أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ44 عن تكريم الممثلة المصرية لبلبة بجائزة فاتن حمامة لإنجاز العمر، وذلك تقديرا لها عن مشوارها الفني، وهو التكريم الذي قوبل بحفاوة من قبل الجمهور والنقاد.
وكتبت الناقدة ماجدة خير الله عبر صفحتها على فيسبوك أن لبلبة رغم سنوات عملها الممتدة لم تظهر في برامج النميمة المنتشرة بشدة، ولم تتورط في الإساءة لأي من الزملاء، ورغم أنها عاصرت أهم نجوم الفن وأكثرهم شهرة وكانت قريبة من الجميع، فإنها لم تتاجر بعلاقاتها وذكرياتها مع أي منهم، فقد احترمت حياتها الشخصية والفنية ونالت احترام الجميع. وحين تحضر مهرجان فهي الأكثر حرصا على حضور معظم الأفلام ومناقشتها مع بقية الزملاء بلا أي ادعاء.
وكتب الناقد محمد سيد عبد الرحيم، أن لبلبة هى أقدم ممثلة لا تزال تعمل حتى الآن منذ ظهورها لأول مرة عام 1951، ويمكن أن تكون من أقدم الممثلين حول العالم الذين لا يزالون يمارسون المهنة. وتحدث عن حضورها في فيلم “أربع بنات وظابط” و”عصابة حمادة وتوتو” و”ضد الحكومة” وكيف اكتشف المخرج عاطف الطيب قدراتها كممثلة في “ليلة ساخنة”.
أما لبلبة، فقد صرحت لإحدى الصحف المحلية بأنها تلقت مكالمة هاتفية من الفنان حسين فهمي الذي أبلغها بالتكريم، ولم تنم يومها من فرط السعادة التي شعرت بها، واستعادت ذكريات مشوارها منذ الطفولة وحتى الآن.
وأضافت أن التكريم جعلها تشعر بفخر كبير تجاه مسيرتها الفنية خاصة أن الكثيرين توقعوا بأنها لن تستكمل مشوارها، ولكنها كانت مخلصة للفن ومحبة له منذ الصغر.
71 عاما من التنوع والإبداع
وتعتبر لبلبة، المولودة في عام 1945، من أقدم الممثلين الموجودين على الساحة حاليا، حيث بدأت مشوارها وهى طفلة صغيرة، عام 1951 في فيلم “حبيبتي سوسو” أمام محسن سرحان وليلى فوزي.
وكانت لبلبة، واسمها الحقيقي نينوتشكا مانوك كوبليان، من عائلة فنية من أصول أرمينية مهتمة بالغناء والاستعراض والتقليد أيضا حيث تربطها صلة قرابة بالطفلتين حينها فيروز ونيللي أيضا.
وقدمت لبلبة وهي في طفولتها أيضا أفلاما استعراضية مثل دورها في فيلم “أربع بنات وظابط” أمام نعيمة عاكف وأنور وجدي، كما شاركت أيضا في أفلام “يا ظالمني” و”البيت السعيد” و”الحبيب المجهول”.
نقلة ونضج فني
في مرحلة الشباب أسهمت لبلبة بظهورها في عشرات الأفلام الكوميدية والشبابية الخفيفة فظهرت في أفلام مثل “إجازة بالعافية” و”رحلة شهر العسل” و”المليونير المزيف” و”شيء من الحب” و”شياطين في إجازة” و”السكرية” و”مين يقدر على عزيزة” و”مولد يا دنيا” واحترسي من الرجال يا ماما”، قبل أن تكون دويتو “ثنائيا سينمائيا” مع الفنان عادل إمام لتقف ندا كوميديا أمامه في أفلام مثل “عصابة حمادة وتوتو” و”البعض يذهب للمأذون مرتين” و”عريس من جهة أمنية”، و”حسن ومرقص”.
لكن النقلة الحقيقية التي حققتها لبلبة كانت باكتشاف المخرج عاطف الطيب لقدراتها التمثيلية في فيلم “ليلة ساخنة” أمام نور الشريف والذي قدمت خلاله شخصية فتاة ليل تنقلب حياتها رأسا على عقب حين تلتقي سائق تاكسي وأبدعت لبلبة في تقديم الشخصية بمهارة وبساطة شديدة في الأداء.
لم تقل إمكانيات لبلبة التمثيلية في وقوفها أمام أحمد زكي في فيلم “معالي الوزير” و”ضد الحكومة” والذي قدمت خلاله شخصية أحد المحامين وتميز أداؤها بالرصانة والجدية بعيدا عن ثوب الفتاة خفيفة الظل الذي اشتهرت به، لتدخل عالم الشخصيات المركبة والصعبة والتي تحتاج لجهد تمثيلي ومعايشة للشخصية.
عام 1999، ظهرت لبلبة بشكل مختلف تماما يؤكد على أنها وصلت للنضج السينمائي وأكدت أيضا على رهان عاطف الطيب لها بأنها تحمل إمكانيات تمثيلية كبيرة فقدمت مع المخرج يوسف شاهين دورا في فيلم “الآخر” ومع أسامة فوزي في “جنة الشياطين”.
وتقول لبلبة في لقاء تلفزيوني إنها تعلمت مع المخرج عاطف الطيب فكرة المعايشة الكاملة للشخصية، ومتى تبكي بشكل حقيقي وكيف تدخل للشخصية وهو ما حقق لها نضجا فنيا مميزا، واستمرت بها مع يوسف شاهين وكبار المخرجين.
قليل من المسلسلات
ورغم مشوار لبلبة الطويل فقد أخلصت للسينما ولم تشارك في التلفزيون سوى بأعمال قليلة للغاية منها مسلسل “الحفار” عام 1996، قبل أن يقنعها عادل إمام بالعودة للتلفزيون في 2014 لتقدم دورا أمامه في مسلسل “صاحب السعادة” و”مأمون وشركاه” أعقبه مشاركتها في مسلسل “الشارع اللي ورانا” وشاركت في الموسم التلفزيوني لرمضان 2022 في مسلسل “دايما عامر” مع الفنان مصطفى شعبان، وسينمائيا كانت آخر مشاركة لها في فيلم “كازابلانكا” عام 2019.
تكريم متعدد
تكريم لبلبة عن مسيرتها الفنية الطويلة من مهرجان القاهرة السينمائي ليس الأول حيث حصلت على أكثر من جائزة منها جائزة بينالي السينما العربية من معهد العالم العربي في باريس عن دورها في فيلم “ليلة ساخنة” من إخراج عاطف الطيب سنة 1996.
كما فازت بنفس الجائزة كأحسن ممثلة في مهرجان “كل أفريقيا” بكيب تاون في جنوب أفريقيا عام 1996 عن دورها في الفيلم نفسه.