نقاط ضعف تهدد أحلام التتويج.. عيوب ومشاكل المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم
مع قرب انطلاق النسخة رقم 22 لكأس العالم لكرة القدم، تتجه الأنظار نحو المنتخبات الكبيرة التي تبدو مرشحة دائما للمنافسة على التتويج بالبطولة التي ستقام للمرة الأولى في المنطقة العربية، وتحديدا في دولة قطر.
وفي الوقت الذي تعاني غالبية المنتخبات المشاركة الشهيرة من ندرة المواهب والنجوم، ولا تحلم بالذهاب بعيدا في المنافسة، فإن منتخبات الصف الأول تعاني بطريقة مختلفة، ويتحول كثرة النجوم إلى صداع في رؤوس مدربيها الذين يتعين عليهم اختيار 26 لاعبا قبل يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وبحسب شبكة “إي إس بي إن” (ESPN) الأميركية، فإن هذا التحدي الذي يصاحب كرة القدم الدولية يجعل جميع المنتخبات المشاركة، بما في ذلك المرشحون التسعة لرفع الكأس في قطر، لا تخلو من عيوب.
وفيما يلي المشاكل التي يعاني منها كل واحد من المنتخبات التسعة بترتيب تصاعدي حسب احتمال الفوز.
هولندا بلا مهاجمين
بعد خسارته المحرجة أمام التشيك في ثمن نهائي “يورو 2020” وبعد أن حلّ المدرب لويس فان غال محل فرانك دي بوير، لم تخسر الطواحين الهولندية أي مباراة نظرا لأن لديهم ثالث أفضل فارق في “الأهداف المتوقعة” بين جميع الفرق.
نظريا لا يبدو أن منتخب هولندا سيواجه أي صعوبة في مرحلة المجموعات، وفي ثمن النهائي سيكون على موعد إما مع إنجلترا أو الولايات المتحدة أو ويلز أو إيران.
إذن، أين المشكلة؟ في الماضي، كانت مشكلة الهولنديين وجود عدد كبير من المهاجمين، أما الآن فهم يعتمدون بشكل كبير على ممفيس ديباي الذي تألق منذ تولي فان غال المهمة، حيث سجل 13 هدفا وساعد في صناعة 5 أخرى في 11 مباراة.
لكن مع عدم توفر بدائل مناسبة من ناحية، وندرة مشاركته مع فريقه برشلونة، تحوم الشكوك حول قدرة ديباي على حمل منتخب “الطواحين” على كتفيه للذهاب بعيدا في المونديال القطري.
الدفاع نقطة ضعف بلجيكا
ربما تكون فكرة أن “الدفاع صانع البطولات” مألوفة في أي رياضة تقريبا وهذا ينطبق على كأس العالم أيضا، لكن “فوز الفرق الدفاعية لا يعني أن اللعب الدفاعي يزيد من فرص الفوز” وهذا ما ينطبق على منتخب بلجيكا.
كل المرشحين التسعة خاضوا ما بين 11 و13 مباراة تنافسية منذ الصيف الماضي، وبينما تلقت بلجيكا معدل 1.2 هدف متوقع في المباراة الواحدة، كان الثمانية الآخرون أدنى من 0.9. وبينما سمحت بـ 19.2 لمسة في منطقة الجزاء، لم يسمح أي من الثمانية الآخرين بأكثر من 14.1.
كذلك يفتقد منتخب “الشياطين الحمر” إلى القدرة على الضغط على منافسيه بحيث يضعف دفاعهم، لأنهم يدفعون الكثير من اللاعبين إلى الأمام. ووحدها فرنسا لديها معدل ضغط أقل من بلجيكا، وربما يرجع ذلك إلى تقدم معظم مدافعي بلجيكا في السن.
معضلة رونالدو تهدد البرتغال
يمتلك منتخب البرتغال كتيبة من النجوم في معظم المراكز، وقد يكون “برازيل أوروبا” في موقع أفضل من أي منتخب آخر بعد فرنسا وربما إنجلترا، ذلك أن في تشكيلته لاعبا واحدا على الأقل يلعب مع أحد أفضل الفرق بالعالم في كل مركز تقريبا.
وقد درّب فرناندو سانتوس البرتغال 8 سنوات وقادهم بالفعل إلى أول لقب دولي، ولكن يبدو أنه لا يملك القوة أو الدعم الداخلي لوضع النجم كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء إن لزم الأمر.
يعاني رونالدو حاليا من قلة المشاركة مع فريقه مانشستر يونايتد، بينما ومنذ منذ بطولة أوروبا الصيف الأخير، لعب دقائق تنافسية للبرتغال أكثر من أي لاعب آخر، بما في ذلك حراس المرمى.
ألمانيا تفشل أمام الكبار
في نهائيات كأس العالم الماضية 2018، حاول منتخب ألمانيا اللعب بطريقة الضغط المتقدم وامتلاك الكرة أكثر من منافسيه، لكن لاعبي “المانشافت” تداعوا عندما فقدوا الكرة ولم يتمكنوا من استعادتها على الفور، لتودع ألمانيا البطولة بطريقة مهينة.
أما في بطولة أوروبا فتحول الألمان إلى اللعب بثلاثة في الخلف لإيجاد بعض الصلابة وحققوا نتائج أفضل قليلا، إذ خسروا في دور المجموعات أمام فرنسا وفازوا على البرتغال وتعادلوا مع المجر، قبل أن يسقط “المانشافت” أمام إنجلترا في ثمن النهائي.
