حثت السلطات الموالية لروسيا السكان في خيرسون (جنوبي أوكرانيا) على مغادرة المدينة الكبيرة “فورا”، في حين دانت مجموعة الدول السبع الصناعية قيام روسيا بـ”خطف” مسؤولين كبار بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.
وقالت المجموعة في بيان إنها “تدين خطف روسيا المتكرر لقيادات وموظفي محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية”.
ودعت إلى “إعادة السيطرة الكاملة على المحطة إلى مالكها الشرعي، أوكرانيا، على نحو فوري”.
وتسيطر القوات الروسية على المحطة النووية الأكبر في أوروبا منذ الأيام الأولى لحربها على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط.
من ناحية أخرى، قالت كييف إن روسيا قصفت بالصواريخ منشآت للطاقة في أوكرانيا يوم السبت مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا نفذت ضربات على نطاق “واسع للغاية”، وتعهد بتحسين قدرات الجيش الأوكراني الذي يبلي بالفعل بلاء حسنا في إسقاط الصواريخ، بمساعدة من شركاء بلاده، حسب قوله.
وفي خيرسون التي كانت هدفا لهجوم أوكراني مضاد، أمرت السلطات الموالية لروسيا المدنيين بالمغادرة فورا، في ظلّ تواصل الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، وتقدم قوات كييف على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو باتجاه مدينة خيرسون الرئيسية.
وقالت في بيان على تليغرام “نظرا للوضع المتوتر على الجبهة وزيادة خطر القصف المكثف للمدينة وخطر الهجمات الإرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة على الفور والعبور إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو!”.
وغادر آلاف المدنيين خيرسون بعد تحذيرات من هجوم أوكراني وشيك لاستعادة المدينة.
وتتقدم قوات كييف على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو باتجاه مدينة خيرسون الرئيسية.
وخيرسون أول مدينة كبيرة سقطت في أيدي قوات موسكو، وستكون استعادتها إحدى أبرز نتائج الهجوم الأوكراني المضاد.
وقال الجيش الأوكراني إنه يحقق مكاسب مع تحرك قواته جنوبا عبر منطقة خيرسون، إذ سيطر على قريتين على الأقل انسحبت منهما القوات الروسية. وتربط خيرسون أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.
ومنذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري أطلقت روسيا سلسلة من الرشقات الصاروخية المدمرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وأصابت ما لا يقل عن نصف المحطات الحرارية وما يبلغ 40% من الشبكة بأكملها.
وبعد مدة وجيزة من انبلاج صبح يوم السبت، بدأ مسؤولون في مناطق بأنحاء أوكرانيا الإبلاغ عن ضربات على منشآت الطاقة وانقطاع للتيار الكهربائي، وسارع مهندسون لإصلاح الشبكة، ونصح حكام المناطق السكان بتخزين المياه تحسبا لحدوث انقطاعات.
وقال المستشار الرئاسي كيريلو تيموشينكو إن أكثر من مليون شخص باتوا من دون كهرباء. وعانت أجزاء من كييف من انقطاع التيار الكهربائي الذي امتد حتى المساء، وقال مسؤول في المدينة إن الضربات قد تترك العاصمة الأوكرانية من دون كهرباء وتدفئة “بضعة أيام أو أسابيع”.
وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن موسكو تريد خلق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا من خلال الضربات، بينما وصف وزير الخارجية دميترو كوليبا الضربات بأنها إبادة جماعية.
وأقرّت موسكو باستهداف البنية التحتية للطاقة لكنها تنفي استهداف المدنيين.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور “النطاق الجغرافي للقصف المكثف الأحدث واسع جدا”، مشيرا إلى استهداف الضربات الصاروخية مناطق في غرب أوكرانيا ووسطها وجنوبها.
وأضاف “بالطبع، ليست لدينا القدرة التقنية على تدمير 100% من الصواريخ والطائرات المسيّرة الهجومية الروسية. أنا متأكد من أننا سنحقق ذلك تدريجيا بمساعدة شركائنا، وحاليا نسقط بالفعل أغلب الصواريخ من طراز كروز وأغلب الطائرات المسيّرة”.
وقال إن القوات الأوكرانية أسقطت يوم السبت 20 صاروخا وأكثر من 10 طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”. وكانت قيادة القوات الجوية قالت في وقت سابق إنها أسقطت 18 صاروخا من بين 33 أُطلقت على أوكرانيا.
واتهمت روسيا كييف بقصف سد كاخوفكا بالصواريخ والتخطيط لتدميره، بينما وصف ذلك مسؤولون أوكرانيون بأنه مؤشر على احتمال إقدام موسكو على تفجير السد وتحميل المسؤولية لكييف. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة تدعم اتهامه.