أفادت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) نقلا عن محللين وأكاديميين بأن ما بين ألف و3 آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب الجيش الأوكراني في حربه على روسيا، وأن معظمهم يعملون ضمن كتائب الفيلق الدولي هناك.
وأشارت الصحيفة في تقرير أعده مراسلها جيف شتاين، إلى أن تأثير المتطوعين في سير المعارك القتالية ضئيل نسبيا مقارنة بمساهمات مئات الآلاف من القوات الأوكرانية النظامية.
كما أشار إلى أن المقاتلين الأجانب يحظون باهتمام كبير من الدول الغربية -خاصة عندما يتعرضون للقتل أو الأسر-، ويثيرون جملة من الأسئلة القانونية والأخلاقية والسياسية “غير المريحة” لأوكرانيا وحكومات بلدانهم.
وقال شتاين في تقريره إن بعض المتطوعين الغربيين يخرقون قوانين بلدانهم الأصلية للقتال في أوكرانيا، وإن الخبراء لاحظوا أن المتطوعين الأميركيين ربما ينتهكون قانون الحياد، الذي أُجيز عام 1794 خشية احتمال توريط مواطنين أميركيين بلدَهم في حروب خارجية.
وأوضح أن وجود المقاتلين الغربيين في أوكرانيا يحد من جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) الرامية لتجنب التورط المباشر في حرب روسيا. كما لا يُعرف المسؤول عما قد تصير إليه أمور هؤلاء الجنود المتطوعين أثناء وبعد الفراغ من خدمتهم القتالية الخطيرة.
ونقل مراسل واشنطن بوست عن خبراء قولهم إن اختيار العديد من قدامى المحاربين “المضطربين نفسيا” للتطوع في أوكرانيا يعكس فشل حكوماتهم في معالجة الصدمات التي تعرضوا لها من قبل وإعادة دمجهم في الحياة المدنية.
وكان مسؤولون أوكرانيون ذكروا في ربيع العام الماضي أن 20 ألف شخص من أكثر من 50 دولة مختلفة قد تطوعوا للقتال في أوكرانيا. لكن واشنطن بوست تؤكد في تقريرها أن الغالبية العظمى منهم عادوا -على ما يبدو- إلى بلدانهم قبل صيف العام الماضي.
وأوردت الصحيفة جوانب من التجارب التي عاشها بعض المتطوعين الأجانب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الكثير منهم بدا مهتما بالتقاط صور ونشرها في منصة “إنستغرام” أكثر من اهتمامهم بويلات الحرب التي تدور حولهم. في حين اتهم البعض الآخر بارتكاب جرائم سرقة واعتداءات جنسية، كما تبين أن بعضهم قدموا إلى أوكرانيا هربا من الملاحقة الجنائية في بلدانهم. بيدَ أن آخرين بدوا جادين وسعداء بمشاركتهم في الحرب، مثل نقيب سابق في الجيش البريطاني تحدث إلى الصحيفة عن تجربته في أوكرانيا.
ونقل مراسل الصحيفة عن قائد عسكري كندي متطوع في أوكرانيا، لم يذكر اسمه وإنما اكتفى بذكر اسمه الحركي “هرولوف”، قوله إن وحدته تضم مقاتلين من السويد والدانمارك وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والأردن ومصر والنرويج، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.
كما نقل عن كاسبر ريكاويك، الباحث في مركز أبحاث التطرف بجامعة أوسلو، قوله إن نحو 100 من المقاتلين الغربيين المتطوعين في أوكرانيا قد قُتلوا، في حين أصيب أكثر من ألف منهم.
وقال إن من بين الذين قُتلوا جنديا كنديا يدعى جوزيف هيلدبراند (33 عاما)، قضى في معركة جرت في مدينة باخموت الأوكرانية، وإن عائلته تمكنت من استعادة جثمانه بعد نحو 5 أسابيع.
وختم مراسل الصحيفة بالإشارة إلى أنه على الرغم من مضي نحو عام منذ بداية الحرب، فإنه لا يزال من بين المتطوعين من يظهر درجة عالية من الالتزام، ويبدي استعدادا لتحمل ظروف الشتاء والتغلب على حواجز اللغة والتوترات الثقافية التي تثور من حين لآخر.
وقال إن الحرب أتاحت لبعضهم فرصة نادرة لتطبيق ما تلقوه من تدريبات عسكرية، ومن هؤلاء عضو سابق في فيلق المهندسين الملكيين بالجيش البريطاني أمضى 5 سنوات في التدرب على إزالة الألغام وبناء الخنادق والجسور، ولكن لم يتح له استخدام تلك المعارف قبل مشاركته في حرب أوكرانيا.