قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن نجاح إسرائيل في التصدي لهجمات إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة، السبت الماضي، بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، وما أشاعه ذلك من “ارتياح”، لا ينبغي أن يصرف الانتباه عن الجهود الرامية إلى إقرار مشروع قانون المساعدات العسكرية المتعثر منذ فترة طويلة لأوكرانيا، التي تدافع عن نفسها ضد هجمات صاروخية مماثلة تشنها روسيا، ووضع حد للحرب الطاحنة في غزة.
وأضافت في مقال افتتاحي لهيئة التحرير، أن الربط بين الحربين –الإسرائيلية على قطاع غزة والروسية في أوكرانيا– يبدو منطقيا بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث سعت الولايات المتحدة إلى مساعدة “ديمقراطيتين معرضتين للخطر”.
ودعت الصحيفة الكونغرس الأميركي إلى الإسراع بالتصويت لصالح مشروع القانون الذي يجيز منح المساعدات العسكرية والتمويل اللازم لأوكرانيا لتمكينها من صد الغزو الروسي لأراضيها.
وشددت أيضا على ضرورة وقف التصعيد حتى يصبح صنع السلام هو الوضع السائد في الشرق الأوسط، مؤكدة أن صد الهجوم الإيراني جاء بمساعدة حيوية من الولايات المتحدة والأردن وفرنسا وبريطانيا.
ورأت أن التصرف السريع من قبل التحالف بين تلك الدول وإسرائيل يُعد “نموذجا جديرا بالترحيب وبرهانا على العزيمة”، وإظهارا للقدرة على الاختيار بين إسرائيل من جهة، وسلطة إيران الدينية من جهة أخرى. وأضافت الصحيفة الأميركية أن الغرب ودولة عربية واحدة على الأقل لم يتوانوا في تفضيل الخيار الأول (إسرائيل).
واعتبرت هيئة تحرير واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان حكيما عندما حث إسرائيل على تجنب التصعيد المتبادل مع إيران، زاعمة أن إسرائيل أظهرت قدرة على الدفاع عن نفسها بصدها الهجمات الإيرانية.
ونصحت الصحيفة الأميركية إسرائيل بأن تكون أولويتها هي إنهاء الحرب في غزة بأسرع ما يمكن. وزادت أنه من أجل المحافظة على علاقاتها الدولية، فإن عليها كذلك أن تعمل على إنهاء المعاناة التي لا تطاق والتي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون من الرجال والنساء والأطفال.
وقالت إن ذلك يتطلب ضمان وصول المساعدات الإنسانية الفورية إلى الفلسطينيين اليائسين، كما يعني التوصل إلى نهاية ذات مصداقية للعملية العسكرية تقوم على احترام حياة المدنيين، وإقامة نظام سياسي جديد في غزة يعمل على تهميش (حماس) ويوفر لأهل غزة قدرا من الأمل في مستقبلهم، على حد تعبير الافتتاحية.
وخلصت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تجدان أن إقناع الدول العربية بالمساعدة في إعادة إعمار غزة، أضحى سهلا بعد “لحظة من تعاون مناهض لإيران” في المنطقة يوم السبت الماضي.
واقترحت هيئة التحرير أن تكون الخطوة الأولى هدنة مدتها 6 أسابيع، تشمل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة (حماس).
وختمت مقالها برسالة إلى قادة (حماس)، الذين قالت إنهم ظلوا صامدين، مفادها أن أي هجوم من إيران أو مدعوم منها، “لن ينقذهم”، حسب ادعائها.