نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح “وشيك” للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي اليوم الاثنين قوله إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الحملة التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها الأخيرة ضد حزب الله عام 2006، وستركز على “تطهير” البنية التحتية لحزب الله لإزالة أي تهديد على الحدود الشمالية.
وأشار إلى أن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة، وأن واشنطن وتل أبيب تفاهمتا على عدم تكرار ما حدث بغزة في لبنان.
ونوه المسؤول الأميركي إلى أن إسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل فقط تدمير منصات إطلاق الصواريخ.
من جهتها، نقلت “سي بي إس” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العملية البرية التي ستشنها جنوب لبنان وشيكة، وقد تبدأ الليلة.
عمليات محدودة
وذكر مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن تل أبيب أكدت للولايات المتحدة أنها ستشن “عمليات محدودة” في عدد من القرى على طول الحدود مع لبنان.
كما أكد مسؤول أميركي آخر لشبكة “سي إن إن” أن إسرائيل قد تشن “قريبا” هجوما بريا محدودا على جنوب لبنان، لكنه تحدث عن ” قلق” واشنطن من أن التوغل البري المحدود قد يتطور لعملية أكبر على المدى الطويل.
وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت بالفعل عمليات توغل محدودة في جنوب لبنان “لاستطلاع الأوضاع وتحضير الظروف لعملية برية”.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى إقامة منطقة عازلة في المنطقة لضمان عودة سكانها إلى الشمال.
بايدن يعلق
وتعليقا على التقارير الإعلامية بشأن عملية برية إسرائيلية “وشيكة” بجنوب لبنان، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “على علم” بتلك التقارير، وإنه سيكون “مرتاحا إذا توقفت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله”.
وأضاف “علينا التوصل فورا إلى وقف لإطلاق النار”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد ألمح في وقت سابق اليوم إلى اعتزام الجيش الإسرائيلي تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطا على المستوى السياسي للتصديق على عملية برية في لبنان.
وقال غالانت -خلال لقاء رؤساء السلطات المحلية في الشمال- إن المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبا.
جولة على الحدود
وأجرى غالانت جولة بالقرب من الحدود الشمالية، حيث التقى مقاتلي اللواء 188 ولواء غولاني، وفق موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي.
وقال للجنود، بينهم جنود من سلاح المدرعات، إن “القضاء على (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء”.
وأضاف “أقول هنا لجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
وأردف قائلا “مستعدون لبذل كل جهد ممكن.. وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى، من الجو والبر والبحر”.
في المقابل، أكد نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله -في أول خطاب علني له بعد اغتيال نصر الله- أن مقاتلي الحزب مستعدون لمواجهة أي غزو بري إسرائيلي، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تحقق أهدافها.
وقال “سنواجه أي احتمال إذا قرر (الجيش) الإسرائيلي أن يدخل بريا.. قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”.
دعوة فرنسية
وفي أولى ردود الفعل على تصعيد لهجة الوعيد الإسرائيلي باجتياح لبنان، حض وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إسرائيل على عدم شن أي غزو بري للبنان.
وقال بارو للصحفيين -خلال زيارة إلى لبنان- “أحث إسرائيل على عدم شن أي توغل بري، وعلى وقف إطلاق النار. وأدعو حزب الله إلى الشيء ذاته وعدم اتخاذ أي إجراء قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وأضاف “مستعدون للمساعدة في تطبيق القرار 1701 (بشأن وقف الأعمال القتالية بجنوب لبنان) وسنعزز دعمنا للجيش اللبناني”، مؤكدا أن مقترح وقف إطلاق النار السابق بشأن لبنان “لا يزال مطروحا”.
في السياق، قالت بريطانيا اليوم الاثنين إنه يتعين على جميع الأطراف السعي إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف في لبنان، مؤكدة ضرورة تراجع جميع أطراف الصراع عن حافة الهاوية.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر إن دعم بريطانيا لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس “لا يتزعزع” لكن لا يمكن إعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة إلا من خلال وقف إطلاق النار.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن في وقت سابق استعداده لحرب أوسع في لبنان، وقال إن العملية البرية خيار مطروح، مشيرا إلى أن حزب الله لا يزال بإمكانه إطلاق النار على إسرائيل.
وقال رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي إن أياما صعبة تنتظر إسرائيل، وذلك بعد أيام قليلة فقط من اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت أيضا عن مقتل قيادات بارزة في الحزب وقائد في الحرس الثوري الإيراني.