توقع مقال نشرته مجلة فورين أفيرز (Foreign Affairs) الأميركية انهيار نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الجاري إذا استمر الغرب في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، قائلا إن نهاية هذا النظام ستؤدي إلى تغيير جذري وتحول تاريخي في روسيا والعالم.
وذكر المقال -الذي كتبه غاري كاسباروف بطل العالم السابق الشهير في الشطرنج والمعارض الروسي، وميخائيل خودوركوفسكي رجل الأعمال الروسي والمعارض الذي يعيش خارج بلاده- أن نظام بوتين يعيش في الوقت الضائع.
ودعا المقال الدول الغربية -خاصة الولايات المتحدة- إلى عدم الخوف من زوال نظام بوتين، وإلى عدم مقاومة تزويد كييف بالأسلحة التي تحتاجها لتوجيه ضربة قاضية لهذا النظام، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو خائفة من فوضى قد تصاحب نهاية نظام بوتين، مما يدفع الدولة المسلحة نوويا إلى ارتكاب ما لا يحمد عقباه، وربما إلى تقوية الصين، مضيفا أن واشنطن ترفض إرسال الدبابات وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة التي من شأنها “أن تسمح للقوات الأوكرانية بنقل القتال إلى مواقع مهاجميها واستعادة أراضيها وإنهاء الحرب”.
وأوضح المقال أن الروس المؤيدين للديمقراطية الذين يرفضون نظام بوتين -وهي المجموعة التي ينتمي إليها المؤلفان- يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة أوكرانيا على تحرير جميع الأراضي المحتلة واستعادة وحدة أراضيها وفقا للحدود المعترف بها دوليا عام 1991، ويخططون أيضا لليوم التالي لبوتين.
وقال إن إدارة بايدن لم تتحد حتى الآن حول نهاية واضحة للحرب، وإن بعض المسؤولين الأميركيين اقترحوا أن تفكر كييف في التخلي عن جزء من أراضيها سعيا وراء السلام، واصفا ذلك بأنه لا يطمئن، كما أشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوضح أن الشعب الأوكراني لن يقبل مثل هذه الصفقة أبدا، وأن أي تنازلات في الأراضي الأوكرانية لبوتين ستؤدي حتما إلى حرب أخرى في المستقبل.
ووصف المقال هذه المخاوف بأنها مبالغ فيها، قائلا إن خطر الانهيار الروسي حقيقي بالطبع، لكن كلما طال بقاء النظام الحالي في السلطة زاد خطر حدوث تمزق لا يمكن التنبؤ به، “لذلك لا ينبغي لواشنطن أن تخاف من انهيار نظام بوتين، بل من استمراره”.
واستمر المقال في طمأنة الغرب ليقول إن الهزيمة العسكرية لبوتين ستساعد في تحفيز التحول السياسي في روسيا، وإن الروس المؤيدين للديمقراطية وضعوا مخططا لإعادة تأسيس الدولة الروسية على مبادئ سيادة القانون، والفدرالية، والبرلمانية، والفصل الواضح بين السلطات، وإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان والحريات على مصالح الدولة المجردة.
وأسهب المقال في إيراد تفاصيل هذا المخطط، وختم بالقول إن اللحظة الحالية حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، ومن الممكن لبايدن قلب المد لصالح كييف من خلال دعم تصريحاته بالدعم بتسليم الدبابات والأسلحة بعيدة المدى، كما يمكنه أيضا التعجيل بزوال نظام بوتين، وفتح إمكانية مستقبل ديمقراطي لروسيا وإظهار “حماقة” العدوان العسكري للعالم، مضيفا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تدع مخاوفها تقف في طريق آمال أوكرانيا.