بلدية رام الله (وسط الضفة الغربية) تطلق اسم "شيرين أبو عاقلة" على الشارع الذي يضم مكتب قناة الجزيرة وسط المدينة (مواقع التواصل)

بلدية رام الله (وسط الضفة الغربية) تطلق اسم "شيرين أبو عاقلة" على الشارع الذي يضم مكتب قناة الجزيرة وسط المدينة (مواقع التواصل)

رام الله- لم يكن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، شيرين أبو عاقلة، يوم 11 مايو/أيار الماضي حدثا عابرا في يوميات الشارع الفلسطيني، رغم اعتياده على تسيير قوافل الشهداء؛ بل تحول اسم الصحفية الراحلة إلى أيقونة لمختلف المكونات الفلسطينية، وصار عنوانا لكثير من المبادرات.

لوحة للشهيدة شيرين أبو عاقلة وسط مدينة رام الله (الجزيرة)
 

حضور مستمر

رغم مرور 100 يوم على استهدافها، خلال تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، لا تزال صور شيرين تهيمن على شبكات التواصل، والعناوين الشخصية لكثير من الناشطين ومحبي الصحفية الراحلة؛ بل إن عدة عائلات فلسطينية في غزة والضفة أطلقت اسم الشهيدة على بناتها اللاتي تصادف موعد ولادتهن مع اغتيال شيرين.

في متابعته للفعاليات الهادفة لتخليد اسم شيرين، يقول عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عمر نزال، إن شيرين حظيت بمساحة شعبية لم يحظ بها أي صحفي فلسطيني خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

 

شخصية شيرين وحب الصحافة

وفي حديثه للجزيرة نت، أرجع نزال ذلك لتضافر عدة عوامل انعكست في الفعاليات الهادفة لتخليد ذكراها، وقال إن العامل الأساس لما حظيت به يعود “بشكل أساسي لشخصية شيرين بكل ما تمثله كصحفية مهنية تعمل في الجزيرة وصاحبة قضية”.

وتابع أن العامل الآخر في “حالة التضامن الشعبية الواسعة” مع شيرين يتعلق بحب الفلسطينيين لمهنة الصحافة، فضلا عن ظروف استشهاد شيرين على أبواب مخيم جنين وهو “ما أعطى القضية أبعادا مختلفة”.

ووفق نزال، فإن مختلف العوامل تضافرت “لصالح الحالة التي خرجت بها شيرين كأيقونة، وما رافق ذلك من التفاف وتضامن شعبي وإنساني ووطني جرى التعبير عنه بعشرات الفعاليات والمسميات”.

محمود فطافطة المحاضر بجامعة القدس يعكف على إعداد كتاب عن سيرة حياة شيرين أبو عاقلة (الجزيرة)

كتاب عن الشهيدة

ويعكف أستاذ الإعلام في جامعة القدس، محمود فطافطة، على إعداد كتاب عن سيرة شيرين بعنوان “شيرين أبو عاقلة.. من الميلاد حتى الاستشهاد”.

وفي حديثه للجزيرة نت، كشف عن أن مؤلَّفه يتناول السيرة الذاتية لشيرين وتجربتها المهنية والتفاعل مع استشهادها.

 

وعن ما حظيت به شيرين من اهتمام بعد استشهادها، يقول فطافطة إن ذلك عائد لعدة أسباب، منها أنها “شهيدة” وللشهادة رمزية متجذرة في الثقافة الفلسطينية.

 

شيرين القريبة من الناس

وأضاف أن من بين الأسباب “مشهدية الموت ووضعية سقوطها على الأرض” لحظة استهدافها، إضافة إلى مكان استشهادها في مخيم يمثل رمزا للثورة والمقاومة الفلسطينية.

وتابع أن شهرة شيرين -بوصفها إعلامية عربية تعمل في أهم قناة عربية وعالمية- لها دور في ما حظيت به من اهتمام في الشارع.

ويلفت الباحث الإعلامي إلى تأثير اهتمام شيرين بقضايا الناس وقربها منهم، في استحواذها على مكان في قلوبهم.

