قالت إيكونوميست (Economist) إن إعلان التعبئة الجزئية في روسيا، والحديث عن تنظيم استفتاءات في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا، مؤشران على ضعف موقف الرئيس فلاديمير بوتين.
ورأت المجلة البريطانية أن التعديل -الذي أجراه مجلس الدوما (الروسي) أمس الثلاثاء على القانون الجنائي للبلاد- لتشديد العقوبات على عناصر الجيش التي تستسلم خلال الحرب أو تقوم بأعمال نهب أو تعصي الأوامر العسكرية، ربما كان تمهيدا لإعلان التعبئة أو إعلان الحرب.
ويحدد القانون الجديد “التعبئة والأحكام العرفية وأوقات الحرب” باعتبارها ظروفا تستدعي تشديد العقوبات العسكرية، كما يشدد العقوبات على الجنود الذين يتركون وحداتهم العسكرية خلال هذه الظروف، ويحدد عقوبات جديدة لجنود الاحتياط الذين لا يستجيبون عند استدعائهم للمشاركة في العمليات العسكرية.
وكانت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون الأوكرانية قد أعلنت أن الاستفتاء على انضمام هذه المقاطعة إلى موسكو سيجري من الجمعة وحتى الثلاثاء المقبلين، في حين قالت السلطات الانفصالية في دونباس وخيرسون إنّ عمليات الاستفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا ستجرى من 23 إلى 27 سبتمبر/أيلول.
كما صوّت برلمانا مقاطعتيْ دونيتسك ولوغانسك على إجراء استفتاء الانضمام إلى روسيا، الفترة من 23 وحتى 27 من الشهر الجاري.
وأشارت المجلة إلى أن تنظيم الاستفتاءات هذا الوقت قد يكون الهدف منه احتواء التقدم الأوكراني في دونباس. فعندما تضم موسكو رسميا مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، فإن ذلك سيمكن الكرملين من اعتبار أي هجوم على تلك المنطقة هجوما على أراض روسية، الأمر الذي سيزيد من مخاطر التصعيد.
ونقلت التقرير عن الصحفية الروسية مارغريتا سيمونيان، المحررة في قناة “روسيا اليوم” والموالية للنظام الروسي، قولها إن تعرض الأراضي الروسية لضربات سيحول الصراع إلى حرب شاملة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي من جهة وبين روسيا، وهو ما سيعني “إطلاق يد روسيا في كل النواحي”.
وأشارت إيكونوميست إلى أن ضم تلك المناطق عن طريق الاستفتاءات يشبه ما حدث من قبل في شبه جزيرة القرم، فقد ضمت روسيا شبه الجزيرة بشكل غير قانوني عام 2014 بعد استفتاء مماثل اعتبره الغرب زائفا. وتبعت ذلك تحذيرات عديدة من قبل المسؤولين الروس من أن أي محاولة من قبل أوكرانيا لاستعادة السيطرة على شبه الجزيرة ستمثل تصعيدًا خطيرًا.
وقد هدد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي صيف هذا العام من أن “أي محاولة للاعتداء على شبه جزيرة القرم ستعتبر إعلان حرب ضد بلدنا” مضيفا أن ذلك سيعني أن “يوم القيامة حينها يأتي سريعًا وسيكون صعبًا”.
وأشارت إيكونوميست إلى أن المسؤولين الغربيين يشعرون بالقلق من احتمال حدوث تصعيد في حالة انهيار الخطوط الأمامية الروسية في الجنوب، مما سيمكن أوكرانيا من شن هجوم بري على شبه جزيرة القرم.
وقالت أيضا إن هدف بوتين الآن قد يكون إثارة نفس المخاوف شرقي أوكرانيا، لحمل الغرب على الضغط على أوكرانيا -التي تعتمد على الأسلحة والذخيرة الأميركية والأوروبية- لتخفيف هجماتها ضد القوات الروسية.
وترى المجلة أن بوتين يسعى من خلال هذه الإستراتيجية إلى الاستفادة من المخاوف الغربية المستمرة من أن تلجأ روسيا لاستخدام السلاح النووي في الحرب، وهو ما حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء صحفي في 18 سبتمبر/أيلول الجاري.