بينكاس: الفجوة بين الطرفين في إسرائيل حقيقية وتتسع وهي غير قابلة للجسر (رويترز)

بينكاس: الفجوة بين الطرفين في إسرائيل حقيقية وتتسع وهي غير قابلة للجسر (رويترز)

نشرت صحيفة هآرتس مقالة لدبلوماسي إسرائيلي سابق قال فيها إن إسرائيل، في الذكرى السنوية لقيامها هذا العام، وجدت نفسها منقسمة إلى دولتين متعارضتين، وقد يؤدي التقاء “كارثة” طوفان الأقصى وذكرى التأسيس، إلى إضعاف النقاش السياسي حول هذا الانقسام لفترة من الوقت، لكن ذلك لن يخفي الواقع.

ويوضح الكاتب ألون بينكاس، الدبلوماسي السابق الذي شغل منصب القنصل العام لإسرائيل في نيويورك ومستشار السياسة الخارجية للعديد من وزراء الخارجية ورؤساء الوزراء الإسرائيليين، في مقالته، أن هناك دولتين: إسرائيل و”يهودا -الأراضي المحتلة”، برؤى متناقضة لما يجب أن تكون عليه “الأمة اليهودية”.

 

وأضاف أن هذه الحقيقة هي “الفيل في الغرفة” الذي لا يرغب أي أحد في رؤيته.

إسرائيل و”يهودا”

واستمر يقول إن هناك إسرائيل الدولة عالية التقنية، العلمانية، التي تتطلع إلى خلق علاقات خارجية، والتي لا تخلو من العيوب، ولكنها ليبرالية؛ وهناك مملكة “يهودا”، اليهودية الدينية المتعصبة، القومية المتطرفة ذات الميول المسيانية المعادية للديمقراطية، والتي تشجع العزلة.

وقال إنه ولسنوات، كان هناك انقسام بين إسرائيل و”الأراضي المحتلة”، والآن، استولت الأراضي المحتلة على الحكومة في القدس تحت وصاية “الملك” بنيامين نتنياهو.

ووصف بينكاس الذكرى السنوية لقيام إسرائيل هذا العام بأنها الأكثر حزنا وكآبة وشعورا بالعزلة، مضيفا أن في هذا اليوم اعتادت إسرائيل أن تسلط الضوء على إنجازاتها الرئيسية، لكنها الآن تنكفئ إلى الداخل لتتأمل حالها، وهي يائسة، غاضبة ومدمرة بسبب “كارثة” 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الاحتلال لوّث إسرائيل

واستمر يقول إن إسرائيل تعيش منذ 57 عاما، منذ يونيو/حزيران 1967 في حلقة متكررة من حرب الأيام الستة، وهذا الواقع، الذي أطلق عليه في عام 1970 “فترة زمنية طويلة”، أصبح سمة دائمة للنظام البيئي السياسي والجيوسياسي لإسرائيل.

ويضيف أنه مع ذلك، فإن الاحتلال ليس هو “الفيل في الغرفة”، على الرغم من ميل الإسرائيليين إلى تجنب الحديث عن ذلك أو تجنبهم بذل مجهود جدي لحل الوضع الشاذ للاحتلال. وبدلا من ذلك، يقول الكاتب، أثر هذا الواقع على إسرائيل، ولوثها وجعلها تتدهور لدرجة أنها أصبحت منقسمة، بحكم الأمر، الواقع إلى دولتين متعارضتين.

وأكد أن النظام القانوني والجيش والبيروقراطية والخصائص الثقافية العامة والسمات الوطنية لا تزال سليمة ظاهريا في إسرائيل، لكن في الجوهر، هناك حرب أهلية مستعرة.

 

ويوضح أن نظام القيم السياسية منقسم بشكل صارخ، ولا يوجد ما يوحد بين الجانبين إلا خيط مشترك يضعف باستمرار وهو “نحن نحارب العرب أو إيران من أجل وجودنا”، لكن “هذا تعريف سلبي للهوية الوطنية”: عدو مشترك وتهديد، “وما يوحدنا من حيث نوع المجتمع والبلد الذي نريد أن نكون، شحيح للغاية”.

 

الفجوة غير قابلة للجسر

وقال إن هناك العديد من الحروب الأهلية في التاريخ والتي غيّرت بشكل مؤقت أو دائم مسار مجتمعات وبلدان شهيرة. ثم أورد تعريفا، وصفه بالبسيط للحرب الأهلية: “هي حرب تخوضها مجموعتان (أو أكثر) منظمتان سياسيا داخل نفس المجتمع أو هيكل الدولة. وهي تختلف بطبيعة الحال في السياق والأسباب: الأيديولوجية، وطبيعة السياسة، وأنظمة القيم الثقافية المتناقضة أو الاقتصادية”.

وأضاف أن الفجوة بين الطرفين في إسرائيل حقيقية وأنها تتسع لتصبح غير قابلة للجسر، قائلا إن إسرائيل و”يهودا” لا تشتركان في تصور أو فكرة عن دولة يهودية”.

ويشير إلى أن اليهود، الذين نجح نتنياهو في دمجهم في كتلة انتخابية تتألف من اليمين واليمين المتطرف والمتدينين الأرثوذكس المتطرفين وأتباعه، ليسوا أغلبية، لكنهم في السلطة، ويزعمون حاليا أن “تل أبيب فقاعة” وغرفة صدى منفصلة عن “إسرائيل الحقيقية”.

وقال إذا كانت “يهودا” تقول إنها هي “إسرائيل الحقيقية”، فإنها لم تعد إسرائيل التي أنشأتها المؤسسة الصهيونية.

 
المصدر : هآرتس

About Post Author