعة أن عناصر الجيش الروسي انسحبوا بشكل كامل من الشمال الأوكراني صوب كل من بيلاروسيا وروسيا، وأن بعض القوات سيتم نقلها إلى مناطق شرق البلاد للقتال في إقليم دونباس.

 

كما ذكرت أن عملية نقل القوات إلى دونباس ستتطلب إعادة تجديد لهذه القوات، وهو ما قد يستغرق أسبوعًا على أقل تقدير.

من ناحية أخرى، أعلن دميترو جيفتسكي حاكم سومي أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على كامل المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد والمحاذية لروسيا، محذرا الأهالي من العودة إليها قبل أن يتم تطهيرها من الألغام.

وفي زاباروجيا، قالت السلطات الأوكرانية إنها تمكنت من تدمير صاروخ باليستي روسي من طراز كروز فوق المدينة الليلة الماضية.

كما أكدت سلطات ميكولايف أنها تمكنت من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي وقعت بيد القوات الروسية.

 

وفي أوديسا جنوبي البلاد، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استطاعت تدمير مركز لتجمع وتدريب من وصفتهم بـ”المرتزقة” شمال شرقي المدينة بصواريخ باستيون عالية الدقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *