تساءلت صحيفة فزغلياد الروسية -في تقرير لها عن الدول التي من المحتمل أن تعترف بحدود روسيا الجديدة- مجيبة بأن عددها لن يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وعلى العموم فإن هذا الاعتراف ليس مهما.
وأوضح التقرير أن سوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من المرجح أن تعترف بالحدود الجديدة، لكن بقية دول العالم، بما فيها أقرب الحلفاء لروسيا مثل بيلاروسيا، لن تعترف.
ويرى أن الاعتراف وعدم الاعتراف من هذا النوع مشكلة قانونية بحتة، ولا علاقة له بالأمر الواقع، فقد خاضت أرمينيا حربا مرتين من أجل كرباخ مع أذربيجان وانتصرت مرة واحدة، لكنها لم تعترف باستقلالها لا في ذلك الوقت ولا الآن، وتهدد الولايات المتحدة الصين بالتدخل العسكري في حالة التعدي على تايوان، لكنها تعترف بتايوان كجزء من جمهورية الصين الشعبية.
وأورد تقرير فزغلياد كثيرا من الحالات في العالم ليؤكد ما ذهب إليه من الاختلاف بين الاعتراف باعتباره أمرا قانونيا أو أمرا واقعا.
وخلص التقرير إلى أنه، وبشكل عام، يفكر الجميع أولا وقبل كل شيء في نفسه، حيث إن الفكرة الأساسية لجميع الدول تقريبا هي حماية سلامتها الإقليمية من الانفصاليين الداخليين والتعدي الخارجي، ولهذا فهم لا يريدون أن يشجعوا في حالات الآخرين على ما يخشون من المعاناة منه بأنفسهم.
ولم تعد الولايات المتحدة تخاف من مثل هذه الاعتبارات -كما يقول التقرير- وبالتالي فهي تشارك عن طيب خاطر في تجارب تقسيم الدول الأخرى، سواء أكان ذلك يوغسلافيا أو سوريا، حيث إنها تتعامل بمبدأ إذا كررت سياستك مع غيرك فلن يعتدي عليك أحد.
ويبين تقرير فزغلياد أنه حتى في حالة الولايات المتحدة، فإن مسألة الاعتراف الرسمي أو عدم الاعتراف ليست مهمة لدرجة أنهم يجبرون إسبانيا الموالية لهم (حيث يخشون خسارة كتالونيا والباسك) أو رومانيا المتعصبة (والذين يخشون من انفصال ترانسلفانيا) للاعتراف بكوسوفو مثلا.
ويلفت إلى أن موسكو ستظل هادئة تجاه حلفائها إذا لم يقدموا أي اعتراف رسمي بحدودها الجديدة، حيث إنه من المهم للروس أن يتم الاعتراف بها بحكم الأمر الواقع، أي لا تصل إليها القوات الأجنبية، ويمكن للاعتراف القانوني أن ينتظر.
ويشير التقرير إلى أن روسيا تتوقع من شركائها أن يضمنوا لها عدم تدخلهم ومساعدة أعدائها في كييف أو واشنطن. وفي الوقت نفسه، فهم ليسوا مطالبين باعتراف قد يجلب عليهم المشاكل، مثل العقوبات الأميركية لمجرد أن الكرملين بحاجة لنوع من الاحترام الخارجي “ففي النهاية، روسيا واثقة تماما من قدراتها”.
ويوضح أن الاستفتاءات التي جرت ليست من أجل أميركا أو الصين أو حتى حكومة كييف، ولكنها بمثابة “محادثة” بين موسكو ومواطنين جدد حول المستقبل المشترك، مبينا أنه غالبا ما تسمح الإمبراطوريات القوية حقا لنفسها بالقيام بذلك، بما في ذلك الإمبراطورية الأميركية. غير أن الفارق، بحسب التقرير، أن مناطق دونباس وزاباروجيا وخيرسون ليست مستعمرات، ولكنها جزء من روسيا التاريخية.