منى الكرد تروي قصتها مع الإعلام البديل وتؤكد قوة المقاومة الإلكترونية
الدوحة – ذاع صيت الناشطة الفلسطينية منى الكرد، وتحولت إلى صوت شبابي مؤثر، حين أطلقتْ حملة على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي لنصرة ودعم حي الشيخ جراح إبان تعرض سكانه لمحاولات تهجير قسري واستيلاء على المنازل، إذ تفاعل معها عشرات الآلاف وبلغ عدد متابعيها على إنستغرام فقط مليونا ونصف مليون مستخدم.
وبحديث مترع بالحماسة والشجن والثقة بنصرة القضية الفلسطينية، بدأت منى الكرد رواية حكايتها، خلال جلسة قصصية نظمتها مؤسسة قطر، مساء أمس الاثنين، ضمن معرض “جووولز” بالمؤسسة والذي يحكي تجارب الناس وقصص مشاركتهم في بطولة كأس العالم 2002 في قطر.
وتنظم مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تسلط الضوء على الثقافة الفلسطينية، وتروي قصصا ملهمة عن فلسطين.
وتهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز الثقافة الفلسطينية، ودعمها، وإيصال أصوات الفلسطينيين إلى العالم، عبر أنشطة متنوعة تشمل الجلسات القصصية والأمسيات الشعرية والعروض الفنية.
وأشارت الكرد في الجلسة إلى تجربة نقل أحداث الشيخ جراح إلى الشعوب العربية من خلال نشر القصص الشخصية لأهالي الحي، موضحة أنها كانت تشاهد ما ينشر عبر وسائل الإعلام من الصحفيين عن القضية، ولكنها كانت دائما تشعر بأن الخبر غير مكتمل بسبب الأيديولوجيات والسياسات الإعلامية.
كما روت قصتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أخيها التوأم محمد الكرد، وكيف تمكنا معا من جذب أنظار العالم إلى ضمّ المستوطنين غير القانوني لمنازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.
وأوضحت أن قضية حي الشيخ جراح عمرها أكثر من 50 عامًا في محاكم دولة الاحتلال، بين مستوطنين إسرائيليين وفلسطينيين انتُزعت منهم ممتلكاتهم، لكن الناس لم يعرفوا عن هذه القضية من كثب إلا قبل سنة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إذ شرعت هي وآخرون من الشباب الفلسطيني في تبنّي خطاب مختلف، والتركيز على القصص الشخصية التي نشرت المأساة على نطاق أوسع.
حظر وتضييق
وقالت -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت إسهاما كبيرا في تغيير الصياغة الخبرية وإيصال الحقيقة إلى العالم حول ما يحدث في فلسطين، حيث الغالبية العظمى من وسائل الإعلام العالمية تتجاهل ذكر ألفاظ ومصطلحات بعينها مثل “شهيد” أو “عدوان” وغيرهما.
ولفتت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى وسائل المقاومة الفلسطينية التي حاول الاحتلال قمعها، تماما كما يُقمع بعض الشباب ويتعرضون للضرب والسحل، وإغلاق الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، والمنع من الظهور في بث مباشر، وصولًا إلى تقطيع بعض الكلمات إذ لا يمكن أن تُكتب كاملة على هذه المنصات.
وتابعت الكرد أن المقاومة الإلكترونية لا تقل أهمية عن المقاومة الميدانية وتتكامل معها، من حيث نشر الوعي بالقضية وإيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم وأنهم أصحاب قضية وحقوق يجب أن تسترد.
الإعلام البديل
وأشارت الكرد إلى أنه من خلال الإعلام البديل أو منصات التواصل الاجتماعي يمكن التعبير عن الحقيقة كما هي من دون تغيير لتصل إلى العالم بلا لبس أو تحريف، وضربت مثلًا بما يحدث في كأس العالم 2022 بقطر، حيث لم تخل المدرجات من العلم الفلسطيني وذلك يؤكد أن فلسطين حاضرة في قلوب العرب، وهو الأمر الذي يعني كثيرًا للفلسطينيين الذين يُحرمون من رفع العلم في القدس أو الداخل المحتل ومن يفعل ذلك يتعرض للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
أهمية الإرث المحكي
وفي الجلسة تحدثت الكرد عن أهمية الإرث المحكي عن فلسطين الذي يتجسد في القصص والروايات والشعر، وعن تجربتها الشخصية مع أسرتها التي غرست فيها روح المقاومة من خلال الأدب.
كانت والدة الكرد تحب كتابة القصص والخواطر والشعر، كما أن والدها قارئ نهم للكتب، وهو ما ترك أعمق الأثر في نشأتها ومساعدتها في ربط الماضي بالحاضر، خاصة في حضور شعر تميم البرغوثي ومحمود درويش، ونثر غسان كنفاني، والأغاني الفلسطينية القديمة والحديثة على حد سواء.
إيصال الواقع الفلسطيني إلى العالم
من جهتها، قالت عائشة المضاحكة مديرة المبادرات الإستراتيجية وتطوير الأعمال بمؤسسة قطر -للجزيرة نت- إن من ضمن النشاطات التي تنظمها المؤسسة خلال كأس العالم فعاليات مخصصة لفلسطين، تبرز الواقع الفلسطيني في الشعر والقصة، وتشجع المواهب في مجالات إبداعية أخرى.
وأضافت المضاحكة أن الفعاليات تتضمن أيضا مهرجان دريشة للفنون الأدائية 2022 الذي سيقام بتاريخ 11-17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يقدم مواهب مختلفة، منها فرقة بنات القدس ودلال أبو آمنة، بالإضافة إلى أمسية شعرية في حب العالم العربي وحب فلسطين، وذلك في حديقة الأكسجين وبيت آل خاطر بالمدينة التعليمية، احتفاء بالإبداع والثقافة العربية.