بعد البطولة، رحل المدرب يواكيم لوف، وحل بدلا منه مساعده السابق هانسي فليك الذي يفضّل طريقة لعب 4-2-3-1 المحفوفة بالمخاطر، مما جعل ألمانيا تضغط بقوة أكبر من الفرق الثمانية الأخرى المرشحة وتفوز بالحيازة في المركز الثالث الهجومي كثيرا من الأحيان.
هذا التجديد أضفى أفضل فارق في “الأهداف المتوقعة” بين كل هذه الفرق، لكن أمام المنتخبات الأقوى تظهر العيوب، وبدا ذلك واضحا في مباريات ألمانيا الست بدوري الأمم ضد إيطاليا وإنجلترا والمجر.
إسبانيا تعاني من البطء
يعتمد لويس إنريكي مدرب منتخب إسبانيا على طريقة الاستحواذ، لكن ما يعيب تلك الطريقة هو البطء الواضح في نقل الكرة.
خلال المشاركة بمونديال 2018، لعب “الماتادور” بنفس طريقة إنريكي، ورغم الاستحواذ الكامل على الكرة، كان بالكاد يصنع فرصا للتسجيل، وودع البطولة أمام منتخب روسيا صاحب الأرض، وطبق نفس الطريقة في بطولة أوروبا الماضية أمام إيطاليا.
ورغم أن المنتخب الإسباني لم يخض أي مباريات سيئة بشكل واضح منذ بطولة أوروبا مع إنريكي، فإنه لم يحقق أي فوز مميّز أيضا، باستثناء انتصاره الأخير على أرض البرتغال بدوري الأمم.
الأرجنتين والخوف من الضغط
قبل كل نسخة سابقة لكأس العالم شارك فيها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كانت الضغوط على كاهل اللاعب الأفضل في العالم 7 مرات تصل إلى ذروتها، لتكون النتيجة نهاية الأمر فشلا جديدا في التتويج.
في مونديال قطر يبدو الأمر مختلفا نسبيا، وقد أزاح ميسي من على كاهله عبء أنه “لن يفوز بأي شيء مع المنتخب الوطني” بعد التتويج بكأس كوبا أميركا.
ومع بلوغه 35 عاما، أصبح ميسي لاعب تمرير أكثر إبداعا من كونه هدّافا، ويبدو أن المدرب ليونيل سكالوني قد وافق على ذلك حيث أحاطه بمجموعة من لاعبي خط الوسط الشباب والمهاجمين الذين يمكن لقائد الفريق أن ينتقيهم بتمريراته الدقيقة.
في المقابل، ومن بين المرشحين التسعة المفترضين للتتويج بكأس العالم 2022، يمتلك منتخب التانغو أقل فارق بين لمسات منطقة الجزاء لصالحه وضده، كون طريقة اللعب تعتمد على البحث عن المساحات التي تأتي مع الانتقال وكل الزوايا التي تفتحها لميسي، ولكن هل سيتمكن الدفاع من التعامل مع هذا الضغط المتزايد؟ مع بلوغ نيكولاس أوتاميندي 34 عاما، ولعبه دقائق أكثر تنافسية من أي لاعب أرجنتيني آخر منذ الصيف الماضي.
المدرب مشكلة إنجلترا
يمتلك منتخب إنجلترا (مهد كرة القدم) الكثير من اللاعبين المميزين، لكن يبدو أن المدرب غاريث ساوثغيت لا يُحسن الاستفادة منهم على النحو الأمثل، واختار دائما استقرار أداء فريق “الأسود/اللبؤات الثلاث” وعدم المخاطرة بدلا من رفع سقف التوقعات والإمكانات.
فبدلا من محاولة إيجاد طريقة لتلائم تمرير ترينت ألكساندر-أرنولد، اختار عدم بذل الكثير من الجهد، ولم يحاول الاستفادة كثيرا من فيكايو توموري الذي كان أحد أفضل لاعبي قلب الدفاع في العالم لنادي إيه سي ميلان خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من امتلاكه الكثير من المواهب الهجومية تحت تصرفه، فقد اختار نظاما يضحي بأحد الأدوار الهجومية التقليدية مما أعطى مساحة أقل لأفضل لاعبيه.
فرنسا.. إصابات وخلافات
رغم امتلاكه عناصر الفريق الأكثر موهبة في كأس العالم، فإن كثرة الاختلافات داخل منتخب فرنسا قد تفقده لقبه.
بوجود كريم بنزيمة الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية مؤخرا، بالإضافة إلى كليان مبابي وعثمان ديمبلي، وغيرهم الكثير، يمتلك منتخب “الديوك” أيضا قائمة مميزة من اللاعبين بمختلف المراكز.
لكن الفريق لا يبدو في أحسن حالاته قبل كأس العالم 2022، خصوصا مع نزاع مبابي مع اتحاد الكرة المحلي ورئيسه بسبب حقوق الصور، والإصابات التي لحقت بعدد من الأسماء الوازنة أبرزهم بول بوغبا ونغولو كانتي.
البرازيل بدون أظهر
منذ التعاقد مع تيتي عام 2016، كان منتخب البرازيل الفريق الأكثر امتاعا، حيث لعب 75 مباراة، وفاز في 56 منها، مقابل 5 هزائم و14 تعادلا، مع وجود عدد كبير من المهاجمين الذين يجد المدرب صعوبة كبيرة في اختيار العدد المطلوب منهم.
لكن ثمة مراكز مؤثرة تفتقد إلى النجوم، خصوصا على مستوى الظهيرين، ويبدو أنه لم يحن بعد وقت العثور على خليفة للثنائي داني ألفيس ومارسيلو.
“السامبا” الآن هو المرشح للفوز بكل شيء قبل أيام من انطلاق أولى مباريات كأس العالم، لكن مثل أي منتخب آخر في هذه القائمة فإنهم لم يقتربوا من الكمال.