أعلن المخرج المصري مراد مصطفى مشاركة فيلم “عيسى” (I promise you paradise) في مسابقة أسبوع النقاد للدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي المقرر تنظيمه بين 16 و27 مايو/أيار المقبل.
وكتب مخرج الفيلم مراد مصطفى عبر صفحته على فيسبوك “سعيد جدا بالإعلان عن العرض العالمي الأول لفيلمي الجديد “عيسى” رسميا في مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان، شكرا لكل فريق العمل على مجهودهم ودعمهم، وشكر خاص للمنتجة سوسن يوسف”.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، يقول مصطفى إنه سعيد بمشاركة فيلمه في مهرجان كان السينمائي وبالحضور القوي للسينما العربية هذا العام، مضيفا “الجميع كانوا داعمين ومساندين بقوة لكي يخرج الفيلم بأفضل صورة ممكنة”.
ويوضح المخرج المصري أن “عيسى” هو فيلمه القصير الرابع الذي يواصل فيه تحقيق الهدف الذي بدأه في الأعمال السابقة التي عُرضت جميعها في مهرجان “كليرمون فيران” الفرنسي، وخصوصا الفيلم الأول “حنة ورد”، الذي تناول مسألة غير المصريين، وتحديدا الأفارقة الذين يعيشون في مصر.
أما منتجة الفيلم سوسن يوسف فتقول للجزيرة نت إنه بمجرد الانتهاء من التصوير في ديسمبر/كانون الأول الماضي تم تقديم الفيلم للمشاركة في مهرجان كان السينمائي، ليقبل في القائمة القصيرة ويتم اختياره للمشاركة في مسابقة أسبوع النقاد، “وهو أمر رائع”، وفق تعبيرها.
وتدور أحداث فيلم “عيسى” حول مهاجر أفريقي في مصر، يبلغ من العمر 17 عاما، يحاول أن يسابق الزمن لإنقاذ أحبائه بعد حادث عنيف. ويقوم ببطولته كيني مارسيلينو وكنزي محمد.
وتشير سوسن إلى أن الفيلم هو التجربة الثالثة لها مع المخرج مراد مصطفى، بعدما قدمَا سويًّا “حنة ورد” و”خديجة”. وهما يستعدان أيضا لفيلم روائي طويل بعنوان “عائشة لا تستطيع الطيران”، الذي يتحدث عن فتاة مهاجرة من الصومال.
وتضيف “أنا ومراد نعيش في منطقة شعبية، هي عين شمس، تضم عددا كبيرا من المهاجرين الأفارقة. وبالتالي، هناك الكثير من الحكايات المختلفة التي تستحق أن تُروى، ولأننا نحاول دائما أن نقدم تجارب من واقعنا، وُلدت لدينا فكرة الفيلم”.
وتلفت المنتجة سوسن إلى أن المخرج مصطفى يهتم بالأبطال الأفارقة، واصفة إياه بأنه “مخرج موهوب يقدم أفكارا من خارج الصندوق بصدق شديد، ولديه موهبة غير مسبوقة في اختيار الممثلين وتوجيههم”، وفق تعبيرها.
برزت خلال السنوات الأخيرة أعمال سينمائية مصرية مستقلة وقصيرة، لتشارك في مهرجانات دولية وتقتنص جوائز مهمة، منها فيلم “ستاشر” للمخرج سامح علاء، والذي نال السعفة الذهبية كأفضل فيلم قصير في مهرجان كان عام 2020، وفيلم “ريش” للمخرج عمر الزهيري، والذي حصد جائزة أفضل فيلم في أسبوع النقاد في كانْ عام 2022.
وتقول الناقدة أمنية عادل إنه أصبح لهذا النوع من الأفلام سوق توزيع بسبب طبيعة الموضوعات التي يتم تقديمها والأسلوب السينمائي غير المعتاد والذي لا يشبه الأفلام النمطية التجارية.
وترى أمنية، في حديثها إلى الجزيرة نت، أن هذه الأفلام تقدم موضوعات ونماذج لشخصيات مختلفة، فمراد مصطفى في أفلامه الثلاثة السابقة قدّم شخصيات مهمشة، وناقش قضايا بشكل سينمائي يحمل تحررا من الشكل السائد والمعروف، فضلا عن الاعتماد على الجانب البصري الذي يتم توظيفه بذكاء وله الغلبة على الحوار.
وتلفت إلى أن التعبير البصري هو المطلوب في المهرجانات الدولية، وهو ما يجذب لجان الاختيار والتحكيم، لا سيما الأعمال التي فيها تقدمٌ حقيقي في الطرح السينمائي وفي الموضوعات أيضا، إذ تعتمد في السرد على الشخصية والموقف والمكان.
وتقول الناقدة إن صانعي السينما المستقلة في مصر فهموا طبيعة الأفلام المطلوبة في المهرجانات العالمية، وأدركوا كيفية دخول هذه السوق ليعرضوا فيها أفلامهم المحبوكة بعناية، بعدما كانت تدور سابقا في عالم مغلق.