 

 

رصاص خارق

وكان تحقيق للجزيرة كشف عن صورة الرصاصة التي اغتيلت بها الصحفية أبو عاقلة، وأشار خبراء عسكريون إلى أن الرصاص المستخدم من النوع الخارق للدروع.

 

وأظهر التحقيق إعادة محاكاة باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، لمعرفة المزيد عن نوع الرصاصة المستخدمة، وعيارها الناري، ونوع البنادق المحتمل استخدامها لإطلاق هذا النوع من الرصاص. كما أظهرت تحقيقات لوسائل إعلام وجهات دولية نتيجة مطابقة للتحقيق الذي قامت به الجزيرة.

وأعلنت واشنطن بعد الاطلاع على تحقيقين منفصلين -أجراهما الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، بالإضافة للتحليل الجنائي- أن شيرين قتلت على الأرجح بإطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي.

وحمّلت السلطة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن اغتيال أبو عاقلة، وقالت إنها ستتابع القضية أمام المحكمة الجنائية باعتبار أن إسرائيل هي المسؤولة عن قتلها.

 

 

فعاليات تخلد شيرين

وفي ما يلي، نستعرض أبرز المبادرات الفلسطينية لتخليد ذكرى الشهيدة شيرين أبو عاقلة:

  •  بلدية رام الله تزيح الستار عن نصب تذكاري يحمل صورة الشهيدة شيرين ونبذة عنها، وتدشن شارعا يحمل اسمها بمحاذاة مكتب قناة الجزيرة، وسط المدينة.
  •  في بلدة دير شرف (غربي مدينة نابلس)، أقام الأهالي نصبا تذكاريا باسم شيرين أبو عاقلة في الشارع المؤدي إلى محافظة جنين؛ حيث كانت شيرين نشرت في آخر قصصها على فيسبوك رحلتها الأخيرة إلى المدينة لتغطية اقتحامات الاحتلال، وكتبت “في الطريق إلى جنين” من دون أن تدري أن الطريق سيُسمى باسمها.
  •  افتتحت بلدية بني سهيلا (شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة)، “ميدان شيرين أبو عاقلة” إحياءً لذكرى الصحفية الراحلة.
  • في مدينة سلفيت (شمالي الضفة)، أقيم مخيم صيفي يحمل اسم شيرين، وهو ما شهدته مخيمات صيفية للأطفال والفتية في عدة مناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة.
  • دشنت جامعة القدس بوابة باسم الصحفية أبو عاقلة، وأطلقت منحة تعليمية “تخليدا لذكرى الشهيدة ومسيرتها المهنية المشرفة في نقل الصوت الفلسطيني للعالم أجمع”.
  • “الجامعة العربية الأمريكية” في مدينة جنين أعلنت عن منحة دراسية تحمل اسم “منحة شيرين أبو عاقلة في الإعلام الرقمي” لدراسة البكالوريوس.
  • أطلقت جامعة بيرزيت “جائزة شيرين أبو عاقلة للتميز الإعلامي”، وهي جائزة سنوية تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين، وتهدف إلى تحفيز الإبداع والعمل الإعلامي النوعي الذي يتناول قصة فلسطين، إلى جانب “منحة الشهيدة شيرين أبو عاقلة للتميز الأكاديمي في مجال الصحافة والإعلام” لإحدى طالباتها.
  • في مركز السلام بمدينة بيت لحم، أقيم معرض “على مسافة قريبة” تكريما لروح الصحفية أبو عاقلة.
  • أطلقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عرضا افتتاحيا للفيلم الوثائقي “شيرين”. كما أعلنت تدشين “مؤسسة شيرين أبو عاقلة الدولية لدعم الصحفيات” بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين، وستعمل على دعم الصحفيات في فلسطين والوطن العربي والعالم وتمكينهن، وتخصيص جائزة سنوية باسمها.
  • على المستوى الرسمي نظمت وزارة شؤون المرأة، حفل تأبين للصحفية الشهيدة، رعاه السيد الرئيس محمود عباس.
  • على جداريات عديدة بأنحاء فلسطين كافة، رُسمت صور شيرين أبو عاقلة مع كتابة شعارات تضمنت مقولات الشهيدة في تقاريرها.
المصدر : الجزيرة

About Post Author