رغم مضي شهر على تفجيرات خطي أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 1 و2″ والتحقيقات التي تجريها 3 دول في الحادثة، ما زالت الجهة التي تقف وراءها مجهولة.
وتحقق الدانمارك والسويد وألمانيا بشكل منفصل في كيفية حدوث كسر في خطي نورد ستريم 1 و2 اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى ألمانيا، مما تسبب في تسرب الغاز في بحر البلطيق قبالة ساحلي الدانمارك والسويد في سبتمبر/أيلول الماضي.
ويشير تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية إلى أن المحققين لم يكشفوا عن معلومات تذكر حول ما توصلت إليه التحقيقات باستثناء الكشف عن أن الانفجارات كانت عملا تخريبيًّا متعمّدا استخدمت فيه متفجرات.
وما زالت التكهنات سيدة الموقف بشأن الجهة المسؤولة عن أعمال التخريب تلك، مع محاولة كل طرف توجيه أصابع الاتهام للآخر، وفق تقرير الصحيفة الذي يتساءل عما إذا كانت روسيا ضالعة في أعمال التخريب لزعزعة الغرب، أم إن المسؤولية عنه تقع على عاتق الأميركيين سعيا منهم لقطع شريان اقتصادي روسي مهم، أم تراه عميلة أوكرانية انتقامية؟
وأعربت الدانمارك والسويد، في رسالة إلى مجلس الأمن في 29 سبتمبر/أيلول، عن اعتقادهما بأن “مئات الكيلوغرامات” من المتفجرات قد استخدمت لتخريب خطوط أنابيب الغاز الروسية المملوكة لشركة “غازبروم” الروسية التابعة للدولة.
وقالت “نيويورك تايمز” إن الدول الثلاث ترفض نشر مزيد من المعلومات عما توصلت إليها تحقيقاتها، مشيرة إلى أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة، والقتال الطاحن في أوكرانيا والحرب الاقتصادية بين موسكو والغرب؛ عوامل أدت إلى زيادة الحذر فيما يتعلق بالكشف عن نتائج التحقيقات.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن جينس كريستوفرسن، القائد في البحرية الدانماركية والمحلل العسكري في مركز الدراسات العسكرية بجامعة كوبنهاغن، قوله إن التحقيقات “ما زالت تجري بكثير من السرية، والسبب ببساطة هو أن عليهم يكونوا متأكدين تماما. عندما يتوصلون إلى نتائج، فإنها يجب أن تستند إلى حقائق صلبة وليس مجرد تكهنات”.
وأعرب كريستوفرسن عن اعتقاده بأن المحققين لن يكشفوا عما توصلوا إليه ما لم تكن لديهم أدلة دامغة، لأن إعلان نتائج غير نهائية أو غير منسقة “قد يؤدي إلى ردود فعل لن تكون مفيدة في الوقت الحالي”، وفق تعبيره.
واشتكى مسؤولون روس من منعهم من التحقيق في الأماكن التي وقعت فيها الانفجارات. واتهم المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الأوروبيين بإجراء التحقيقات بطريقة سرية من دون إشراك موسكو، وفق تقرير نيويورك تايمز.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن رويترز نقلت عن بيسكوف قوله “وفقًا لتصريحات نسمعها من ألمانيا وفرنسا والدانمارك، أجريت هذه التحقيقات في المقام الأول لإلقاء اللوم على روسيا”.
وكان وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست قد قال إن منطقة تسرب الغاز في “نورد ستريم” أصبحت مسرح جريمة سويديا “يخضع للتحقيقات كما تدير الدانمارك مسرح جريمة دانماركيا”.
وأضاف في إفادة صحفية “هذه هي المسألة الأساسية، نحن عادة لا نشرك قوى أجنبية في تحقيقاتنا الجنائية، هذا هو النهج الأساسي، الأمر غير مطروح للنقاش”.
كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من الشهر الجاري، بأن بلادها ستصرّ على إجراء “تحقيق شامل ومفتوح” بمشاركة مسؤولين روس وشركة “غازبروم”. وأضافت “عدم السماح للشركة المالكة بالمشاركة في التحقيق يعني أن هناك شيئا يُراد إخفاؤه عنها”.