وسط تحذير من تجربة نووية سابعة.. واشنطن وطوكيو وسول تبحث تفعيل الردع الإقليمي في مواجهة بيونغ يانغ
جاكرتا- شهدت سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا اجتماعا ثلاثيا بشأن الملف النووي والتصعيد الصاروخي لكوريا الشمالية، شارك فيه ممثلون عن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
ويأتي الاجتماع وسط تحذيرات من إقدام كوريا الشمالية على إجراء تجربة نووية سابعة بعد التي كانت قد أجريت في سبتمبر/أيلول عام 2017، كما يأتي في ظل تصاعد التجارب الصاروخية لبيونغ يانغ.
وأكد المبعوث الياباني الخاص لشؤون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية تاكيهيرو فوناكوشي على أن محادثاتهم تركز على 3 محاور رئيسية، يأتي في مقدمتها إجراءات الردع الإقليمي المشتركة في مواجهة التصعيد الصاروخي غير المسبوق لكوريا الشمالية، ورفع مستوى التعاون الأمني.
أما المحور الثاني، حسب فوناكوشي، فينصب على توسيع دائرة التعاون الدبلوماسي بين الدول بشأن تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وذلك بعد أسابيع من استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” لمنع صدور قرار تقدمت بمشروعه واشنطن بحق كوريا الشمالية، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود في فرض العقوبات مع دول حليفة وذات رؤى مشتركة.
وتناول المحور الثالث في المحادثات محاولة الإبقاء على الأبواب مفتوحة لأي حوار مع كوريا الشمالية، مع الالتزام بمبدأ إخلاء شبه الجزيرة الكورية من أي سلاح نووي وعدم الاعتراف بها دولة نووية.
تهديد أمني
من جانبه، اعتبر المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية سانغ كيم -الذي يشغل منصب سفير بلاده لدى إندونيسيا- الخطر الكوري الشمالي أحد أبرز التحديات الأمنية في المنطقة، مؤكدا تضافر جهود الحلف الثلاثي بين بلاده وكوريا الجنوبية واليابان لمواجهة التهديدات الباليستية.
ودعا دول العالم إلى مطالبة كوريا الشمالية بالإذعان للقرارات الأممية، من منطلق كونها تهديدا ليس فقط بالنسبة لبلاده ولشرق آسيا فحسب بل لدول العالم، في ظل استمرارها في تطوير صواريخها الباليستية وبرنامجها النووي، مؤكدا أن مواجهة بيونغ يونغ لا تكون إلا بتوحيد صوت المجتمع الدولي.
أما المبعوث الكوري الجنوبي الخاص لشؤون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية كيم غون فقد تحدث عن إجرائه نحو 30 اتصالا خلال 3 أشهر مع نظيريه الياباني والأميركي، في ظل “التصعيد غير المسبوق” في سلوك كوريا الشمالية.
وأكد ضرورة تعزيز جهود الردع الأمني بين الدول الثلاث، وتوسيع دائرة العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية لسد أي ثغرات في منظومة العقوبات دوليا بحق نظام كيم جونغ أون.
وقال إن بلاده ما زالت منفتحة على الحوار مع بيونغ يانغ مع التأكيد على عدم الاعتراف بها دولة نووية، وقال إنه يمكن للصين أن تلعب دورا “بناء” في هذا الإطار.
محادثات متواصلة
وتعتبر محادثات جاكرتا الخامسة من نوعها هذا العام، وتأتي بعد 3 أشهر من محادثات تنسيقية مماثلة بين المسؤولين الثلاثة أنفسهم في طوكيو.
كما شهد الشهر الماضي قمتين بمشاركة أميركية بشأن الموقف من كوريا الشمالية، أولها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني في بنوم بنه على هامش قمم رابطة آسيان، بحضور الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الذين أكدوا في بيانهم المشترك تزايد أهمية العلاقات بينهم في مواجهة التصعيد الكوري الشمالي.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وخلال اجتماعات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في العاصمة التايلندية بانكوك، أطلقت كوريا الشمالية ما يعتقد أنه صاروخ باليستي آخر عابر للقارات، فعقدت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس قمة سداسية طارئة مع حلفائها الإقليميين، بحضور رؤساء وزراء اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وكندا ونيوزيلندا.
قمم ولقاءات سابقة
وبحلول الذكرى الـ70 لانتهاء الحرب بين الكوريتين أواسط العام المقبل، ومع استضافة إندونيسيا اجتماعات وقمم آسيان خلال العام المقبل، فإنه لا يعرف إن كانت جاكرتا ستشهد حضورا لكبار المسؤولين من كوريا الشمالية في أي ملتقيات إقليمية.
وكان مسؤولون كوريون شماليون قد شاركوا سابقا فيما يعرف بمنتدى آسيان الإقليمي منذ عام 2000، وفي ذلك العام التقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت نظيرها الكورية الشمالي، في بانكوك في أول لقاء بين البلدين على هذا المستوى الوزاري منذ الحرب الكورية عام 1950-1953، ثم زارت أولبرايت بيونغ يانغ بعد شهور.
وآخر مرة أرسلت كوريا الشمالية مسؤولا رفيعا للمشاركة في منتدى آسيان الإقليمي كان في عام 2018، حينها التقى وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو نظيره الكوري الشمالي لي يونغ هو في سنغافورة.
ولعل أهم القمم في سياق تواصل بيونغ يانغ مع الولايات المتحدة وحلفائها كان خلال القمم الثلاث التي عقدها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السابق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ أولاها قمة سنغافورة في 12 يونيو/حزيران 2018، ثم في 27 فبراير/شباط عام 2019 في هانوي، وأخيرا في 30 يونيو/حزيران من العام نفسه في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.