نقلت قناة مصرية عن مصدر رفيع قوله إن مصر لن تقبل أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، فيما كشف مسؤول أميركي عن جانب من تطورات المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد جولة القاهرة أمس الأحد.
وأوردت وكالة رويترز مساء اليوم الاثنين أن قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة نقلت عن مصدر رفيع قوله إن مصر “جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا”، اللذين احتلهما الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي ضمن حربه على قطاع غزة.
وأضاف المصدر أن “مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة بما يتوافق مع أمنها القومي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري “يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة”.
ويأتي هذا بعدما غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفريق التفاوض الإسرائيلي العاصمة المصرية القاهرة أمس الأحد بعد سلسلة اجتماعات مع الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن مفاوضات المجموعات التقنية بشأن المقترح مستمرة هذه الليلة في القاهرة، ومن المتوقع أن تتواصل أيضا غدا الثلاثاء.
وذكرت الصحيفة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز -الذي شارك في محادثات القاهرة- طلب من المفاوضين “التكتم وتقليل التصريحات” بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن هناك احتمالا ضئيلا أن تقود محادثات القاهرة إلى تقدم في المفاوضات.
وأضافت أن التفويض الممنوح من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوفد الإسرائيلي لا يتيح التوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا.
وأشار مراسل الهيئة إلى أن وفدا تقنيا إسرائيليا ما زال موجودا في القاهرة لمواصلة المفاوضات وتقليص الفجوات.
في تلك الأثناء، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي مطلع على محادثات القاهرة قوله إن المفاوضات حققت تقدما، لكن هذا التقدم “لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب”.
وأضاف المسؤول أن نقاط الخلاف الباقية كبيرة، لكن ينظر إليها باعتبارها قابلة للحل، حسب تعبيره.
وأوضح المصدر نفسه أن المقترح الحالي يدعو لانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في قطاع غزة، وأن النقاش الدائر حاليا يركز على تحديد أجزاء محور فيلادلفيا التي تعد عالية الكثافة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في أجزاء المحور التي لا تعد عالية الكثافة في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقد بيّنت حركة حماس أن وفدها الذي غادر القاهرة أمس، طالب بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/تموز الماضي، المبني على ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان، في تصريحات لقناة الأقصى أمس الأحد، إن الاحتلال وضع شروطا جديدة لقبول الاتفاق وتراجع عما وافق عليه مسبقا.
ورأى حمدان أن الإدارة الأميركية -التي دفعت بمقترح جديد “لسد الفجوات” منتصف الشهر الجاري- تشيع أملا كاذبا بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية.
وتتمسك حماس بموقفها الملتزم بمقترح وقف إطلاق النار وفق الصيغة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار، والتي أبلغت الوسطاء بموافقتها عليها في 2 يوليو/تموز.
وينص المقترح على هدنة مدتها 6 أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وإطلاق أسرى إسرائيليين لدى المقاومة، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.