قالت لوتان (Le Temps) إن ما يجري في سوليدار الأوكرانية مجزرة حقيقية، وإن الروس تنكروا في هيئة أوكرانيين للقتل بشراسة أكبر، مشيرة إلى وجود انتهاكات لاتفاقيات جنيف في هذه المدينة التي يتنافس الطرفان في السيطرة عليها، ولا يزال مصيرها غير واضح منذ إعلان موسكو احتلالها.

وأوضحت هذه الصحيفة السويسرية -في تقرير لمبعوثها الخاص بالمنطقة بوريس مابيلاردس- أن الدخان يتصاعد من كل مكان، وأنه بالمناظير المقربة يمكن رؤية المباني الضخمة التي حولتها القنابل إلى أكوام من الأنقاض في جميع أنحاء المدينة الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات من باخموت، والتي كان عدد سكانها يزيد قليلا على 10 آلاف نسمة قبل سنة.

 

وتساءل المراسل عن أهمية هذه التلة التي يعيش فيها الآن بضع مئات من المدنيين في أقبية تتراكم فيها الجثث، مشيرا إلى ما تقوله القوات الأوكرانية من أن مرتزقة مجموعة فاغنر شنت هناك حربا “قذرة” لا تحترم الحياة البشرية ولا اتفاقيات جنيف، حتى إن البعض يطلق الآن على سوليدار “مفرمة اللحم البشري في الشرق” الأوكراني.

أكبر منجم ملح

ورغم ادعاء الروس السيطرة على سوليدار منذ قرابة أسبوع، فإن ما نسمعه من انفجارات ورصاص طيلة اليومين الماضيين -يقول المراسل- يشهد بأن معارك عنيفة لا تزال تدور، وإن لم يبق في يد الجنود الأوكرانيين سوى بضعة مبان عند مخرج المدينة باتجاه مدخل منجم الملح الأكبر في أوروبا، حسب قول جندي جريح تم إجلاؤه إلى باخموت.

وقد أكد هذا الجندي أن الطريق بين باخموت وسلوفيانسك -الذي يقول الخبراء العسكريون إنه إستراتيجي وإن الاستيلاء عليه سيسمح للقوات الروسية بالتقدم نحو سلوفيانسك- لا يزال تحت سيطرة الأوكرانيين.

 

نسير فوق جثث رفاقنا

وقال ضابط أوكراني -فضل عدم الكشف عن اسمه- إن الحرب تدور بالأسلحة الصغيرة من مبنى إلى آخر، وتكاد تكون عراكا بالأيدي، حيث يقتتل الطرفان تاركين وراءهم الجثث، مضيفا “نقوم دائما بإجلاء موتانا لكن الروس لا يهتمون. يتركون موتاهم في بعض الأحيان منتصف الشارع وينتهي بهم الأمر مجمدين”.

 

ونسب المراسل إلى من وصفه بمرتزق من فاغنر أسره الأوكرانيون “ليس لدينا خيار سوى التقدم تحت رصاص العدو. يوجه القادة أسلحتهم نحونا لإجبارنا على التقدم، ومن يرفض أو يتراجع يُقتل بشكل منهجي. نسير فوق جثث مقاتلينا للتقدم نحو العدو قبل أن نسقط قتلى ويدوس الآخرون علينا”.

وقال قائد الفيلق الجورجي بجهاز المخابرات التابع للجيش الأوكراني، إن مجموعة فاغنر، بالإضافة إلى ازدراء أرواح مرتزقتها، لا تتردد في انتهاك اتفاقيات جنيف، إذ “يرتدي رجال فاغنر الزي الرسمي الأوكراني لخداعنا في سوليدار. ولا نعرف أين وجدوه. هل صنعوه أم سرقوه من موتانا”.

وختم المراسل بأن سيطرة الروس على سوليدار إذا تأكدت فلن تغير مسار الحرب، رغم مبالغة رئيس فاغنر المؤثر يفغيني بروغوجين عن عمد في تقدير الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لسوليدار لتحويل هذه المدينة الصغيرة ومنجم الملح الخاص بها إلى انتصار باهر محتمل يتوج التزام مرتزقته، وإن زعم الجيش الروسي أنه لعب دورا رئيسيا في هذا النجاح.

المصدر : لوتان

About Post Author