واشنطن وتل أبيب على خط الوساطة.. هل تملكان أدوات ضغط حقيقية لوقف القتال في السودان؟
رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث بالمركز العربي في واشنطن، الدكتور خليل العناني أن الولايات المتحدة الأميركية تعوّل على إسرائيل لكي تقوم بالضغط على طرفي الصراع في السودان.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعلن الاثنين، موافقة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد بدءا من منتصف ليل 24 أبريل/نيسان، ويستمر لمدة 72 ساعة.
وتعليقا منه على الدور الأميركي في أزمة السودان، قال العناني -في حديثه لحلقة (2023/4/25) من برنامج “ما وراء الخبر”- إن الولايات المتحدة الأميركية طرحت الهدنة في إطار إنساني، وهو تحول في موقفها، لكن من المبكر الحديث عن مبادرات سياسية لأن هذا الأمر يحتاج إلى شروط من بينها تحقيق إجماع إقليمي ودولي على مثل هذه المبادرات.
ومع تأكيده أن واشنطن ليست لها أدوات نفوذ في السودان، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن واشنطن تعوّل على إسرائيل من أجل الضغط على طرفي الصراع لوقف الاقتتال، خاصة أن تل أبيب مخترقة للنخب العسكرية في السودان ولها علاقات مع الطرفين، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وكشف عن حديث يفيد بأن إسرائيل زوّدت حميدتي بأجهزة تجسس.
كما أكد أن واشنطن تعول أيضا على أطراف أخرى وتواصلت مع الشركاء الإقليميين مثل الإمارات والسعودية ومصر.
ونوّه العناني بأن إسرائيل التي أعلنت وزارة خارجيتها عن طرح مبادرة لإنهاء الأزمة في السودان، تصطاد في الماء العكر كما تفعل دوما، وتحاول استغلال الأزمة الراهنة في السودان لخدمة مصالحها.
اتهامات متبادلة
ومن جهته، رأى الصحفي والمحلل السياسي، عزمي عبد الرازق أن إسرائيل لها علاقات مع طرفي الصراع في السودان، ولكنها تريد الاستثمار في أزماته من خلال تسليح مجموعات مسلحة وفي الوقت الراهن، مشككا في قدرتها على لعب دور الوسيط.
ومن وجهة نظر عبد الرازق، فقد كان البرهان يراهن على إسرائيل ظنا منه أنها ستفتح له باب العلاقات مع واشنطن، مؤكدا أن الحوار مع الأميركيين بدأ في عهد الرئيس السابق عمر حسن البشير.
ومن جهة أخرى شكك في إمكانية صمود الهدنة الحالية وأن يكون مصيرها كسابقاتها، محمّلا قوات الدعم السريع مسؤولية انهيارها، وقال إن هذه القوات مشتتة وعاجزة عن التواصل مع قيادتها وليس أمامها من خيار سوى الاستسلام، وإن القوات المسلحة السودانية دمرت معداتها وهزمتها، حسب قول المحلل السياسي عبد الرازق.
وفي المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي، حافظ كبير لبرنامج “ما وراء الخبر” إن الهدنة الحالية تختلف عن سابقاتها، لوجود إرادة حقيقية لدى الأطراف التي وافقت عليها لوقف الحرب، ولأن السودان بات في ما أطلق عليها مرحلة فشلت فيها الأدوات الخشنة وفتحت فيها أبواب المبادرات السياسية والوساطات، مؤكدا أن قوات الدعم السريع تلتزم بالهدنة ولا تقوم بخروقات لا في الخرطوم ولا في المناطق الأخرى.
وبشأن الوساطة الإسرائيلية، رجح أن تقوم بأخذ طرفي الصراع إلى طاولة التفاوض، ولكن الخلافات تبقى قائمة بين البرهان وحميدتي حول النقاط الأخرى.