خبراء يقولون إن التوتر بين القوى الكبرى ينذر بسباق تسلح عالمي ( أسوشيتيد برس )

خبراء يقولون إن التوتر بين القوى الكبرى ينذر بسباق تسلح عالمي ( أسوشيتيد برس )

بينما يسود التوتر بين القوى الكبرى وتغيب لغة التفاوض حول القضايا الخلافية، تظهر ملامح سباق تسلح عالمي خاصة بين الولايات المتحدة التي كشفت عن قاذفة شبح جديدة، وروسيا التي أعلنت عن نجاح اختبار صاروخ جديد.

وتسببت حرب روسيا على أوكرانيا في تعميق الخلافات والانقسامات بين القوى الكبرى بقطبيها الأميركي والروسي، وفشلت محاولات التواصل والتفاهم بين الدول الغربية عموما وموسكو من أجل إنهاء الحرب الأوكرانية.

 

فرغم إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن استعداده للحديث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين إذا أظهر الأخير نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ردت موسكو بالقول إنها ترفض الشرط الأميركي للتفاوض بين البلدين، واعتبر الكرملين أن شرط بايدن بانسحاب روسيا من أوكرانيا غير ممكن، مؤكدا أن ما أطلق عليها “العملية العسكرية الخاصة” متواصلة.

في حين قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إن واشنطن لا تزال ترفض الاعتراف بالأراضي الجديدة لروسيا (دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون)، وإن هذا يعقّد البحث عن أرضية مشتركة للنقاش، حسب تعبيره.

ولا ترى روسيا أن هناك رغبة حقيقية لدى الغرب للتفاوض حول السلام، كما قال الخبير الروسي في الشؤون الإستراتيجية، أندريه فرولوف في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” الذي أوضح أيضا أن موسكو عرضت مرات عديدة الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحديث مع كييف والإدارة الأميركية، دون أن يستجاب لها.

أما الموقف الأميركي الذي عبّر عنه الدبلوماسي السابق في موسكو، دونالد جنسن فيلقي اللوم على روسيا التي قال إنها علقت مشاركتها في اجتماعات اتفاقية “ستارت الجديدة” مع الولايات المتحدة، لكنه أشار إلى وجود قنوات تواصل أخرى بين البلدين.

 

واستبعد الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا وجود انقطاع تام في قنوات التواصل بين واشنطن وموسكو بدليل اجتماعات وزيري دفاع البلدين ولقاء مدير الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) نظيره الروسي في تركيا، وقال إن الأزمة بينهما تدار تحت الطاولة حتى لا تكون هناك حسابات خاطئة.

رسم معادلة الردع

ووسط أجواء الانسداد في قنوات التفاهم بين روسيا والغرب، تظهر نذر سباق تسلح عالمي، حيث أعلنت القوات الجوية الروسية، أنها اختبرت بنجاح منظومة دفاعية جديدة مضادة للصواريخ والأهداف الجوية في حقل اختباري بكازاخستان. في حين كشفت واشنطن من جانبها عن قاذفتها الإستراتيجية “الشبح الجديدة – بي 21″، التي أكد البنتاغون أنها ستشكل العمود الفقري لقوة الولايات المتحدة القاذفة في المستقبل، بفضل نطاقها وقدرتها وقوتها.

ومن وجهة نظر العميد إلياس حنا، فإن ما أعلنت عنه واشنطن وموسكو يدخل في إطار استعراض القوة وإعادة رسم معادلة الردع بين القوى الكبرى، وهي ليست سباق تسلح بل عملية تحديث للسلاح الموجود، ولن تستعمل هذه الأسلحة على المسرح الأوكراني، كما أن الأسلحة النووية لن تستخدمها القوى الكبرى.

أما الخبير الروسي، فيعتبر أن سباق التسلح الحقيقي يحصل مع الأسلحة الجديدة فوق الصوتية والصواريخ التي تشتغل عن طريق الليزر والأسلحة النووية الأصغر حجما.

في حين دعا الخبير الأميركي إلى ضرورة تحديث قوانين تنظم التطورات التكنولوجية الجارية، خاصة في ظل نمو دول مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران، مؤكدا أن قلق الأميركيين من الصين هو بسبب أنها تطور أنظمتها خارج القوانين التي وضعتها موسكو وواشنطن.

 
المصدر : الجزيرة

About Post Author