شنت الصين، يوم السبت، مناورات عسكرية استمرت 3 أيام حول تايوان بهدف تخويف سلطاتها بعد وقت قصير من اجتماع بين رئيسة هذه الجزيرة ومسؤول أميركي كبير أثار غضب بكين، ولتوضيح ملابسات هذه العملية التي أطلقت عليها الصين “السيف المشترك” طرحت مجلة لوبس الفرنسية L’Obs الأسئلة الخمسة التالية:
حذر المتحدث باسم الجيش الصيني، شي يي، من أن بلاده نشرت سفنا وطائرات مقاتلة وصواريخ في جميع المناطق المحيطة بتايوان، موضحا أن الهدف من ذلك (توجيه رسالة) لكل من يسعى لاستقلال هذه الجزيرة.
وتشمل المناورات تسيير دوريات و”محاكاة ضربات دقيقة مشتركة ضد أهداف رئيسية” في محاولة “إيجاد ردع وتطويق كامل” لتايوان، وفقا لما ذكرته هيئة “سي سي تي في” (CCTV) الإذاعية الحكومية الصينية.
وتم حشد “عشرات” الطائرات المقاتلة من طراز “جيه-18″ (J-18) و”جيه-10 سي” (J-10C) للعملية إلى جانب طائرات مضادة للغواصات. وذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أن بكين نشرت أيضًا أنظمة إطلاق صواريخ “بي إتش إل-191” (PHL-191) وصواريخ أرضية مضادة للسفن من طراز “واي جيه-12بي” (YJ-12B).
تعتبر الصين تايوان (23 مليون نسمة) مقاطعة مارقة لم تنجح بعد في إعادتها إلى الوطن الأم، وذلك منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
وتعارض بكين أي اتصال رسمي بين تايبيه والحكومات الأجنبية بموجب “مبدأ الصين الواحدة”. ويشمل ذلك اجتماع الأربعاء في كاليفورنيا بين الزعيمة التايوانية تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، والذي على أثره وعدت بكين بالرد بإجراءات “حازمة وقوية”.
ويقول جا ايان تشونغ، الأستاذ المساعد بالعلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المناورات العسكرية الصينية جزء من حملة أوسع نطاقا من “الضغط على تايوان”. ويرى أن هذه الاجتماعات “رفيعة المستوى” تسمح لبكين بإلقاء “اللوم على تايبيه أو واشنطن أو كليهما”.
انتظرت الصين عودة رئيسة وزراء الجزيرة إلى تايوان لبدء “السيف المشترك”.
وقد أشار جيمس شار، الخبير العسكري الصيني بجامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة، إلى أن بكين انتظرت أيضًا “انتهاء” زيارة الدولة التي كان يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبدء التدريبات، ويعتقد أن الصين تحاول “توطيد” علاقاتها مع أوروبا، لكن العملية العسكرية ضد تايوان “ستضر بهذا الانفتاح الدبلوماسي”.
رداً على زيارة تساي، أعلنت بكين أنها ستمنع سفير تايبيه الفعلي لدى الولايات المتحدة، هسياو بي-خيم، من دخول الصين واتهمته بـ “التحريض عمداً على المواجهة” في مضيق تايوان.
كما تم إلغاء حقوق معهد هودسون الفكرية، وكذلك مكتبة رونالد ريغان الرئاسية، في التعامل مع الكيانات الصينية.
تذكرنا هذه التدريبات بما تم إجراؤه في أغسطس/آب 2022 ردًا على وصول رئيسة مجلس النواب الأميركي -آنذاك- الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، والتي خلفها في المنصب مكارثي.
وقد أجرت بكين تدريبات بالذخيرة الحية على بعد 10 كيلومترات من الساحل التايواني، خلال حملة تطويق مماثلة استمرت أسبوعا. كما أوقفت السلطات الصينية واردات الفاكهة والأسماك من الجزيرة.
هذه المرة، أعلنت الصين عن تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من ساحل فوجيان (شرق) المقاطعة التي تواجه تايوان.
ومع ذلك، يبدو أن “السيف المشترك” “ليس على نفس النطاق الذي رأيناه خلال زيارة بيلوسي” كما يقول مانوج كيوالراماني الخبير في الشؤون الصينية بمعهد تاكاشيلا في بنغالور. ويعزو ذلك إلى الرمزية الخاصة لزيارة بيلوسي إلى تايوان التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.