نيويورك تايمز: حياة السوريين اللاجئين بتركيا تتحطم مرة ثانية وثالثة
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية إن السوريين عانوا من الموت والدمار بلا هوادة خلال “الحرب الأهلية” التي استمرت 12 عاما في بلادهم، لكن البعض منهم يقول إن زلزال الاثنين الماضي كان أسوأ من أي شيء آخر تعرضوا له في حياتهم.
وأوردت الصحيفة في تقرير لها من أنطاكيا بتركيا أن “الحرب الأهلية” في سوريا ثم البطالة، أجبرت كثيرا من السوريين على الفرار مرتين والتعرض لفقدان مساكنهم وممتلكاتهم أكثر من مرة، وجاء الزلزال ليشردهم للمرة الثالثة.
والتقت مراسلة الصحيفة رجاء عبد الرحيم بالعديد من الأسر الناجية من الزلزال وهي تبحث عن أي سقف يأويها، أو حيطان المباني المتهالكة والتي لا تزال قائمة جزئيا أو كهوف الجبال أو أي مكان آخر، كي يتمكنوا من مواجهة الأمطار والرياح الباردة.
لا مكان آمن يفرون إليه
ونقلت عن واحدة من هؤلاء الضحايا واسمها دلال المصري (55 عاما)، قولها “عندما كنا نعيش في الحرب، كنا نفر إلى منطقة أخرى ونشعر بأمان أكبر. لكننا هنا، عقب الزلزال، لا نشعر أن هناك مكانا آمنا نذهب إليه”.
وقالت أيضا إن كثيرا من الأشخاص والأسر يعانون من هذه الأوضاع شديدة الصعوبة وقد فقدوا أعزاء لهم جراء الزلزال، أو ينتظرون معرفة مصير أقارب تحت الأنقاض.
وقال التقرير إن الزلزال بالنسبة للسوريين اللاجئين وأولئك الذين ما زالوا يعيشون في الوطن، كان بمثابة كارثة داخل كارثة. وقال البعض إن الدمار الشامل الذي أحدثه الزلزال كان أسوأ بكثير من أي شيء رأوه خلال أكثر من عقد من الحرب.
تهديدات بالطرد
وأشار إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا وجدوا في البداية ترحيبا واسعا، وكانت لديهم فرص لائقة نسبيا لكسب حياة جيدة وسبل عيش جديدة، لكن وبمرور الوقت، أصبحوا يواجهون تمييزا وضغوطا متزايدة للعودة إلى ديارهم، خاصة في السنوات الأخيرة حيث تعرض الاقتصاد التركي لتراجع حاد. والآن أشعلت الأزمة الإنسانية الهائلة الناجمة عن الزلزال حدة التوترات من جديد.
وشكا العديد من اللاجئين السوريين لمراسلة الصحيفة من تهديد الأتراك لهم بالطرد، وتوجيه اتهامات لهم بنهب الجثث أو نزع المجوهرات منها.
علاقة معقدة
وشهدت المراسلة امرأة تركية تُسمى تولين كوزيري تبلغ من العمر 62 عاما وهي تقول، دون أن تستطيع السيطرة على نفسها ” لا أريد مهاجرين سوريين في أنطاكيا بعد الآن. بدلا من دفع ضرائبنا للشعب السوري، نريد من فرق الإنقاذ أن يعتنوا بالأتراك فقط”.
ومع ذلك، قال التقرير إن العلاقة بين الأتراك واللاجئين السوريين أكثر تعقيدا بكثير من الخوف واللوم والاستياء. ففي أنطاكيا وغيرها من المناطق المتضررة، قالت بعض العائلات السورية إن العائلات التركية تشاركت معهم المأوى والطعام. وقال آخرون إن عمليات الإنقاذ والإغاثة التي تديرها الحكومة لم تميز بين الأتراك والسوريين.